النجاح الإخباري - أظهرت دراسة إيطالية حديثة، أن ممارسة رياضة المشي بانتظام لمدة 6 دقائق يمكن أن تساعد في تحسين مستويات الذاكرة والإدراك لدى مرضى قصور القلب.

الدراسة أجراها باحثون بجامعة روما تور فيرغاتا الإيطالية، بالتعاون مع علماء من جامعة لينشوبينغ في السويد، وعرضوا نتائجها، الأحد، أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، الذي يعقد في الفترة من 1 إلى 5 مايو الجاري بمدينة فينيسيا الإيطالية.

وعادة ما يفقد مرضى قصور القلب قدرتهم على ضخ الدم بشكل سليم، وبالتالي لا يتم إمداد أعضاء الجسم بكميات وفيرة من الدم والأكسجين، ما يؤدي إلى الشعور المستمر بالإنهاك والتعب.

وإلى جانب الشعور بالإنهاك والتعب أو تورم الساقين، تشمل الأعراض أيضا الشعور بضيق في التنفس عند صعود الدرج مثلاً وتراجع القدرة على بذل المجهود، أو الإصابة بحالة عامة من الوهن. وحسب الدراسة، يعاني ثلثا مرضى قصور القلب من مشاكل إدراكية، وتراجع في مستويات الذاكرة ومعالجة المعلومات واتخاذ القرارات.

ولكشف العلاقة بين ممارسة الرياضة والحد من ضعف الإدراك، راقب الفريق 605 من المرضى الذين يعانون من قصور القلب من 6 بلدان، كان متوسط أعمارهم 67 عاما، وكان 71% من الذكور، و29% من الإناث. وتم استخدام اختبار التقييم المعرفي لقياس الوظائف الإدراكية لدى المشاركين، الذين قام نصفهم بممارسة اختبار المشي لمدة 6 دقائق.

ووجد الباحثون أن المرضى الذين مارسوا رياضة المشي لمدة 6 دقائق كانوا أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكي، وتراجع الذاكرة. ووجد الباحثون أيضا أن القدرات المعرفية التي تضررت بشكل خاص لدى مرضى قصور القلب هي الذاكرة وسرعة معالجة المعلومات في الدماغ، بالإضافة إلى تراجع الوظائف التنفيذية مثل الاهتمام والتخطيط وتحديد الأهداف، واتخاذ القرارات، وبدء المهام.

وقال قائد فريق البحث البروفيسور إركولي فيلوني "إن رسالتنا لمرضى قصور القلب هي ممارسة الرياضة، التي تساعدهم في التغلب على تبعات المرض، ومنها على سبيل المثال، أنهم قد ينسون تناول الأدوية". وأضاف: "هناك فكرة خاطئة مفادها أن مرضى قصور القلب يجب ألا يمارسوا التمرينات الرياضية، وهذا ليس صحيحاً، فقط ابحث عن نشاط تستمتع به ويمكنك القيام به بانتظام، يمكن أن يكون المشي أو السباحة أو أي عدد من الأنشطة الخفيفة أن تحسن صحتك وذاكرتك"

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث إن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى. وأضافت المنظمة أن نحو 17.3 مليون نسمة يقضون نحبهم جرّاء أمراض القلب سنوياً، ما يمثل 30% من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنوياً.