نابلس - النجاح الإخباري - تقع الغدّة الدرقيّة في الرقبة على شكل فراشة فاردة لجناحيها، وتتكوّن من فصّين يلتفّان حول القصبة الهوائيّة ويرتبطان بجسر من نسيج الغدّة، وتكون جدرانها الداخليّة مبطّنة بخلايا تفرز هرمونات خاصّة وهي الثيروكسين (T4)، وثلاثي يود ثيرونين (T3)، وتعتبر الغدّة الدرقيّة جزءاً من نظام الغدد الصماء في الجسم( وهي التي ليس لها قنوات خاصة تفرز فيها هرموناتها وإنما تصب مباشرة في الدم).

تسيطر هرمونات الغدّة الدرقيّة على نمو الجسم وعملية التمثيل الغذائيّ التي من خلالها يتم تزويد الجسم بالطاقة اللازمة للعمل، وتنظم درجة حرارة الجسم، وكما أن لها دور هام في نمو الدماغ في مرحلة الطفولة المبكرة، وتؤثر أيضا هذه الهرمونات على القلب والعضلات والعظام والكوليسترول. وللغدّة الدرقيّة أيضاً دور في المحافظة على توازن الكالسيوم في الدم من خلال إفراز الكالسيتونين، وقد تزداد إفرازات الغدّة الدرقيّة بشكل أعلى من المستوى الطبيعيّ، وهو ما يسمّى بزيادة أو فرط نشاط الغدّة الدرقيّة، بينما في الجهة المقابلة عند نقصان نسبة الهرمونات المفرزة فإنّ ذلك يُسبّب قصوراً في الغدّة الدرقيّة.

تشير الدّراسات إلى أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بفرط نشاط الغدّة من الرجال بمعدّل مرتين إلى عشر مرات، وكذلك يكون هذا المرض أكثر شيوعاً عند الأشخاص أكبر من 60 عاماً، كما أنّ الأشخاص ذوي البشرة البيضاء والآسيويون أقلّ عرضةً للإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة.

أعراض وعلامات فرط نشاط الغدّة الدرقيّة:
- زيادة الشهيّة إلى تناول الطعا م مع نقصان الوزن في نفس الوقت.
- تساقط الشعر بشكلٍ ظاهر. 
- الشعور بالتعب والوهن والإرهاق حتّى لو لم يبذّل أي مجهود يذكر. 
- الإصابة بنقص السكر في الدم. الشعور بالغثيان والرغبة في التقيّؤ. 
- زيادة النشاط والحركة. 
- الشعور بالعطش الشديد. 
- الشعور بعدم انتظام في ضربات القلب. 
- الشعور بالعصبيّة والتوتّر وعدم الاستقرار. 
- الشعور بارتفاع درجة الحرارة بسرعة، وعدم تحمّل درجات الحرارة العاديّة.
- كثرة التبوّل والاسهال. تضخّم حجم الغدّة، ويكون ملاحظاً بالعين المجرّدة. 
- الشعور بالهذيان وعدم التركيز. 
- فقدان الرغبة الجنسية. 
- ارتعاش وحركات لاإرادية في الأطراف. 

مضاعفات فرط نشاط الغدّة الدرقيّة:
- مرض العين الدرقيّ: يحدث عند الأشخاص المصابين بمرض جريفز، ويعانون فيه من بروز العينين واحمرارهما وحساسية للضوء بالإضافة إلى حدوث قصور وازدواجية في الرؤية.

- مشاكل في القلب ومنها؛ زيادة في نبضات القلب، ورجفان أذيني، وفشل في عضلة القلب.

- ترقّق العظم ناتج عن اختلالات في مستويات الكالسيوم والمعادن الأخرى.

- في بعض الحالات النادرة قد يصاب الشخص بعاصفة الغدّة الدرقيّة وهي حالة طارئة شديدة الخطورة تنتج من زيادة مفرطة لهرمونات الغدّة الدرقيّة، وتتمثّل أعراضها بارتفاع درجة حرارة الجسم وارتفاع ضغط الدم واختلالات على مستوى الجهاز العصبيّ والهضميّ، ويمكن أن ينتج عنها فشل في عضلة القلب.

أسباب فرط نشاط الغدّة الدرقيّة:
- الإصابة بداء جريفز: حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الغدّة الدرقيّة مسبّباً زيادة إفرازاتها. 
- الإصابة بالتهاب في الغدّة الدرقيّة: سواء كان نتيجة الإصابة بفيروس أو نتيجةً لخلل في الجهاز المناعي للجسم. 
- الإصابة بتورم في الغدّة الدرقيّة: وإما أن يكون هذا التورم عبارة عن ورم حميد سام في الغدّة الدرقيّة، أو تضخم الغدّة الدرقيّة مُتعدّد العقد. 
- تناول جرعات كبيرة من أقراص هرمونات الغدّة الدرقيّة. 
- الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة بعد الولادة.

تشخيص فرط نشاط الغدّة الدرقيّة:

1- ظهور الأعراض أو بالفحص السريري: ويقوم فيها الطبيب بفحص يدي المريض لملاحظة أي رجفان أو أي ارتفاع في درجة حرارتهما وكذلك فحص التغيّرات التي تظهر على العين إن وُجدت، وأيضاً فحص الغدّة الدرقيّة لملاحظة أيّة تغيرات عليها.

2- فحص الدم لقياس مستويات هرمونات الغدّة الدرقيّة.

3- إجراء فحص امتصاص اليود المشع.

4- من الممكن عمل صورة بالأشعة فوق الصوتية أو بالطب النووي للغدّة الدرقيّة.

طرق علاج فرط نشاط الغدّة الدرقيّة:

- أدوية الثيونامايدز: وهي عبارة عن مجموعة أدوية (منها الكاربيمازول والميثيمازول) تعمل على الحد من إفراز هرمونات الغدّة الدرقيّة.

- استخدام اليود المُشعّ: ويسبب تقليص حجم الغدّة الدرقيّة، وبالتالي التقليل من نشاطها.

- في بعض الحالات يلزم إجراء جراحة لاستئصال جزء من أو كل الغدّة الدرقيّة.