النجاح الإخباري - أكد وزبر الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ان معركة القدس قد بدأت ولن تنتهي الا بزوال الاحتلال الاسرائيلي، حيث ان اسرائيل لازالت منذ 50 عاما تحاول فرض السيادة على القدس، الا ان معركة القدس بالأمس اثبتت فشل تلك المحاولات وتساقطت مؤامرات الاحتلال امام عزيمة وثبات اطفال ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني في القدس الذين تَرَكُوا بيوتهم ومدارسهم وأعمالهم وهبوا لنجدة المسجد الاقصى المبارك بالنيابة عن كل العرب والمسلمين. 

وقال المالكي، في كلمته امام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بشأن الانتهاكات الاسرائيلية في القدس ومحيط المسجد الاقصى اليوم الخميس، بمقر الجامعة العربية برئاسة الجزائر، "ان اسرائيل تمادت في التعدي على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية واستخفت بمصالح ومشاعر وعقيدة الامتين العربية والإسلامية حتى وصل بها الامر الى إغلاق المسجد الاقصى امام صلاة الجمعة يوم 14 تموز الجاري في سابقة تاريخية لم تحدث على مدار نصف قرن، بالإضافة الى اعاقة وصول المسلمين للمسجد، وتشكيل تغيير أساسي في الامر الواقع التاريخي والقانوني للأقصى. 

واشار المالكي، الى انه من خلال هذه الاعتداءات والانتهاكات ارادت اسرائيل ان تختبر الى اي مدى يمكن ان تصل ردود فعل الامتين العربية والإسلامية لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بوابة السماء ومسرى النبي محمد "عليه الصلاة والسلام"، مضيفا "ان أهل القدس قالوا كلمتهم بان القدس ومقدساتها لنا، وهي عاصمتنا، ولا سياق للاحتلال عليها حيث قالوا ذلك بعزيمة ادهشت عنجهية الاحتلال التي ظنت ان الدنيا قد دانت لها، وأنها قد تمكنت من السيطرة على محيطها القريب والبعيد. 

واكد، ان أهل القدس اسقطوا برباطهم وثباتهم الشعارات الزائفة التي أسست لها اسرائيل وتغنت بها طوال سنين والادعاء بان القدس الموحدة عاصمة اسرائيل ليكتشفوا بطلان هذا الشعار، والادعاء بان يسمى بـ جبل الهيكل اصبح تحت السيطرة الاسرائيلية وذلك عندما هب أهل القدس هبة رجل واحد من كل زاوية في مدينتهم المقدسة بل أعادوا للقدس كرامتها . 

وبين الوزير المالكي، ان المسالة ليست مسالة بوابات الكترونية او كاميرات وإنما المسالة هي من هو صاحب البيت؟ ولمن السيادة على الاقصى؟ مشيرا ان القضية بأكملها ليست أمنية وإنما سياسية خالصة وعندما قرروا ازالة البوابات فقد اثبتوا ان الموضوع سياسي وليس أمني. 

وقال، ان نتنياهو اعتقد ان الظروف مهيأة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الاقصى، وان ردود فعل الفلسطينيين والاردنيين ستكون محدودة في ظل الظروف الداخلية والعربية والدولية القائمة، وان المقدسيين لا خوف منهم بعد محاولات عزلهم من محيطهم الفلسطيني والقومي .. لتأتي المفاجأة من حيث لم يتوقع حيث التحم المقدسي بأقصاه والفلسطيني بأولى القبلتين والاردني بثالث الحرمين الشريفين، منوها الى ان الفعاليات المقدسية الوطنية والدينية قالت كلمتها بان الصلاة ستبقى خارج الاقصى حتى تلغى كافة الإجراءات التي فرضت بعد 14 الشهر الجاري وتفتح كل الأبواب وعليه احترمنا ودعمنا قرارهم، وبعد ازالة كل مظاهر الداخلية وإعادة الأمور الى ما كانت عليه فقد تم إرسال لجنة تقييم وتقصي للوقوف على ما قام به الاحتلال داخل المسجد الاقصى من زراعة كاميرات، او هدم او تخريب وإتلاف او سرقة مخطوطات، فقد تقرر عودة الصلاة الى المسجد بعد ان كسرت إرادة الاحتلال امام إرادة أهل البلد وإعادة  فتح باقي أبواب الاقصى. 

