النجاح الإخباري - بدأت مساء اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب برئاسة جيبوتى، وبحضور الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، بناء على طلب من دولة فلسطين وذلك للنظر في التطورات الخاصة بالقدس في ضوء إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي في تصريحات صحفية، على أهمية تلك الاجتماعات والتي تأتي في ضوء الأحداث بالغة الخطورة وتداعيتها المختلفة بما تمثله من اعتداء جسيم على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى حقوق العرب والمسلمين والمسيحيين، باعتبار أن هذا الموقف الأميركي هو انحياز أعمى إلى "احتكارية صهيونية إسرائيلية يهودية" لإرث إسلامي مسيحي للمقدسات.

ومن المقرر ان يخرج وزراء الخارجية العرب بقرار يبلور التحرك العربي ازاء خطوة الرئيس الأميركي.

ومثل دولة فلسطين في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وسفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، والمستشار أول مهند العكلوك، والمستشار تامر الطيب، والمستشار رزق الزعانين، والمستشار جمانة الغول، وجميعهم من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.

وطالب أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الاسرة الدولية برفض قرار ترامب، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأضاف، "نتطلع لالتزام كافة الدول لعدم نقل سفاراتها".

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني، د. رياض المالكي، على أن دولة فلسطين تعلن رفضها القاطع لقرار ترامب الذي يشكل اعتداء على كل الشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن اعلان ترامب يجرد الولايات المتحدة من اهليتها للعب في دور الوسيط في عملية السلام.

وشددالمالكي، على أن ترامب، فشل بالامتحان قبل ان يبدأ، موضحًا أن لهذا القرار توابع سياسية وامنية جسيمة ولن تبقى محصورة في فلسطين والمنطقة فقط بل يضعف القانون الدولي برمته، وبين أن خطيئة ترامب تعدت المقبول به او المسموح له فهذه القدس اقدس الاقداس ومدينة السلام وكنيسة القيامة.

وقال، "في الوقت الذي نأسف فيه بهذا الوضع هناك من يحتفل به، ووعد ترامب جاء مكملا لوعد بلفور ومواصلة لارهاب داعش"، منوهًأ إلى أن الوعد يمثل مكافاة لاسرائيل وتصب في خدمة الجماعات المتطرفة التي تحاول تحويل الصراع الى حرب دينية، وأضاف، "لابد من القول ان اي اعلان ياتي من اسرائيل او الولايات بخصوص واقع القدس لن يغير من حقيقة ان ارض فلسطين هي ارض محتله وفق القانون الدولي وان الحقوق الوطنية غير قابلة للتصرف وحقائق قانونية وسياسية راسخة، لذلك يجب ان نؤكد أن ليس للوعد اي توابع لمدينة القدس التي هي جزء لا يتجزأ من ارضنا المحتلة".

وأوضح أن دولة فلسطين تقدر الرفض العالمي للقرار وتشكر الدول على دعمها وتضامنها وتحركها السريع جعما لموقفنا، وخص بالذكر الاردن التي شاركت وتحركت مع فلسطين من اجل هذا الاجتماع، وباقي الدول، وأضاف، "سعداء بما نسمع من ردود فعل بعض الدول ورفض الدول من جر اسرائيل لها، ونتوقع من الدول الصديقة ان تؤكد على اعترافها بالدولة علاوة على رفضها للقرار غير القانوني حول القدس ونأمل تكليف وزاري عربي لتحرك سريع نحو الدول الاوروبية".

وتمنى على العرب جميعًا أن يسارعوا لزيارة القدس واحتضانها وعد تركها اسيرة فهذا سيعزز صمودها، مضيفًا، "لن يكون هناك سلام بدون اقامة دولة فلسطينية ولن تقوم دون ان تكون القدس الشرقية عاصمتها".

وأكد وزير الخارجية الاردني، ايمن الصفدي، على أن قيام هذه الدولة حرة مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران 67 حق ثابت، مضيفًا، "لن ينتصر العالم على التطرف الا اذا انتصر الحق الفلسطيني على الباطل الاسرائيلي"، وأوضح أن المنطقة لن تنعم بالامن والاستقرار الا اذا نعم به الفلسطينيين، منوهًا إلى أن القدس فوق السياسية هي لنا وللعالم اجمع، وأضاف، "يجب ان تبقى لا يمكن ان تظل المدينة المقدسة ساحة لظلم الفلسطينيني مسلمين ومسيحين".

واعتبر أن محاولات المس بالقدس جريمة يجب ان يدينها العالم اجمع، وشدَّد على أن المملكة ترفض اعتراف ترامب وتستنكره خرقا للقانون الدولي وهو باطل ولاغ وفق كل القرارات الدولية التي تنص على ان القدس قضية من قضايا الوضع النهائي، ودعا إلى ضرورة مواجهة القرار بفعل عربي مؤثرا ومبرمجا، وأضاف، "لم ندعو اليوم للاجتماع للتوافق على خطة عمل، بل للتأكيد على أن التحرك مع المجتمع الدولي من أجل بطلان القرار، وضرروة العمل على الحل دون اتخاذ قرارات مماثلة".

وطالب الصفدي،  بتشكيل وفد وزاري يزور العواصم المؤثرة، ويعمل للتحرك فوريا لحل الصراع على اساس حل الدولتين، وحث المجتمع الدولي ومؤسساته على الاعتراف بالدولة ولن تؤدي المماطلة الا الى تأجيج الصراع، وأضاف، "نريد السلام خيارا استراتيجيا ولكن لا سلام دون فلسطين والقدس حرة مستقلة".

من جهته، قال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي:" نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياتنا بكل حزم لمواجهة هذا التحدي، ولابد من تحديد الأهداف والمسالك القانونية التي سننتهجها لمواجهة الوضع الراهن.

بدوره، استنكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قرار ترامب واعتبره انتهاكا للقرارات الدولية، مؤكداً على أن حل الدولتين وصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

ودعا الجبير الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع الفوري عن قرارها.