النجاح الإخباري - لم يتوقع أحد من معارف الشاب نور الدين أبو حاشية أن يغيّر مجرى حياته بشكل مفاجئ، فهو اتخذ قرارا ليس بالسهل حين نفذ عملية في "تل أبيب" المحتلة عام 1948 قتل خلالها طيارا في سلاح الجو الاسرائيلي.

وبينما كان الشاب نور الدين (21 عاما) الذي يعيش في مخيم عسكر الجديد للاجئين في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة؛ متوجها للعمل في الأراضي المحتلة عام 1948 لم يستطع أن يتناسى آهات شعبه فانتهز الفرصة بسكينه وطعن أحد الجنود.

الاعتقال

في العاشر من نوفمبر عام 2014 امتلأت مواقع الاحتلال الإلكترونية بأخبار عاجلة تقول إن عملية طعن نفذها شاب فلسطيني في تل أبيب، كانت الأخبار تتوالى بينما العائلة لم تسمع بالأنباء إلا متأخرا.

وتقول والدته أم وليد لـ مكتب إعلام الأسرى:" أحد أفراد العائلة هاتف زوجها وأخبره بأن شابا يدعى نور أبو حاشية نفذ عملية طعن في تل أبيب، ثم سأله أين ابنك نور فأجاب بأنه ذهب للعمل في الداخل، ثم توصلا إلى أنه من الممكن أن يكون نجلي نور هو المنفذ، وقتها دخل والده إلى الغرفة وقال " نور نفذ عملية طعن واستشهد"، لم أدر ماذا فعلت بعدها لأنني فقدت الوعي فورا".

كانت الأخبار في البداية تتحدث عن استشهاد المنفذ وإصابة الجندي ما أفجع العائلة واستعدت لاستقبال المعزين، ولكن بعد ساعات وصل خبر أن الجندي في حالة خطيرة والمنفذ في حالة متوسطة ورغم اطمئنان العائلة قليلا إلا أنها بقيت قلقة على مصيره.

وتضيف الوالدة بأن نور تمكن من الانسحاب لمسافة مئة متر بعيدا عن موقع الطعن، وتوجه إلى إحدى البنايات وهناك لاحقته قوات الاحتلال وأطلقت عليه النار في ساقيه وألقت قنابل الغاز صوبه، وكان تعرض لإصابة جراء مقاومة الجندي لعملية الطعن فجرحته السكين في يده.

نُقل نور الدين إلى المستشفى وهو مقيد اليدين، ورغم إصابته إلا أنه كان يتعالى على جراحه أمام الجنود ولا يظهر لهم ألمه، وبعدها بأيام قليلة تم نقله إلى السجن مع بقية الأسرى.

أما العائلة فاقتحم الاحتلال منزلها في الرابعة فجرا من الليلة التالية للعملية واعتقل والده وأشقاءه لمدة أربعة أيام تم خلالها التحقيق معهم، وبعد فترة اقتحم الاحتلال منزل الأسير وقام بأخذ قياسات داخله تمهيدا للهدم.

أصدر الاحتلال حكمه بالسجن مدى الحياة على الأسير نور الدين مع غرامة مالية تبلغ 258 ألف شيكل تم رفعها خلال الشهر الماضي بمبلغ 16 ألف شيكل.

"الابن الشقي"

تتنهد أم وليد وتسكت قليلاً وهي تستذكر صفات نجلها الأسير، وكأنها تعود بالذاكرة إلى سنوات ماضية حين كان طفلاً صغيراً يرقد بين يديها وتداعبه، الآن تفرقهم المسافات والأسوار والسجون.

حين سألناها عن صفاته قالت إنه الابن الخامس في الترتيب بين أبنائها، وهو محبوب كثيرا في المخيم وبين أفراد عائلته، وأضافت ضاحكة "ولكنه مشكلجي وشقي"!

يحاول الاحتلال أن يمنع لقاء العائلة بالأسير، فيصدر لهم تصريحا بالزيارة مرة واحدة كل تسعة أو ثمانية أشهر تحت حجة ما يسمى بالمنع الأمني، والمرة الأخيرة كانت الزيارة في شهر نوفمبر الماضي، حيث تضطر الوالدة إلى إرسال حاجيات ابنها مع عائلات أسرى آخرين كي تطمئن على وضعه.

وتقول أم وليد إن نجلها معنوياته عالية جدا وإنه يحوّل الزيارة إلى وقت من المزاح والحديث المرح لأنه لا يريد لهم أن يحزنوا لاعتقاله.

وتردف قائلة:" الله يرضى عليه، أمنيتي أن أراه في منزله مجدداً.. وأن يفرج عنه وأفرح لتحرره".

واصل الأسير نور تعليمه من داخل الأسر، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة والآن يكمل درجة البكالوريوس.

المصدر: اعلام الأسرى