عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أكد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، الدكتور نبيل شعث، اليوم الأربعاء، أن الباب ما زال مفتوحاً أمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي لحضور اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني.

وقال شعث في حوار مع "النجاح الإخباري": ما زلنا نفتح الباب أمام حماس والجهاد لحضور المجلس الوطني، وبالصيغة التي يريدونها"، لافتاً إلى أن الحوار مع الفصائل التي رفضت دعوة المجلس الوطني لا زال جارياً؛ من أجل المشاركة في الاجتماعات.

وأضاف: "سيكون هناك حوارات خاصة مع الجبهة الشعبية من أجل مشاركتها في المجلس الوطني، ونتمنى ان تقبل الحضور"، مبيّناً أن جميع فصائل المنظمة ملتزمة بانعقاد المجلس الوطني بصيغته الحالية.

واعتبر شعث أن انعقاد المجلس الوطني ضرورة ملحة، وعودة إلى شرعية المنظمة التي هي أم العمل الفلسطيني ككل وخطوة نحو التوحيد.

تحريك عجلة المصالحة

وفي السياق، كشف مستشار الرئيس للشؤون الخارجية، عن اتصالات ولقاءات هامة ستجري خلال الأيام القادمة؛ من أجل تحريك عجلة المصالحة التي توقفت بعد حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمدلله عند معبر إيرز.

وأوضح شعث أن اللقاء الذي جمع الرئيس محمود عباس ورئيس جهاز المخابرات المصري عباس مصطفى كامل، أمس الثلاثاء في مقر الرئاسة برام الله، قد تناول موضوع المصالحة الفلسطينية، منوهاً إلى أنه الموضوع الوحيد الذي تم طرحه بينهما.

وتابع: "السيد عباس قابل رئيس المخابرات المصرية من أجل المصالحة الوطنية الفلسطينية، وهو الموضوع الوحيد الذي طرحوه على الطاولة"، معرباً عن ثقته بأن مصر هي الأقدر لمساعدة الفلسطينيين في تحقيق الوحدة الوطنية، على حد تعبيره.

وأردف قائلاً: "خلال الأيام القادمة سيكون هناك لقاءات جدية وحثيثة من أجل إنهاء الانقسام، وهذا ما وعدنا به رئيس جهاز المخابرات المصري، والذي سيعقد اجتماعاته مع حماس من أجل هذا الموضوع"، لافتاً إلى الرئيس وحركة فتح بانتظار رد حركة حماس لاستئناف عملية المصالحة.

وكان عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن حماس لن تكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية قبل إنهاء الانقسام وتسليمها قطاع غزة للسلطة الفلسطينية.

وأضاف الأحمد، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: "حماس لن تكون طرفا في منظمة التحرير قبل إنهاء الانقسام بشكل كامل، ولن تكون شريكة في منظمة التحرير إلا بعد إنهاء الانقسام وعودة قطاع غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية".

وأوضح الأحمد أن المجلس الوطني الفلسطيني سينعقد في موعده.

موضحا، أنه بدأت الدعوة للانعقاد، وأن استحقاق عقد المجلس لا بد من تحقيقه، مضيفا: "كل فصائل منظمة التحرير في حالة انعقاد دائم للتحضير للمجلس".

نثمن الموقف العربي

في الإطار ذاته، ثمن شعث موقف الدول العربية الداعم للقضية الفلسطينية، والذي يعتبر ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة جريمة حرب ومجزرة لا بد أن تعاقب عليها دولة الاحتلال.

وبيّن شعث أن الاجتماع الذي عقدته الجامعة العربية بالأمس ودعمت فيه مواقف الفلسطينيين، كان ضرورياً، مشدداً على أن الموقف العربي يدعم الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "ما قام به العرب خلال اجتماعهم أمس أكثر مما توقعت، وهذا الاجتماع الذي عقد طارئاً بعد المجزرة التي قامت به إسرائيل في غزة كان ضرورياً، ولكننا ندرك أن هناك اجتماع قمة عربي قادم يسبقه اجتماع للمسؤولين في وزارات الخارجية يوم 9 نيسان ولقاء وزارات الخارجية يوم 11 ولقاء القمة في 15 الشهر الجاري".

وأضاف: "هناك ثلاث اجتماعات قادمة للجامعة العربية على مستويات مختلفة يمكن من خلالها أن نحصل على ما نريد خطوة خطوة ومرحلة بمرحلة"، منوهاً إلى أن اجتماع القمة القادم سيكون مهما على مستوى الوضع الفلسطيني.

وكان مجلس جامعة الدول العربية، أعلن أمس الثلاثاء دعم الطلب الذي تقدمت به فلسطين إلى المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، لفتح تحقيق عاجل في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبت بحق المدنيين العزل يوم 30 آذار/ مارس 1018 .

وأكد المجلس في بيان أصدره في ختام اجتماعه في دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة السعودية، وبناء على طلب فلسطين، حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال ضد الاحتلال وفقا لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك المقاومة الشعبية السلمية وتسخير الطاقات العربية الممكنة لدعمها.

تحركات دولية

وعن تحركات القيادة الفلسطينية لدعم وحماية الفلسطينيين خصوصاً في مسيرة العودة، أشار شعث إلى أن القيادة تسير على قدم وساق من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحماية الفلسطينيين.

ولفت شعث إلى أنه "طيلة اليومين الماضيين وأنا أعمل مع أصدقائي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الذين هم شركاء في الحكم مع السيدة أنغيلا ميركل، من أجل التصدي لبعض التصريحات التي صدرت عن وزير خارجية ألمانيا التي لا تليق بألمانيا ولا بالحزب الاشتراكي".

وزاد قائلاً "والموقف الألماني يتعدل باتجاه أخذ موقف واضح من أن ما قامت به إسرائيل في غزة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ولا ايجوز السكوت عليه".

وأردف:  "ونفس الشيء عملنا مع الإشتراكية الدولية والتي قدمت بيانا واضحاً يطلب بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإدانة إسرائيل وعقابها عما قامت به من قتل المدنيين الفلسطينيين، وقيامها بمذبحة حقيقية بحقهم".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قتلت 18 فلسطينياً خلال مسيرات العودة التي انطلقت يوم الجمعة الماضي المتزامن مع ذكرى يوم الأرض، تجاه الحدود الشرقية في قطاع غزة، وأصيب أكثر من 1500 جريح آخرين.

نرفض صفقة القرن

وعن صفقة القرن وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، أن موقف الرئيس والقيادة الفلسطينية ثابت من صفقة القرن، وهو الرفض التام لها.

وأوضح شعث أن إعلان ترمب بأنه أخرج القدس من طاولة المفاوضات كما أخرج قضية اللاجئين، قد أضر إضراراً كبيراً بعملية السلام، مشدداً على أنه "فتح الشهية الإسرائيلية الاستعمارية الصهيونية السارقة لأرضنا كي تستمر وتتصاعد"، على حد اعتباره.

وأضاف: "ترمب أعطى الرخصة للإسرائيليين لكي يقتلوا من يشاؤون، لذلك هو ليس خارج مسؤولية ما حدث في غزة مؤخراً".

وتابع قائلاً: "نحن ماضون في عالم تتقلص فيه تدريجاً سلطة الولايات المتحدة ونفوذها، وفي عالم فيه الشعب الفلسطيني صامدا فيه صمود الأبطال".