نهاد الطويل - النجاح الإخباري -  يواصل المقدسيون رفضهم لإجراءات الاحتلال التي وضعها  عند المسجد الأقصى، في وقت تشهد فيه القدس المحتلة والضفة منذ (16/يوليو) الجاري حراكًا جماهيريًا واسعًا رفضًا للعدوان.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل على ما يقوم به الاحتلال في القدس القديمة، ليتصدر الوسمان (#اغضب_للأقصى) و (#البوابات_لأ ) رفضاً للإجراءات الإسرائيلية التي بدأت الأسبوع الماضي.

ويرى مراقبون أنَّ الاحتلال الإسرائيلي بدأ يتراجع ويبحث عن مخرج للنزول عن الشجرة على ضوء إعلانه تفعيل الكثير من الخيارات بديل تدريجي عن البوابات الإلكترونية وكان آخرها تركيب كاميرات ذكية، وبحث تفعيل استخدام الهراوات الإلكترونية إلى جانب اللجوء إلى التفتيش اليدوي الإنتقائي للمصلين،وهو ما قوبل بـ"لاء" كبيرة من قبل المقدسيين والمرجعيات الدينية والوطنية في القدس المحتلة.

وناشدت المرجعيات في بيان صدر عنه ووصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري" الأحد، الملك الأردني عبد الله الثاني - صاحب الوصاية والرعاية على المقدسات في القدس وخاصة الأقصى، وكذلك الرئيس محمود عباس و قادة العرب والمسلمينكافة، تحمّل مسؤولياتهم واستخدام أوراق الضغط السياسية والقانونيةكافة لصد العدوان على مقدساتنا وأهلنا، والعمل على إزالة العدوان عن الأقصى.

وشرعت قوّات الاحتلال منذ ساعات الفجر الأولى، اليوم الأحد، بنصب كاميرات ذكية عند "باب الأسباط" المؤدي إلى المسجد الأقصى، بهدف اكتشاف ورصد أي أشخاص يحملون آلات حادة أو أسلحة أو مواد متفجرة.

وقال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، ورئيس "الهيئة الإسلامية العليا" في تصريح له: "الاحتلال أراد أن ينزل عن الشجرة بعد أن تورّط وورّط نفسه بتركيب البوابات الإلكترونية، فالاحتلال فقد سيطرته على الأمور وبدأ يترنح أمام جموع المنتفضين ضد إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك".

وأضاف أنَّ "الاحتلال يعتبر الكاميرات بدائل لهذه البوابات الإلكترونية لأنَّه يريد أن يخرج من المأزق بكرامة ويريدون حفظ ماء وجوههم، فهو يريد أن ينزل عن الشجرة باحترام، كما يريد أن يظهر أنَّه لا يزال صاحب قرار وصلاحية، ونحن بدورنا نقول هذه تصرفات كلها سياسية وليست أمنية و موقفنا واضح بتمسكنا بحقنا بالقدس والأقصى وجميع المقدسات".

وتابع قائلًا: "الموضوع سيادة وليست كاميرات، نحن نؤكّد على سيادتنا على المسجد الأقصى ونرفض الطروحات كافة ،ولا يمكن أن نسلّم بأيّ من ذلك، ونؤكّد موقفنا والمرجعيات الدينية مع التعهد بأن تعيد الصلاحيات للوقف الإسلامي وأن تكون السيادة للمسلمين ولن نسمح للاحتلال بأن يكون له أي نوع من السيادة".

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنَّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" سيعقد اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينيت”، اليوم الأحد، سيجري خلاله التداول في التصعيد الأمني الحاصل في القدس والضفة الغربية، في أعقاب استشهاد أربعة فلسطينيين في القدس، يومي الجمعة والسبت الماضيين، ومقتل ثلاثة مستوطنين في مستوطنة “حلميش” بعملية طعن، مساء الجمعة.

على صعيد آخر، يتواصل الحراك الدبلوماسي في المنطقة العربية لجهة احتواء الأزمة والحيلولة دون انفجار الوضع.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية الوزير مفوض محمود عفيفي، أنَّه تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم الأربعاء المقبل.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر ديبلوماسية عن عقد جلسة طارئة الإثنين الماضي لمجلس الأمن الدوليّ لبحث سبل التصعيد الإسرائيلي في القدس..

ولليوم الثامن على التوالي، يرفض الفلسطينيون، في مدينة القدس، الدخول إلى المسجد الأقصى من البوابات الإلكترونية، التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية على مداخل المسجد، الأحد الماضي.

ويحتشد مئات الفلسطينيين في ساعات النهار، والآلاف في ساعات المساء، في منطقة “باب الأسباط”، لأداء الصلوات، وللتعبير عن رفضهم دخول المسجد الأقصى من خلال البوابات الإلكترونية.