وكالات - النجاح الإخباري - مع انطلاق انتخابات الرئاسة الأمريكية أثيرت تساؤلات متزايدة حول السياسة الخارجية لواشنطن تجاه العالم العربي، وبلدان مثل المغرب والجزائر.

فيما يرى البعض أن فوز بايدن سيكون له تأثير قوي على العديد من ملفات المنطقة العربية، يؤكد آخرون أن تحالفات واشنطن التي نسقها ترامب مع الأنظمة العربية لن تتلاشى في حالة خسارته للانتخابات على اعتبار أن المرشحين الجمهوري والديمقراطي لا يختلفان كثيرا في سياستهما الخارجية تجاه العالم العربي.

وفي هذا الصدد يرى الباحث السياسي المغربي إدريس لكريني، أن فوز ترامب أو منافسه بايدن لن يحدث تحولا كبيرا في السياسة الخارجية لواشنطن تجاه العالم العربي في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية.

وقال لكريني "لا أتوقع أن السياسة الأمريكية ستتغير تجاه المنطقة".

وأضاف "أعتقد أنه من المبالغ فيه أن نراهن على هذا الرئيس أو ذاك، على اعتبار أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لا تصاغ في جزء كبير منها من قبل الرئيس بل هناك مؤسسات أخرى تساهم بشكل واضح في بلورتها".

ومضى موضحا "ما لم يكن هناك تحول على مستوى استخلاص الدروس من قبل الأنظمة العربية وتفعيل جامعة الدول العربية وتجاوز الخلافات الموجودة وتقارب المواقف ازاء مجموعة من القضايا العربية والإقليمية والدولية كالملف الإيراني والموقف من القضية الفلسطينية ومن مستقبلها والاتفاق بشأن الكثير من القضايا التي تستدعي أن يكون هناك تنسيق وتعاون... فأي رئيس أمريكي سيأتي في ظل الظروف الراهنة لن تكون سياسته إلا مضرة بالمنطقة العربية".

أما بالنسبة للعلاقات المغربية الأمريكية، يرى ليكريني أن هذه العلاقات "بحاجة إلى تطوير أكثر لدعم المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للمغرب".

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الجزائري، محمد عمرون أن الفترة الأولى لرئاسة ترامب "شهدت عثرات كبيرة في السياسية الخارجية وخلقت استقطابا حادا على المستوى الدولي، وخاصة في العالم العربي".

إلى جانب ذلك، يرى عمرون أن هذه الاضطرابات انعكست أيضا من خلال "الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها الولايات المتحدة هذا العام بعد مقتل جورج فلويد، وسوء إدارة ترامب لهذه الأزمة".

كما تطرق عمرون إلى تعامل ترامب مع "أزمة كورونا"، حيث قال إنه كشف عن "رئيس غير مسؤول"، و"غير واع"، ما خلف عددا قياسيا في حالات الوفيات والإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة.

وخارجيا، يرى عمرون أن انسحاب ترامب من عدد من الاتفاقات الدولية مثل الاتفاق الخاص ببرنامج ايران النووي، واتفاقية باريس للمناخ ومعاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة، إلى جانب إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل رغم الرفض الدولي لهذا الإعلان أظهر "استخفافه بالمؤسسات الدولية وبالقانون الدولي، ما أضر بصورة الولايات المتحدة في العالم، وأضعف من مركزها الأخلاقي".

وإجمالا، يرى عمرون أن "ترامب لم يكن أبدا رئيسا بمستوى دولة بحجم الولايات المتحدة".

وحول التوقعات بمن سيكون المرشح الأفضل للشرق الأوسط، يقول عمرون إن "المنطقة العربية، غير قادرة ككتلة، على بلورة موقف برغماتي ولا مبدئي من هذه الانتخابات في ظل الانقسام الحاصل".

 وأوضح أن "هناك دولا عربية تدعم بقاء ترامب لفترة ثانية لأنه قدم لها خدمات استراتيجية مهمة، مثل السعودية والإمارات، أما فلسطين فلن تؤيد ولاية ثانية لترامب، بعدما أبان عن تحيز مفرط لإسرائيل".

وفيما يخص الجزائر، يرى عمرون أنها حتى الآن "بعيدة عن حالة الاستقطاب الحاصل"، لافتا إلى أن "علاقة الجزائر بالولايات المتحدة ترتكز في الأساس على جوانب التنسيق الأمني والتدريب العسكري"، لذلك تأثرها بوجود ترامب أو بايدن لن يكون كبيرا ولا حاسما".

ويصوت الناخبون الأمريكيون اليوم الثلاثاء في الاقتراع النهائي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، للاختيار بين ترامب وبايدن.