نهاد الطويل - النجاح الإخباري - بعد ستة أشهر مرّت على تسلمه مهام رئيس بلدية أريحا، لم يخف سالم غروف مخاوفه من "أزمة مالية" في ظلّ تدني دخل البلدية إلى جانب عوامل أخرى، ما يؤثر بشكل مباشر على المشاريع ويحول دون تنفيذها، خاصة وأنَّ فاتورة الرواتب الشهرية تستهلك أكثر من ثلثي دخل لبلدية، فيما يتبقى القليل من الدخل للإنفاق على الخدمات الأساسية الأخرى والمصاريف التشغيلية للمدينة التي يقطنها حوالي (25000) ألف نسمة.

ما الذي يخطط للمدينة؟

غروف الذي تحدث لـ"النجاح الإخباري" خلال زيارة نظّمها "باص النجاح" للمدينة أكَّد في الوقت ذاته بأنَّ المجلس البلدي يعمل على قلب رجل واحد لجهة تطوير واقع المدينة، وأنَّ خطة طموحة وضعت لتنمية القطاعات والخدمات كافة في "مدينة القمر"  لأهميتها التاريخية والسياحية والاقتصادية باعتبارها البوابة الشرقية  للدولة الفلسطينية.

 

غروف أشار في الوقت ذاته إلى أنَّ عملية التخطيط للنهوض بالمدينة مستمرة على قاعدة احتياجات المواطنين والتوسع الحاصل وازدياد عدد السكان وبما يضمن حقوقهم، وضمان جودة الخدمات عبر البناء على القرارات التي اتخذت من قبل المجلس السابق أيضًا.

وذكرغروف بأنَّ مصلحة المدينة تقتضي اليوم تحقيق أعلى درجات التواصل والاتصال بكافة قطاعات المجتمع المحلي لخلق حالة من الانسجام والارتياح والوصول لأعلى درجات التعاون والتنسيق.

مشدّدًا على أنَّ توسيع شبكة المياه والطرق وغيرها هي خطط حيوية يجري العمل على تحقيقها ودراستها منوّها إلى بعض التحديات والعقبات التي تعترض عمل البلدية وعلى رأسها  التمويل ما يدفع المجلس إلى العمل على ضخ مساهمات ذاتية من موازنة البلدية.

فاقد في المياه ..

غروف اعترف في الوقت ذاته بوجود ما وصفه بـ"الفاقد بالمياه" وذلك ناجم عن عوامل طبيعية وأخرى غير تقليدية.

وردًا على سؤال يتعلق بالعوامل غير التقليدية أكَّد غروف وجود "تعديات" على المياه، رافضًا إعطاء معطيات دقيقة وذلك بسبب افتقار المجلس البلدي إلى التقنيات والتكنولوجيا المستخدمة في الكشف عن جرائم سرقة المياه والتعدي على الخطوط المغذية لها.

وأكَّد غروف في هذا الصدد بأنَّ البلدية تسعى لامتلاك هذه التكنولوجيا والمعدات الفنية وذلك في إطار مكافحة الفاقد في المياه والحفاظ على مصادرها في وقت تتسع فيه رقعة الأراضي المزروعة وقبل كلّ ذلك تزداد فيه الكثافة السكانية في المدينة التي تستقبل السياح والمقيمين من الوجهات كافة.

وشدَّد غروف على أنَّ نسبة الفاقد في المياه نحو (14- 20%)  بسبب بعض الممارسات الخاطئة من قبل عدد من المواطنين.

وبخصوص تعرفة المياه الجديدة، طمأن غروف مواطني المدينة بأنَّها لن تطال الاستخدام المنزلي وإنّما يتعلق الأمر فقط بالاستخدامات الإضافية المتنوعة وذلك بقصد الترشيد  والحفاظ على كميات المياه الموجودة في أريحا خاصة في فصل الصيف حيث يشهد ارتفاع في درجات الحرارة. 

وأكَّد أنَّ المجلس البلدي لديه الرغبة الكبيرة في خلق شراكة حقيقة مع القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار في المدينة، لاستكمال بعض المشاريع كالمجمع التجاري الذي أنجزت المرحلة الأولى منه.

" أريحا للصرف الصحي .. أين وصل؟!

وخلال اللقاء الذي اتسم بالبناء تطرق غروف إلى مشروع أريحا للصرف الصحي المدعوم من اليابان من خلال مؤسسة "جايكا"،مؤكّدًا أنّه جاء للحد من مشكلة شح المياه في المدينة بحكم التوسع السكاني والاستثمارات الكثيرة والمشاريع المتنوعة والمختلفة التي أدَّت إلى وجود قصور وشح في المياه قيمة تبلغ (23) مليون دولار موزعة على عدّة مراحل، وتمَّ تنفيذ المرحلة الأولى والثانية، وتبقى هناك مرحلة ثالثة وأخيرة للمشروع.

