غزة - أكرم عطا الله - النجاح الإخباري - في حسابه على موقع تويتر قال نتنياهو "هناك تغيير ملموس العالم العربي يحتاج الى التطوير والتكنولوجيا في مجالات المياه والكهرباء والصحة والتقنيات المتطورة" وفي صفحة اسرائيل تتكلم بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الاسرائيلية عبر موقع فيسبوك نشر حديث لنتنياهو بشأن اسرائيل وتعاملها مع الدول العربية قال "نعيش الآن عملية تطبيع مع العالم العربي دون تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين،  الدول العربية تبحث عن علاقات مع الطرف القوي ورعاية قوتنا تعطينا قوة دبلوماسية.

يبالغ نتنياهو كعادته في كل الأشياء بما فيها العلاقات العربية الاسرائيلية ولكن اذا وضعنا مبالغاته فإن نصف ما يقوله من الحقيقة يشكل كارثة كفيلة بنصب خيام الحزن في ساحات هذه الأمة التي يؤول مصيرها للزحف نحو دولة هي الأصغر بالمنطقة لكنها تمكنت من أن تشكل عامل جذب لهؤلاء وغيرهم أيضاً دون أن نخدع أنفسنا.

وأنا أتجهز لهذا المقال وصلتني على احدى مجموعات الواتس أب صورة لعلماء اسرائيليين يجهزون الكبسولة التي ستحمل معها أول مركبة فضائية اسرائيلية الى القمر والتي ستكون مزودة بمئات الملفات الرقمية وستحط على سطح القمر لإنجاز مهمة وفيما اسرائيل تتجهز للوصول للقمر لازال العالم العربي مسكون بهواجس القبر وبين هذا وذاك الكثير مما يقال في واقع أمة حكمت على نفسها بعدم التقدم وظلت تسكن على رصيف ما يتساقط من علم لدى الأمم فيما هي مشغولة بصراعاتها وحكمها التي لم تتوقف.

عالم عربي غير ديمقراطي يعتمد على شرعيته من الخارج وليس بالانتخابات عالم عربي فقير بالتكنولوجيا وكل ما يعرفه عنها أنه مجرد مستهلك  فقط وفقير في الزراعة والصناعة والتعليم والصحة وكل شيء وأصبحوا يحتاجون العالم بما فيه اسرائيل في كل شيء لم يخترعوا سوى الدكتاتورية والعنف وفساد السلطات الحاكمة.

تقدمت اسرائيل وتأخر العرب هذا ما فعلوه بأنفسهم وبات من الواضح أنهم يتقربون لتل أبيب ولو كانوا أكثر تقدماً وقوة لكان الوضع مختلفاً لقد هبطوا عن المبادرة العربية تطبيع بلا ثمن ولأن اسرائيل القوية أصبحت مدعاة للخوف ليس لقوتها العسكرية فحسب بل لتأثيرها على الولايات المتحدة وتأثيرها على مكانة أي نظام سياسي في الدول غير الديمقراطية.

ولكن السؤال الجارح الذي يظل قائماً أننا لسنا أفضل كثيراً بانقسامنا عن العرب فالعرب لم يتجرأوا على الاقتراب من اسرائيل إلا لأن وضعنا مهلهل ومشتت أفقدنا الكثير من الاحترام والهيبة أمام الدول العربية حتى،  تلك الدول التي كانت تخشى غضب الفلسطيني بل تتقرب وتتمسح بالقضية الفلسطينية خوفاً وتزلفاً لم تعد ترى في الفلسطينيين ما يدعو لوقف تدفقها نحو اسرائيل ويمكن القول أنه بانقسامنا قد ذهب ريحنا وهذا ما يجب أن نحاسب أنفسنا عليه قبل أن نحاسب العرب.

يحق لنتنياهو أن يتبجح كما يريد وهو يرى عالم عربي غارق بصغائر الأشياء فيما هو يقلع نحو القمر،  يحق له أن ينظر باستعلاء لدول عربية فقد رسبت في اختبار العقل وكل الاختبارات السياسية ولم تقدم سوى نموذج البدوي القديم أو المتخم بالمال والمتكرش عديم الوعي وعدو العلم هذا العربي الاتكالي ينتظر فقط ما يصنع العالم ليستهلك فقط،  نحن أمة أضعفت نفسها وهانت على نفسها وهكذا يتعامل معها عدوها،  يحق له ..!!!