نابلس - النجاح الإخباري - تصادف اليوم الثلاثاء 29 من تشرين أول/أكتوبر الذكرة 63 لمجزة كفر قاسم، والتي وقعت عام 1956 على يد العصابات الصهيونية، وخلّفت 49 شهيدا فلسطينيا وجرح نحو 18، بينهم نساء وأطفال.

فرضت قوات الاحتلال المتواجدة على الحدود الفلسطينية المحتلة -الأردنية حظر التجول في ذات اليوم من عام 1956على القرى العربية المتاخمة للحدود مع المناطق المحتلة عام48، ومن بينها كفر قاسم، والطيرة، وجلجولية، والطيبة، وقلنسوة وغيرها.

تولت قوات "حرس الحدود" عملية حظر التجول من الساعة الخامسة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي بقيادة الرائد "صموئيل ملينكي"، على أن يتلقى هذا الأوامر مباشرة من قائد كتيبة الجيش المنتشرة على الحدود "يسخار شدمي".

 طلب قائد الكتيبة شدمي من ملينكي أن يكون تنفيذ منع التجول حازماً بإطلاق النار وقتل كل من يخالف حيث قال: "لا أريد عواطف".

وزّع ملينكي قواته على القرى العربية في المثلث وأبلغهم بأنه 'من المرغوب فيه أن يسقط بضعة قتلى.

وتوجهت الملازم جبريئل إلى كفر قاسم مع قواته ووزعها لأربع مجموعات على مداخل القرية وداخلها، وأبلغوا مختار كفر قاسم "وديع أحمد صرصور" بقرار منع التجول حيث رد صرصور بأن هناك 400 شخصاً يعملون خارج القرية ولم يعودا بعد ولن تكفي نصف ساعة لإبلاغهم، غير أنه تلقى وعدا من قبل مسؤول مجموعات حرس الحدود بأن هؤلاء الأشخاص سيمرون ولن يتعرض أحد لهم، وفي تمام الساعة الخامسة مساء ارتكبت قوات حرس الحدود المجزرة التي أوقعت 49 شهيدا فلسطينيا وجرح نحو 18، بينهم نساء وأطفال في كفر قاسم.

وفي السادس عشر من تشرين الأول لعام 1958 أصدرت المحكمة بحق مرتكبي الجريمة أحكاما متفاوتة بالسجن، تتراوح ما بين 15-17 عاما، غير أن هذه العقوبة لم تتم، فقد قررت محكمة الاستئناف تخفيف المدة، حيث أطلق سراح آخرهم مطلع العام 1960، فيما قدم يسخار شدمي، صاحب الأمر الأول في المذبحة في مطلع 1959 وكانت عقوبته التوبيخ، ودفع غرامة مقدارها قرش إسرائيلي واحد!! ليكون هذا اليوم بداية العدوان الثلاثي على مصر.

يشار إلى أنَّ كفر قاسم حملت لقب "مدينة الشهداء"، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأول "الشيخ قاسم"، وهو أحد سكّان قرية مسحة المجاورة، الذين تشير المصادر إلى أنهم أسسوا كفر قاسم، ويبلغ عدد سكانها اليوم، ما يقارب 23 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 9154 دونماً.