نابلس - بمشاركة أكرم عطا الله - النجاح الإخباري - على عتبة ورشة المنامة الاقتصادية عقد وزراء المالية العرب اجتماعهم لتفعيل شبكة الأمان المالي للسلطة الفلسطينية التي تعاني منذ أشهر من أزمة مالية عميقة ولا يمكن فصل الاجتماع عن الورشة إذ بات من الواضح أن العرب يريدون شراء صمت  الفلسطينيين على مشاركتهم في البحرين فالأزمة المالية قديمة.

هذا تماما يشبه ما فعلته الولايات المتحدة أواخر عام 2002 عندما كانت تتحضر لضرب العراق والقضاء على نظام الحكم فيه قدمت رشوة للعرب وهي التي أطلق عليها "خارطة الطريق" لشراء صمتهم بأنها ستعمل على ايجاد حل للقضية الفلسطينية بمجرد الانتهاء من القضاء على العراق وبعدها تبخرت الطريق وخارطتها لكن العرب صمتوا على تدمير بلد عربي والآن كأن النموذج يعاد تكراره مع اختلاف ما وستصمت السلطة بعد هذا الاجتماع أو بعد تلك الرشوة.

 لدينا سابقة عندما كانت قطر تحول أموالا ووقود لقطاع غزة كانت تقوم الدينا ولا تقعد ولكن بعد أن أصبحت توزع المبلغ بين الضفة والقطاع لم تعد معارضة لدخول الأموال القطرية لغزة ، يبدو أننا في عصر المال لذا صمم الأميركيون ورشتهم معتقدين أنه بالمال يمكن شراء الأوطان وإذ كان هذا حدث في الوطن الأميركي عندما اشترت الولايات المتحدة ولاية لويزيانا من الفرنسيين فلن يحدث مع الفلسطينيين .

 يذهب العرب بعد أن أعلن بعضهم أنه لن يشارك في الورشة في موقف أظهرهم بقدر من السخرية حين أعلنوا مواقف أولية أو ربما قبل أن توجه لهم الدعوة أو قبل أن ترفع سماعات الهواتف من واشنطن ما جعل السلطة الأضعف بين تلك الأنظمة تتحدث بلغة الشفقة بأنها لا تعرف الظروف التي دفعتهم للمشاركة .

ورشة المنامة ليست الاولى التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية أو شراءها بالمال ولم يقبلها أي فلسطيني لكن الجديد في الورشة هو الحضور الإسرائيلي المعلن لأول مرة إلى جانب العربي وهنا الذي يجب أن نراه بعناية أن إسرائيل قليلا قليلا تصبح أكثر اندماجا في المنطقة العربية.

 وعلى الجانب الآخر فإن الحضور العربي للورشة يعكس ما يشبه عزلة الفلسطيني فقد ذهب العرب وتركوه وحيدا مثل يوسف الذي يتكرر فينا من جديد وتلك المفارقة تدعو للغضب لأن إسرائيل باتت تزاحمنا على عمقنا العربي وتحقق فيه نقاطا لصالحها وتزيحنا بعيدا خارجه لنرى أنفسنا وحيدين أكثر بعد أن زاحمتنا ونجحت في عصر ترامب على المستوى الدولي وقرار البرلمان الألماني نموذجا.

السلطة تخطئ في معالجتها لكل هذا التسونامي الذي ينفجر في وجوهنا جميعا وقد كانت نذره واضحة منذ مجيء ترامب ولم نفعل شيئا سوى التخندق خلف الكلمات دون تخطيط أو تنفيذ لأي عرقلة حقيقية أو فعل جدي والآن تعتقد أن ما هو لدينا من أزمة فقط هي أزمة مالية ينبغي معالجتها سواء بالاقتراض من العرب أو حتى من رجال الأعمال الفلسطينيين في حين أن جذر الأزمة هو سياسي بامتياز وأن المال هو أحد أدواتها وينبغي للسلطة أن تبحث آفاق مختلفة حتى وإن أدى ذلك إلى قلب الطاولة وهي الخيار الذي تبقى أمام عاصفة يجب مواجهتها بكل قوة وإلا ستمر بكل هدوء أو بكل صخب الكلام  بعد هذا السقوط العربي..!