نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أكد الباحث الاستراتيجي الأردني ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإعلامية والسياسية في عمان، الدكتور عامر السبايلة أن تصاعد حدة التحرك الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة يهدف الى "فرض تسوية في منطقة الشرق الأوسط على المقاس الأمريكي "من البوابة الأوسع وهي قضية فلسطين.

واعتبر الخبير السبايلة أن مؤتمر "وارسو" الأخير شكل الخطوة التأسيسية لفرض ما تسمى بـ"التسوية" أو ما بات يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن".

ورجح السبايلة أن تواصل الإدارة الأمريكية تحركها لفرض "الصفقة" مع العد التنازلي لرئاسة ترامب في سنته الاخيرة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

وقال السبايلة إن قرار "إعلان القدس عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة كانت جميعها إشارات عملية أظهرت من دون ادنى شك الرؤية الأمريكية "الجديدة" واستراتيجيتها في التعاطي مع القضية الفلسطينية.

وإذا ما كانت الإدارة الأمريكية قد انتهت بالتالي من "المرحلة الأولى" في تنفيذ خطط "صفقة القرن" سيئة الصيت اكد السبايلة، أن الحديث يدور في هذه المرحلة عن مرحلة "ثانية" تحت عنوان "توسيع دائرة السلام" عبر تكريس "السلام مع العرب" وليس مع الفلسطينيين" وذلك في إطار اختزال القضية الفلسطينية والحل وفقا للرغبة الاسرائيلية.

وشدَّد السبايلة على أنَّ ترامب يواصل جهود تحاول لـ"اختزال" فكرة الصراع في فكرة إنهاء العداء عبر خلق فرص اقتصادية تحت عنوان" صفقة القرن".

وتفصيلا لما سبق،أشار السبايلة الى مخطط اسرائيلي يستهدف تحقيق "السلام الأكبر" مع العرب ما سنعكس في المحصلة بشكل سلبي على حل القضية الفلسطينية وفق الرواية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد يستعيد الخبير السبايلة  تصريحات ادلى بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عندما قال خلال استقباله لترامب في أول زيارة للأخير الى "تل أبيب" :"انه يتطلع للحظة التي تسير بها الطائرة القادمة من الرياض بنفس المسار لكن وفي الاتجاه المعاكس في اشارة الى الرغبة الاسرائيلية في الانفتاح على السعودية والدول العربية".

وفيما يتعلق بالموقف الروسي وتصرف موسكو في الملف الفلسطيني أشار السبايلة أن مسألة "حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي" في النهاية لا تشكل محطة خلاف كبير بين واشنطن وموسكو.

جولة مرتقبة!

وقال مسؤولان كبيران يوم الخميس الماضي  إن كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر سيسافر إلى خمس دول عربية على الأقل في أواخر فبراير شباط لاطلاع دبلوماسيين هناك على "الشق الاقتصادي من المقترح الأمريكي" صفقة لقرن",

وقال المسؤولان في البيت الأبيض إن كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، ومبعوث السلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات يعتزمان زيارة سلطنة عمان والبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في جولتهما التي ستستغرق أسبوعا. وقد يضيفان بلدين آخرين إلى جدول رحلتهما.

وأضافا أن كوشنر وجرينبلات اللذين سيرافقهما في الجولة مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية برايان هوك وآفي بيركويتس مساعد كوشنر لن يطلعا الدبلوماسيين على ”المكون السياسي“ لخطة السلام الذي يشمل جميع القضايا الأساسية في النزاع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين.

والسعي إلى الدعم الإقليمي للخطة الاقتصادية خطوة على طريق الكشف النهائي عن "صفقة القرن" التي ترفضها القيادة الفلسطينية جملة وتفصيلا.