أكرم الصوراني - النجاح الإخباري - والدتي ليست وحدها تكره "عيد الأم" . بصلاة محمد لو بتحبني تطفي ... اطفي . ما زال يُبكيها صوت عبد الباسط "فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا" وتَنهمر خاشعه خاصه لو "ستّ الحبايب يا حبيبه" بصوت فايزة أحمد . اللحن والعطر والحضن أدوات حفر خاصه بالذاكرة تَنبش وتُنعش رائحة عرق ست الحبايب ورائحة الكلور وبصمات الأصابع على الخدود وملاقط الغسيل وتحميلة خافض الحرارة وأوّل تَفَّه وأوّل شبشب وأوّل كف ومقلى التيفال الأصلي وطقم الفناجين العزيز على قلبها ومعجون الجلي والمناقيش واللحمة وعجين ويبعد عنّك اولاد وبنات الحرام يَمّه . أحدكم نغمة جواله "أحنُّ إلی خبز أمي" لا أدري لماذا لم يحن درويش لبزّ أمّه وحليب أمه وحليب أمي أشهى من خبز أمّي ، حَجَّتي ، وحُجَّتُكَ عند اللزوم وعند الهروب وعند الانتكاس وعند الحاجة للحب وللحنين وللفضفضه والبكاء .. لا يعنيني 21 مارس وتعنيني معايدة كلَّ الأمّهات ، الراحلاتُ منهنّ والباقياتُ الصالحات . المريضات . المناضلات . الشاهدات . الشهيدات . الأسيرات . العاملات . الجميلات . العذراوات . العزباءات . العذباوات . المُعذبات . المَنفيّات في بيوت العجزة والمسنّين . الحاملات للأطفال وللكبار وللزمن وللهموم وشيءٍ من القهر . تعنيني معايدة كلّ الأرحام ، مَنْ وَضَعَتْ ومَنْ تَنْتَظِر ، ومَنْ ستصير ومن لم تصير ومن لن تصير في قائمة الأمّهات . تعنيني معايدة "أم فتحي" وبائعة الفراولة وصاحبة البسطة و"بدكيش يَمّه نعنع بحسبلك الثنتين بشيكل" والمتسولة قسراً على الطُرُقات تناجي الرب وتنادي الخبز ، تعنيني بائعة الشاي والمناديل خلف إشارة المرور وإشارة المستقبل المهزوم ، تبحث من يشتري المنديل ويشتري لها حزمة أمل وتبحث عن سؤال "داشر" .. كيف تصير أُمَّاً وكيف يحتفل المُشَرَّدون .
ولأني أكره النصائح والتوصيات والاقتراحات أقترح في هذا العيد أن تبادر البلدية لتعديل لافتة الشارع لتصبح كالتالي "حافظ على نظافة بلدك وحافظ على قلبك.. حافظ على أمك" .