النجاح الإخباري - تأخر رئيس حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، بتهنئة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، الذي هزم دونالد ترامب، وصدرت تهنئة كهذه عنه اليوم، الأحد، بعدما هنأه العشرات من الزعماء في العالم منذ أمس.

ويلمح تأخر نتنياهو إلى تحسبه من السياسة التي سيتبعها بايدن، خصوصا تجاه إيران وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، حسبما أشار محللون إسرائيليون، اليوم.

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أنه "بالإمكان تفهم نتنياهو. فهو يعرف ترامب ومشاعره. وهو يعرف أيضا الجمهور الإسرائيلي، الذي يقر بالعرفان لترامب. وبايدن ليس ترامب، ولن يشعر بالإهانة من الاتصال الهاتفي المتأخر. والعلاقات بين الرئيس المنتخب و"إسرائيل" عميقة ومتواصلة أكثر من التعلق باتصال هاتفي واحد".

ولفت برنياع إلى أن "بايدن ينتمي إلى المجموعة الأكثر تأييدا لـ"إسرائيل" في الحزب الديمقراطي. وقد قال مرة إنه صهيوني. وقصد بذلك أنه معجب بالفكرة التي أقامت "إسرائيل" ".

وتابع أن "إيران ستصل سريعا جدا إلى الأجندة. وسيسعى إلى استئناف الاتصالات مع إيران والتوصل إلى اتفاق. وربما هذا يتناقض مع موقف نتنياهو، لكن لا يتناقض بالضرورة مع المصلحة الإسرائيلية.. وصفقة القرن ماتت ليلة الانتخابات. وحل الدولتين عائد إلى طاولة المداولات، بقوة ضئيلة".

وأفاد المحلل العسكري في الصحيفة نفسها، أليكس فيشمان، بأنه "اتضح من اتصالات غير رسمية جرت مؤخرا بين أعضاء في الفريق الذي يبلور السياسة الخارجية والأمنية لبايدن وبين مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى في "إسرائيل"، أن الإدارة المستقبلية تتبلور معادلة لاستئناف المفاوضات مع إيران، وهذا موجود بأفضلية عليا".

وحسب فيشمان، فإن "الإستراتيجية التي بلورها فريق بايدن هي مفاوضات مع الإيرانيين من خلال مرحلتين وقناتين منفصلتين. والمرحلة الأولى هي منذ دخول بايدن إلى البيت الأبيض (في كانون الثاني/يناير المقبل) وحتى انتخاب رئيس جديد في إيران، في حزيران/يونيو المقبل. والتقييم الأميركي للوضع في هذه المرحلة هو التوصل إلى تفاهمات مع الإيرانيين حول تجميد الوضع، في مجال نشر السلاح البالستي والتدخل الإيراني الإقليمي. وفي محور مداولات منفصل، تجميد الأنشطة النووية العسكرية. وفي المقابل، سيكون الأميركيون مستعدون للتنازل عن العقوبات الأخيرة التي فرضها ترامب".

وأضاف فيشمان أنه "بعد انتخاب رئيس جديد في إيران، يعتزم الأميركيون إجراء مفاوضات حول اتفاق دائم ثان في كلا المجالين، النووي والإقليمي. ويستعدون في الولايات المتحدة لسد ’ثقوب’ في الاتفاق الأصلي، من العام 2015. والمرحلة الثانية قد تستمر لفترة طويلة، ويتم خلالها الحفاظ على العقوبات".

وأشار المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بِن كسبيت، إلى أنه باستثناء ترامب، فإن "جميع الإدارات الأميركية، الديمقراطية والجمهورية، اتبعت السياسة الواضحة نفسها: مساعدات سخية لـ"إسرائيل"، مظلة سياسية لـ"إسرائيل"، حلف أمني عسكري واقتصادي مع لـ"إسرائيل". لكن كانت هناك ملاحظة تحذير لـ"إسرائيل" أيضا: التزام مطلق بحل الدولتين، عدم الاعتراف بالمستوطنات، الخط الأخضر كأساس للمفاوضات وعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" بسبب حقيقة أن شرقي المدينة بضمنها. ويبدو أن هذا ما كان، وهكذا سيكون".

من جانبها، اعتبرت المراسلة السياسية لصحيفة "هآرتس"، نوعا لانداو، أن "بايدن لن يفاجئ بتصريحات عملاقة كالتي أطلقها ترامب، مثل الاعتراف بالمستوطنات وتقليصات للفلسطينيين، وهي خطوات غايتها إرضاء القاعدة الأنغليكانية أكثر من دفع مصلحة "إسرائيل"، ولكنه لن ينفذ خطوات معاكسة أيضا. فبايدن هو تلميذ لوبي أيباك كلاسيكي، لا يتوقف عن تكرار قصة لقائه مع غولدا مئير، كما أن نائبته كاميلا هاريس مثله وأكثر".

وأضافت لانداو أنه "باستثناء حقيقة أن الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني لن يكون في مرتبة عليا في قائمة مهماتهما، فإنه لا يوجد أي سبب لوضع العصي في عجلات الاتفاقيات مع دول الخليج، على سبيل المثال. وهي اتفاقيات امتدحها بايدن. وصحيح أن بايدن وهاريس لن يمنحوا الدعم لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والاعتراف بها. لكن طوال السنوات التي تولى خلالها رؤساء أميركيون، ليسوا ترامب، لم يتوقف المشروع الاستيطاني للحظة. واستمر هذا المشروع تحت جميع رؤساء الولايات المتحدة. وبوتيرة كهذه أو تلك، مشروع الاحتلال استمر".

وتابعت أن "بايدن وهاريس سيؤيدان حل الدولتين تماما مثلما أدركت إدارة ترامب في نهاية الأمر أن لا حل آخر. وكان السؤال الوحيد، كم سيأخذ كل طرف. ويصعب التصديق أن هذه الإدارة بالذات سترغم الجانبين على الحسم. ومن الجهة الأخرى، سيحظى الفلسطينيون بهواء للتنفس، واستئناف التعاون الأمني مع "إسرائيل". كذلك فإن السفارة في القدس لن تُغلق، مثلما أعلن بايدن، ولكن ستُفتح مجددا القنصلية لصالح الفلسطينيين وممثلية فلسطينية في واشنطن. وهذه خطوة أخرى من شأنها تقليص التوتر المتراكم".