النجاح الإخباري - رغم كثرة الهواتف الذكية التي تطلق كل عام في مؤتمر الجوال العالمي "أم.دبليو.سي" في مدينة برشلونة الإسبانية والتي تستقطب الانتباه، فإن نجم المؤتمر هذا العام كان بلا شك تقنية اتصالات الجيل الخامس (5جي).

5جي هي القفزة الكبيرة التالية في عالم اتصالات الجوال. و تعد تقنية 5جي بثلاثة أشياء هي: سرعات أعلى (لنقل بيانات أكثر)، معدل تأخير (Latency) أقل (استجابة أسرع)، والقدرة على وصل أجهزة أكثر بكثير دفعة واحدة (للمستشعرات والأجهزة الذكية).
لسوء الحظ لا يملك أحد حتى الآن إجابة على هذا السؤال لأن تقنية 5جي غير متواجدة تقنيا بعد. لكن العديد من الشركات اختبرت أساليب مختلفة لإيصال التقنية، فسامسونغ تقول مثلا إنها استطاعت تحقيق سرعة 7.5 غيغابت/ثانية، في حين تقول نوكيا إنها وصلت إلى سرعة 10 غيغابت/ثانية، وهناك هواوي أيضا التي وصلت إلى سرعة 3.6 غيغابت/ثانية.

عند مقارنة السرعات السابقة مع أفضل سرعة اتصالات "أل.تي.إي-أي" (LTE-A) في المملكة المتحدة مثلا والبالغة 300 ميغابت/ثانية، فإن سرعة 5جي تعني 12 ضعف سرعة 4جي. لكن السرعة الفعلية التي ستصل إلى المستهلك قد تقل عن ذلك نتيجة عوامل عديدة مثل الجدران السميكة، والسكن في مناطق ريفية نائية، ومسائل أخرى تؤثر في جودة الإشارة.

معظم التقديرات تشير إلى أن الطرح الأولي لتقنية 5جي سيكون ما بين عامي 2019 و2020، لكن هناك شركات أميركية ستبدأ باستخدام شبكات 5جي بحلول نهاية هذا العام، مثل شركتي "أي.تي آند تي" و"فيرايزون".

الذين يشاهدون مقاطع الفيديو العالية الجودة عبر الإنترنت سيستفيدون كثيرا من السرعة العالية لاتصالات 5جي نظرا لأنها تقلص زمن التأخير (Latency) إلى الحد الأدنى، بمعنى أنه بمجرد النقر على زر التحميل سيبدأ الفيلم بالتشغيل فورا. لكن المستفيدين أكثر من غيرهم هم عشاق اللعب عبر الإنترنت، فمع تقنية 5جي سيصبح اللعب عبر الإنترنت باستخدام اتصالات الجوال حقيقة ملموسة.

ستستفيد السيارات الذاتية القيادة التي تعتمد كثيرا على البيانات لرسم الخرائط مثلا. فمع تقنية 5جي ستصبح هذه السيارات أكثر واقعية، وبناء شبكة 5جي جيدة سيمكّن من طرح سيارات ذاتية القيادة على نطاق أوسع، إضافة إلى استخداماتها العديدة في أجهزة إنترنت الأشياء التي تتطلب معدل نقل بيانات عاليا، مثل كاميرات المراقبة بالفيديو عن بعد.