النجاح الإخباري - يتم التحكم في الجوع الجسدي في أجسامنا من خلال إشارات فسيولوجية معقدة تحفز شهيتنا ثم تقمعها بعد أن نأكل (والمعروفة باسم الشبع). ومع ذلك، فإن تناول الطعام هو أكثر بكثير من مجرد الاستجابة لحاجة بيولوجية.

ويوجد نظام آخر يدفعنا ويحفزنا على استهلاك الأطعمة الغنية بالطاقة (السعرات الحرارية)، وهو نظام "المكافأة الغذائية" في الدماغ.

ويمكن لطبيعة الطعام المجزية أن تتجاوز بسهولة إشارات الشبع لدينا وتقوض بشكل خطير قدرتنا على مقاومة الإغراء.

وأظهرت الأبحاث أن الأطعمة السريعة، مثل الشوكولاتة والآيس كريم ورقائق البطاطس والبسكويت، يصعب مقاومتها بشكل خاص، لأن هذه الأنواع من الأطعمة غنية بالدهون و / أو السكر، ما يجعلها شهية للغاية وبالتالي فهي مرغوبة.

وتعتمد المكافأة الغذائية على بيولوجيا الدماغ المعقدة، بما في ذلك نظام الكانابينويد الداخلي ونظام النمو الداخلي لأشباه الأفيونات، وكلاهما لهما دور في "الإعجاب" و"الرغبة" في الطعام (مثل الاستمتاع بتناول الطعام، والدافع للحصول على الطعام).

وتحتوي النواة المتكئة (منطقة في الدماغ تتحكم في التحفيز والمكافأة) على مواقع متداخلة لمستقبلات الأفيون والكانابينويد، والتي عند تحفيزها، تنتج تأثيرات قوية على الرغبة والشغف والتمتع بالطعام.

ونظام المكافآت الغذائية ذو كفاءة عالية في توجيهنا نحو مصادر الغذاء وتشجيع الاستهلاك، وبسبب ذلك، يمكنه تجاوز إشارات الشبع بسهولة. وفي ماضينا التطوري، عندما كان البشر صيادين، كان هذا النظام مفيدا للغاية حيث كان أسلافنا بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على اكتشاف مصادر الغذاء بسرعة واستهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالطاقة عند توفرها. وكان من شأن هذا الاستهلاك المفرط الانتهازي أن يحميهم من فترات المجاعة المستقبلية ويضمن بقاءهم.