النجاح الإخباري - بدأت حملة الدعاية والدعاية المضادة بين النجم الشاب محمد رمضان والفنانة بشرى على خلفية الكليب الذي صوره متباهياً بنفسه وشعبيته بإطلاق شعار “نبر- ون” وهو عنوان الأغنية التي أثارت حفيظة الغالبية العظمى من الفنانين والفنانات ممن اعتبروها ترجمة لنرجسية رمضان وغروره، فانبروا لرفضها واستهجانها وسعوا للرد عليها بالطريقة الفنية نفسها التي كانت مثار اهتمام الجمهور لفترة طويلة.

وقد جاءت أغنية الممثل الأسمر ذي الشعبية الكبرى والمتمثل شخصية الفنان الراحل أحمد زكي كرد فعل لتزايد حدة الهجوم علية واتهامه بترويج العنف والبلطجة من خلال أفلامه التي يجسد فيها شخصية البلطجي الذي يقطن الأماكن العشوائية، ويفرض ثقافة الخوف ويتعامل بالحديد والنار مع خصومه وأنداده من الشباب المنتمي للبيئة العشوائية المعدمة الخارجة عن السيطرة والضبط.

ولا شك في أن مجموعة الأفلام التي حصدت ملايين الجنيهات في شباك التذاكر وشكلت تياراً سينمائياً طغى على السوق وأثر على ذوق المشاهد كانت بالفعل سبباً رئيسياً في استهداف البطل ونقده على نحو سلبي، جعله أكثر عناداً وتمسكاً بالنوعية التي يقدمها ويعتقد أنها الأكثر جماهيرية. فخلال السنوات القليلة الفائتة تصدر محمد رمضان معظم المواسم بنماذج فنية تراوحت بين القبول والرفض، كان من بينها “عبده موته، والألماني، وقلب الأسد والأسطورة والديزل” ما شجع منتجي هذه النوعية من الأفلام على التمادي في التركيز على النجم الشاب كحصان الرهان الأول، لتحقيق مزيد من الإيرادات، وإزاء هذا الاهتمام زادت ثقته في نفسه إلى حد كبير، فانقطعت الشعرة الفاصلة بين الثقة والغرور، أو هكذا ظن منافسوه فعملوا على مواجهته وعمدوا إلى إظهار إمكانياتهم كنجوم لهم مكانتهم وبصمتهم الفنية الواضحة من وجهة نظرهم.

ولعل مجموعة “الكليبات” التي تحدث فيها عن نفسه زادت الهجوم عليه خاصة أنه لم يكتف بأغنيته الشهيرة “نبر – ون، بل أمعن في مكايدة من هاجموه بأغنيتين أخريين هما “الملك” و”مافيا”، الأمر الذي دعا الفنانة بشرى وهي من يماثله في الغناء والتمثيل للرد عليه بأغنية من النوع نفسه بعنوان “كوبرا” وتشير فيها إلى الحية الخطيرة التي تلدغ فتُميت من تلدغه في الحال. وبالقطع لم تكن بشرى تقصد الهجوم على شخصه وإنما أرادت التعبير عن رفضها لنوعية ما يقدم، ورغم قسوة التشبيه والإسقاط الذي استخدمته إلا أن أغنيتها مثلت حالة فنية تنافسية فريدة من نوعها في التوظيف والدلالة. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن المباراة بين رمضان وبشرى ذكرتنا بالمعارك التي استمرت طويلاً بين عمرو دياب وتامر حسني، واستهلكت طاقاتهما لبضع سنوات، وانتهت بهدوء وسكون من الطرفين ينطوي على غيرة فنية لم تفلح الأساليب الدبلوماسية في معالجتها. وكذلك ظلت المطربة شيرين عبد الوهاب مشغولة بردود الأفعال تجاه أغانيها ومسيرتها الفنية لدرجة كبيرة فخصم ذلك من رصيدها وتواجدها ومستواها الفني والغنائي، لا سيما وأنها تعرضت لما تعرض له نظيرها محمد رمضان من هجوم ونقد وإشاعات كان من الممكن أن تصرف كلا منهما عن تميزه ونجاحه ونجوميته، وهو الدرس المستفاد الذي يجب أن يخرج به كل فنان من معترك التنافس الصعب، والحروب المشتعلة حوله، التي تفرضها عليه الظروف المناخية غير الصحية حال تشبثه بالقمة وإصراره على أن يظل فوقها طوال الوقت مع عدم اهتمامه بمن ينتظرون سقوطه ويتحينون الفرصة لانتهاء عمره الافتراضي كفنان ونجم كبير يشار إليه بالبنان ويثير نجاحه الاستفزاز والحقد.