وأشار غروف إلى أنَّ المحطة هي الأكبر في فلسطين، وستؤدي إلى زيادة كميات المياه والمساحات الزراعية الخضراء في أريحا، وأنَّ (50%) من الكهرباء المستخدمة بالمحطة تنتج داخلها من خلال الطاقة الشمسية.

وتابع: "المشروع جاء للتغلب على النمط القديم في التعامل مع المياه الصلبة، والتغلب على الحفر الامتصاصية، التي تؤدي إلى تسرب المياه إلى الآبار الجوفية وبالتالي تلويثها".

"شتوية أريحا" 

وحول مساعي البلدية وجهودها لتوفير عوامل جذب للمستثمرين في المدينة لاسيما في القطاع السياحي، أكّد بأنّ اتصالات واسعة تجريها البلدية مع رجال الأعمال ومستثمرين محليين للاستفادة من سلسلة تسهيلات وسلة حوافز  استثمارية ستطرحها البلدية في سبيل خلق شراكة دائمة مع القطاع الخاص، لاسيما في مجال الاستثمار السياحي عبر استغلال عوامل الجذب السياحي والسمات البيئية والمناخية التي تحظى بها المدينة.

وفي هذا الصدد، أكَّد الغروف على أنَّ نحو ربع مليون مسافر يدخل يوميًّا عبر معبر الكرامة وهو يضع المجلس البلدي أمام تحديات كبيرة لجهة توفير البنية التحتية المناسبة وأيضًا زيادة المصاريف التشغيلية والميزانيات التي يتم ضخها في قطاع الخدمات.

ودعا غروف إلى زيادة الدعم للمدينة ضمن خطة "أجندة السياسات الوطنية" التي أطلقتها الحكومة قبل أشهر.

وفي هذا الصدد شدَّد غروف على ضرورة قيام المواطنين بواجباتهم باعتبارهم حجر الأساس في تحقيق رؤية المجلس البلدية عبر التزامه بتسديد ما عليه من مطالب مالية لصندوق البلدية  بشكل مرن وغير مرهق لدخلة المالي.

مجلس استشاري

وعن الأليات الضامنة لإشراك المواطنين في اتخاذ القرار كشف غروف عن خطوة هامة على طريق تشكل مجلس استشاري شريك من كافة القطاعات ومكونات المجتمع المحلي في المدينة إلى جانب تنفيذ برامج تواصل أخرى مثل برنامج من بيت لبيت لنشر توعية مجتمعية لدى السكان حول ترشيد استخدام المياه والتقليل من الفاقد منها، مع تنفيذ برامج إعلامية موجهة عبر الإعلانات ووسائل الإعلام المختلفة.

إضافة لبرامج أخرى لترويج وتسويق المواقع التراثية والتاريخية كنبع عين السلطان وتل أريحا القديمة لجذب مزيد من الزائرين والسياح.

الربط مع الأردن 

وفيما يتعلق بمسألة ربط كهرباء المدينة مع المملكة الأردنية الهاشمية أكَّد غروف  بأن الأردن دولة عربية تربطها علاقة مميزة وعلاقة الشعبين متميزة وهناك انصهار بين الجهتين.

ويؤكَّد غروف في هذا الصدد أنَّ أريحا فهي منطقة حدودية ومجاورة للأردن وهناك أشياء مشتركة كثيرة، ولدينا تعاون مع الأردن في مجالات متعددة ومشروع الربط جزء من التعاون، واستفدنا منه كشعب فلسطيني.

وعن جدوى الربط الكهربائي لجهة الأسعار التفضيلية أكَّد غروف على أنَّ التعرفة كبيرة جدًا إذا ما قورنت بمعدل الدخل الشهر للمواطن الريحاوي، وهو ما يعني اقتطاع أكبر نسبة من الدخل من أجل دفع فاتورة الكهرباء، الأمر الذي يتطلب التخفيف على المواطنين لدراسة سبل تخفيض أسعار الكهرباء في مدينة أريحا.
وفي إحصائية سابقة عن نسبة ما يدفعه المواطن في مدينة أريحا، تبيّن أنّه يدفع ضعف المواطن الأردني وأكثر من (22%) زيادة عن الإسرائيلي.

يذكر، أنَّه في العام (2015) قامت  حكومة الوفاق الوطني ومن خلال سلطة الطاقة بإلغاء الخصم التشجيعي الذي كانت تقدمه لسكان منطقة أريحا بـ (10%).