نابلس - اكرم عطا الله - النجاح الإخباري - وكأن سيلاً من التطبيع يندفع باتجاه اسرائيل فماذا لدى تشاد لتفعله في اسرائيل ؟  وماذا يحتاج الرئيس التشيكي حتى يندلق بهذا الشكل المبتذل ليعلن بعنصرية دينية نقل سفارته الى أرض أعلنت الأمم المتحدة أنها محتلة وطالبت اسرائيل منذ خمسة عقود بالانسحاب منها.
تشاد هي الدولة العربية الأخيرة التي قرر العرب ضمها اليهم بعد أن استبعدوها لعقود طويلة بل وتآمر بعضهم عليها وقد جرى ضمها بعد قمة سرت الليبية التي انعقدت قبل ثماني سنوات في ليبيا ولكن أن تفتح علاقات مع اسرائيل بعد انضمامها للجامعة العربية فتلك وحدها قصة.
من يذكر قمة البحر الميت بداية العام الماضي؟ لقد اتخذ العرب فيها قراراً بإقامة مؤتمر اقليمي لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي لم يعد عربياً وقد فهم حينها أن تلك لم تكن سوى  توطئة لاتخاذ هذا المؤتمر مجرد غطاء لتطبيع العلاقات مع اسرائيل وهي المهمة التي كلف نتنياهو الرئيس ترامب بتحقيقها من الدول العربية.
هذا العام فتحت بعض دول عربية علاقات مع اسرائيل أكثرها علنية كانت الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الاسرائيلي لسلطنة عمان دون أن تقدم مسقط ما يقنع بجدوى تلك الزيارة ولماذا فتحت تلك العاصمة أذرعها لنتنياهو بهذا الشكل المستفز للفلسطينيين وللشعوب العربية.
الحقيقة أن هناك اندلاقاً عربياً يتجاوز تشاد نفسها وتلك الدولة السمراء لم تكن لتقدم على هذه الخطوة لولا أنها باتت تشعر أن مناخاً عربياً من التقرب لإسرائيل أخذ بالتوسع والحقيقة الأبرز أن تلك العلاقات العربية مع تل أبيب  ليست وليدة اللحظة الحالية بل أن أغلب الظن أنها علاقات قديمة بدأت تظهر للعلن.
لقد تفاخر نتنياهو وقبله ليبرمان سابقاً بأن حوالي 12 دولة عربية تقيم مع اسرائيل علاقات بالخفاء وكان نتنياهو قد طالب الرئيس الأميركي منذ لقاؤهما الأول بالطلب من الدول العربية اعلان علاقاتها مع اسرائيل بدل أن تستمر في لعبة الخجل الدائرة وهنا كان العرب يبحثون عن مخرج لتلبية مطلب الرئيس الأميركي.
لذا اتخذت قمة البحر الميت قراراً بعقد المؤتمر الاقليمي ذاته وكان معروفاً الهدف تمرير مشروع التطبيع العلني،  لكن نتنياهو لم يستجب للمقترح العربي بل تعاطى معه باستخفاف فهو يريد تطبيعاً بلا ثمن وليس هناك في عصر ادارة ترامب ما يرغمه على دفع الثمن اذا كان بالإمكان أن يأخذ أي شيء بالمجان وهنا بدأت الدول العربية تبحث عن مخارج أخرى وكان زعيما عُمان وتشاد الأكثر سرعة بالاستجابة بلا ورقة توت حتى.
بات من الواضح أننا سنشهد مزيداً من التطبيع العربي في قادم الأسابيع والأشهر حيث باتت اسرائيل تتحدث عن علاقات مع البحرين والسودان التي يصدر منها نفي خجول حتى اللحظة ولكن دول أخرى باتت تقترب من اسرائيل بشكل أو بآخر مسقطة واحدة من الأوراق التي كان يتسلح بها الفلسطيني كورقة اغراء لإسرائيل وليس ورقة ضغط.
ولكن لماذا يحدث هذا التقارب في وقت تحتل فيه اسرائيل أراض عربية وتدير ظهرها لكل مبادرات الحل بل وترد بإهانة وتجاهل على مقترحات العرب ورسائلهم دون أدنى اعتبار؟  سؤال كبير يبحث عن اجابة في منطقة يعتز فيها العربي بكرامته أولاً فيما يبدو شكل العلاقة مع اسرائيل منزوع الكرامة لأنها لم تقدم لهم شيئاً حتى يحفظ ماء الوجه ...يبدو أننا في الزمن الأصفر ...!!