وكالات - النجاح الإخباري - دشنت حركة يمينية متطرفة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، حملة هي الأولى من نوعها، لمؤازرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، للمضي في تطبيق مخطط شرعنة احتلال أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وتدعوه إلى "تخليد" اسمه في سجلات التاريخ الصهيوني، من خلال استبعاد فكرة إقامة دولة فلسطينية، وفقا لما جاء في ملصقات الحملة.

ويجري الحديث عن حركة "ريغايف" اليمينة المتطرفة، والتي تأسست عام 2006 وتستهدف ترجمة الفكر الصهيوني والطابع اليهودي إلى واقع عملي فيما يتعلق بالأراضي التي يحتلها الاحتلال الاسرائيلي، وتراقب أنشطة البناء العربية بالضفة المحتلة، كما وتحصل على تمويل ضخم من المجالس الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة. 

ووفق تقرير "قناة 20" العبرية، تشمل أنشطة الحملة تعليق ملصقات على الحافلات العامة، ولافتات كبرى على العديد من البنايات والميادين في أنحاء إسرائيل، تحمل صور شخصيات إسرائيلية سياسية بارزة، ترسخت في أذهان الشارع اليهودي، كونها اتخذت قرارات كبرى، وذلك لتشجيع نتنياهو على تسجيل اسمه في الذاكرة الصهيونية ضمن هذه الأسماء، كما ورد في تقرير القناة.

خطة نتنياهو وليس ترامب

ونشرت القناة عبر موقعها الإلكتروني، الأحد، بعض الملصقات التي تروج لها الحملة، ومنها واحدة على حافلة نقل عام، تحمل صور دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال، وأريئيل شارون، والذي ترأس الحكومة الـ 30 في تاريخ الاحتلال، يتوسطهما نتنياهو، فيما ظهرت عبارات مثل "التاريخ سيحكم"، و"نعم للسيادة – لا لدولة فلسطينية". 

ونقلت القناة عن مصادر بالحركة أن التاريخ "سيحاكم نتنياهو"، وأن الأخير "سيظل في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية، إما أن يذكر على أنه من أعلن تطبيق السيادة على الضفة وغور الأردن، أو أنه سيذكر على أساس تمهيده لإقامة دولة إرهابية فلسطينية في قلب الوطن"، على حد وصف المصادر.

وأضافت أن الرئيس ترامب "صديق إسرائيل الأكبر، لكن الحديث هنا لا يجري عن خطة ترامب، إنها خطة نتنياهو، وهو من عليه أن يحدد كيف سترى النور، وهل تلك هي خطة لفرض السيادة أو لإقامة دولة فلسطينية؟". 

وتابعت أنهم ليسوا ضد صفقة القرن، وأن السؤال ليس ما إذا كانت جيدة أم لا، ولكن السؤال هو "بأي طريقة ستطبق الخطة، وهل خطة تطبيق السيادة على الضفة الغربية، أو إقامة دولة فلسطينية فيها، هذان الأمران لا يجتمعان"، معتبرة أن نتنياهو يقف أمام اختبار تاريخي، على غرار شخصيات رسخت اسمها في ذاكرة الإسرائيليين.

ويعتزم نتنياهو إعلان تطبيق خطة الضم على قرابة 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، في تموز/ يوليو المقبل، استنادا إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروفة بـ"صفقة القرن"، وسط خلافات حادة مع شركائه الائتلافيين في حزب ”أزرق أبيض“.

ووفق تقرير صحيفة "ماكور ريشون"، العبرية، اليوم الأحد، استعان نتنياهو للمرة الأولى برئيس حزب "شاس" الحريدي آرييه درعي، خلال اجتماع مصغر مع كبار المسؤولين بحزب "أزرق أبيض“"، على رأسهم زعيم الحزب ورئيس الوزراء البديل ووزيرجيش الاحتلال بيني غانتس، ومعه الرجل الثاني بالحزب وزير الخارجية غابي أشكنازي، وغيرهم، في محاولة لإقناعهم بإبداء موقف إيجابي إزاء خطة الضم.

ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاءات التي سبقت هذا الاجتماع شهدت حضور السفير الأمريكي لدى الاحتلال دافيد فريدمان، والذي أراد الاستماع إلى مواقف "أزرق أبيض" بشأن خطة ترامب.

وحسب مصادر تحدثت مع الصحيفة، استعان نتنياهو بدرعي نظرا للعلاقات الجيدة التي تجمع بينه وبين أشكنازي، في وقت لم تبد فيه الأحزاب الحريدية في المجمل موقفا واضحا أو نهائيا من صفقة القرن، مع أن مشاركة درعي تدل على نواياه، هذا بخلاف استطلاعات الرأي التي أظهرت تأييد الشارع الحريدي المتشدد دينيا للخطة.

وأشارت نقلا عن مصادر مطلعة، إلى أن الوسط السياسي الإسرائيلي يتساءل عن أسباب الشرط الذي وضعته الإدارة الأمريكية بشأن ضرورة موافقة "أزرق أبيض" على الصفقة، في وقت يتيح فيه الاتفاق الائتلافي بين غانتس ونتنياهو، أن يعلن الأخير تنفيذ الخطة دون موافقة ”أزرق أبيض“.

ويعتقد مراقبون إسرائيليون أن فشل تنفيذ مخطط الضم سيعني الذهاب إلى انتخابات جديدة، وأن نتنياهو على دراية بأنه في حال لم يعلن تطبيق السيادة في تموز/ يوليو المقبل، فإنه قد لا يتمكن من ذلك إطلاقا، في ظل احتمال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تنطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.