النجاح الإخباري - طالب مقدسيون، القمة الطارئة التي تعقدها منظمة التعاون الإسلامي اليوم الأربعاء، للتباحث بشأن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، باتخاذ "قرارات عملية"، بهدف دعم ونصرة المدينة.

وقال مقدسيون لوكالة الأناضول، إنهم يرجون ألا تخرج الجلسة ببيانات استنكار وشجب فقط، وأن يكون هناك "حلول على أرض الواقع" تثبت أن القرار الأمريكي لاغي ومنعدم. 

وقال الإعلامي المقدسي عنان نجيب، إن المطلوب من منظمة التعاون الإسلامي، هو اتخاذ "مواقف واضحة برفض القرار الأمريكي المُهين، ونبذ كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإدانته وتجريمه". 

وأضاف: "إن القدس هي آخر ما تبقّى لنا من قلاع الكرامة، فإن ذهبت، ذهب معها كل شيء". 

ولفت إلى أنه "حان الوقت لنبذ الخلافات الطائفية التي شتّتت الأمة العربية والإسلامية، وتصويب البوصلة نحو القدس فقط". 

وقال:" لن نطلب من الدول مقاطعة الولايات المتحدة لإدراكنا بأن هذا أمر محال في ظل الوضع الدولي القائم، ولكن نطلب من شعوبنا الإسلامية أن تقوم بمقاطعة المنتجات والمؤسسات الأمريكية، علّنا نستطيع أن نستدرك شيئا مما فاتنا". 

أما مدير مركز "إعلام القدس"، محمد الصادق، فقد دعا القادة والرؤساء المجتمعون للسماح لشعوبهم بالخروج، وحشد المسيرات المندّدة بهذا القرار، وعدم قمعها. 

وأضاف:" نرجو ألا يكون اجتماع القمة غدا كغيره من الاجتماعات التي تحصل ما بين الحين والآخر، والتي تخرج فقط بالشجب والاستنكار". 

من جهتها، قالت المقدسية شيرين صندوقة، إنها "تتمنى أن تتوج القرارات الصادرة عن القمّة بالتنفيذ، لا أن تبقى حبرا على ورق". 

وأضافت:" نرجو ألا تحوي القمة فقط بيانات شجب واستنكار، لأن الدفاع عن القدس واجب على جميع الدول العربية والإسلامية". 

وأكدت أنه يجب أن يتم العمل على "وقف الاستيطان والتهويد في القدس والأراضي الفلسطينية، والوقوف بشكل جاد للدفاع عن مقدّسات المدينة خاصة المسجد الأقصى". 

وعن القرار الأمريكي بشأن القدس، قالت صندوقة إنه يجب أن يتم "رفضه بشكل نهائي". 

وأضافت:" يجب التأكيد على أن القدس كانت وستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، إضافة إلى رفض أي إجراء من شأنه نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة". 

وأوضحت أن على الحكومة الإسرائيلية أن تتحمّل تبعات ما سيحصل في القدس من مواجهة القوات الإسرائيلية في حال أصرّت الإدارة الأمريكية على قراراتها أحادية الجانب، لأن المقدسيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي. 

أما الناشطة المقدسية رزان عابدين، فقالت إن مطالب المقدسيين تكمن في اعتبار قرار ترامب “ لاغيا ”. 

وأضافت:" يجب أن تتكاتف الدول العربية والإسلامية كما كانت في الماضي دون نزاعات وخلافات، للوقوف على كلمة واحدة من أجل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى". 

وطالبت بـ"حشد الجماهير العربية والإسلامية، والوقوف بجانب القضية الفلسطينية". 

وكان مقدسيون، قد حذروا في لقاءات سابقة مع وكالة الأناضول، من استغلال إسرائيل للقرار الأمريكي في "تسريع تهجيرهم من مدينهم. 

وقال، إن القرار أثار قلقهم على "مستقبل مدينتهم، ووضعهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي". 

ويبلغ عدد الفلسطينيين في القدس، الحاملين للهويات (تصاريح إقامة) الإسرائيلية الدائمة، حسب الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية الأخيرة والتي صدرت في مايو/أيار الماضي، 324 ألف فلسطيني. 

ويشكّل الفلسطينيون حسب الإحصاءات 37٪ من سكان مدينة القدس، بشقيها الغربي والشرقي. 

ولم تصدر الجهات الرسمية الإسرائيلية إحصائيات خاصة بمدينة الشرقية المحتلة، كونها تعتبرها جزءًا من "القدس الموحدة". 

ويعاني سكان المدينة العرب، من صعوبات جمّة، جراء الإجراءات الإسرائيلية في المدينة. 

ويقول السكان إن البلدية الإسرائيلية في المدينة، تمارس "سياسة عنصرية تجاههم"، حيث ترفض غالبا، منحهم رخص للبناء. 

كما تعمل المنظمات الاستيطانية اليهودية على شراء المنازل، والسيطرة على بعضها تحت ذرائع عديدة. 

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب متلفز من البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، اعتراف بلاده رسميا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة. 

وأدى القرار إلى موجة إدانات واحتجاجات متواصلة في العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية، وسط تحذيرات من تداعياته على استقرار منطقة الشرق الأوسط. 

(الأناضول)