واكد ان أهل القدس سيظلون على اهبة الاستعداد للدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية، وسيظلون العيون الساهرة المرابطة حول الاقصى وحول القدس، مضيفا "ان القيادة الفلسطينية واكبت هذه الاعتداءات الاسرائيلية غير المسبوقة بالتنسيق الحثيث مع الاشقاء في الاردن وعلى اعلى المستويات بين الرئيس محمود عباس، وجلالة الملك عبد الله، وبين الحكومتين الفلسطينية والاردنية، كما وتابعت القيادة لنبض الشارع المقدسي الذي لا يخيب ومنذ اللحظة الاولى اتخذت القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس قرارات حاسمة وخطوات منسجمة تماما مع مطالب الشعب الفلسطيني المرابط  في القدس وقيادته الروحية، أكدت تمسكها بالسيادة الفلسطينية على المدينة المقدسة عاصمة دولة فلسطين وان المسجد الاقصى هو مكان إسلامي مقدسي سيادة فلسطينية ورعاية دينية أردنية حتى الاستقلال وإقامة الدولة. 

وقال، "إن الالتزام بحقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال والدفاع عن المسجد الاقصى يجب ان لا تخضع لاعتبارات سياسية ضيقة، ولدينا الأدوات للدفاع عن فلسطين، والقدس الشريف، وعلينا ان نثبت الإرادة وان نثبت لشعوبنا والى أكثر من مليار مسلم حول العالم اننا سندافع عن المدينة المقدسة ومكانتها العالمية كمركز للتعايش بين الحضارات والأديان، وسنستخدم في ذلك كافة الأدوات الشرعية والقانونية والسياسية بما في ذلك علاقتنا الثنائية والمتعددة والامكانات التي نمتلكها عن الدفاع عن المدينة المقدسة وحقوقنا الطبيعية والقانونية والتاريخية. 

واعرب الوزير المالكي في كلمته عن شكره لكل من تحرك وفعل وحمى الاقصى بصوته وفعله ولسانه وقلمه، كما أعرب عن تقديره  الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على جهوده المتواصلة، والى جلالة ملك المغرب لوقفته الثابتة في دعم القدس وحمايتها، والى رئيس جمهورية مصر العربية على تدخله المستمر والفاعل، والى جهود الامين العام للجامعة العربية وامين عام منظمة التعاون الاسلامي، وايضا الى رئيس تركيا على موقفه الشجاع ولكل دولنا الشقيقة ولكل أصدقاؤنا الذين تنادوا لإلزام اسرائيل باحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني في المسجد الاقصى حيث ان جهودكم وجهودنا معا تكللت بالنجاح ومع ذلك فان المعركة قد بدأت.

وقال، ان مواجهة حملة التسلط والابتزاز التي تمارسه اسرائيل وحلفائها والتي تسعى لفرض الرواية الاسرائيلية وتقويض الحقوق الفلسطينية وتستهدف التواجد العربي الفلسطيني الاسلامي والمسيحي في المدينة المقدسة، تتطلب منا ردا  جماعيا موازيا يؤكد اننا لا نقبل باي انتقاص لهذه الحقوق واليوم اكثر من اي وقت مضى يجب علينا ان نحافظ على موقف جماعي متماسك تجاه القدس وقضية فلسطين لكي لا يسمح لإسرائيل او غيرها من البلدان التي تساندها المساس بحقوقنا المشروعة وان تفرض اجندتها الاستعمارية على فلسطين وشعبها وفِي القلب من القدس الشريف. 

واضاف ان فلسطين تحتضن وتقدر الدعم الصادق لأشقائنا وشعوب وحكومات العالم، واليوم اكثر من اي وقت مضى نتطلع الى مواصلة هذا الدعم والمساند والتأييد لحقوقنا الوطنية والمشروعة لان الهجوم على القدس وحشي واستراتيجي وممنهج وهو اعتداء على الشعب الفلسطيني الذي تمكن بصموده وارادته التي لا تزعزع من حماية المدينة لعقود، بالرغم من كل الصعاب. 

واكد ان التاريخ سيحكم علينا ولن يكون رحيما اذا تعثرنا في إنقاذ وحماية القدس واهلها وهذه المسؤولية نتحملها بشكل جماعي فهذه ليست اي مدينة ... انها القدس.. أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى الرسول ومهد السيد المسيح، مشيرا انها القدس آية رسلنا، وترنيمة القديسين، القريبة للسماء، حاضنة الأنبياء، وحاملة وهج تاريخنا، وحضارتنا، وهي مفتاح الحرب والسلم، أيقونة البداية والحل وخاتمة الكلام. 

كما أعرب الوزير المالكي عن التقدير لعقد هذا الاجتماع الطارئ لمناقشة الأوضاع الخطيرة في القدس خاصة ما يتعرض له الاقصى معربا عن شكره الى معالي وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي لما بذلته بلاده من جهود مخلصة ومشاورات مطولة اولا من اجل التحضير لهذه الجلسة وثانيا برفع الظلم عن الاقصى، والى جامعة الدول العربية لتعزيز مبادئ جامعة الدول العربية وفِي جوهرها دعم فلسطين وقضيتها العادلة.