الخليل - النجاح الإخباري - فيما يزداد الصراع على أصوات اليمين في اسرائيل مع اقتراب موعد الانتخابات في السابع عشر من ايلول الجاري، وبعد يومين من زيارته لمستوطنة "الكنا" وإعلانه فيها عن تعهده بفرض السيادة اليهودية على جميع المستوطنات في الضفة الغربية، يقوم بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال ورئيس حزب "الليكود" اليوم بجولة استفزازية في مدينة الخليل وسيلقي خطاباً في الحرم الابراهيمي الشريف،  وذلك في سياق حملته الانتخابية ومحاولاته لكسب أصوات المستوطنين المتطرفين المستوطنين.

من جانبها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، ما وصفته بالزيارة الاستعمارية الاستفزازية لمدينة الخليل وبلدتها القديمة وللحرم الإبراهيمي الشريف اليوم.

واعتبرت في بيان لها أمس، أن هذه الزيارة استعمارية عنصرية بامتياز يقوم بها نتنياهو في أوج معركته الانتخابية في محاولة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرف لصالحه، وتأتي في إطار مخططات اليمين الحاكم في إسرائيل لتهويد البلدة القديمة في الخليل بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف، ومصادرة سوق الجملة ومنحه للمستوطنين، خاصة أن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال كان قد أصدر أمراً بوقف سيطرة بلدية الخليل على السوق.وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، خاصة في محيط الحرم الإبراهيمي وحي تل ارميدة وشارع الشهداء وحي السلايمة وحي واد الحصين وحي الراس، تمهيداً للزيارة. ودفعت قوات الاحتلال بوحدة خاصة إلى المنطقة التي من المفترض أن يزورها نتنياهو منذ أول من أمس وفتشت العديد من المنازل الفلسطينية والشوارع والمداخل.

ووجه تجمع شباب ضد الاستيطان ، دعوات لأهالي المدينة للتصدي للزيارة ورفع الرايات السود على أسطح منازل في البلدة القديمة. وناشد التجمع الأهالي بعدم التعاطي مع الزيارة ونبذ ومقاطعة أي شخصية فلسطينية تحاول استقباله.

من جانبه قال نائب محافظ الخليل خالد دودين "هذه الزيارة من نتنياهو ما هي إلا محاولة منه لكسب أصوات المستوطنين، وهي لا تعني أي شيء لنا .

قال دودين إن رئيس وزراء الاحتلال بزيارته للخليل لن يغير أي شيء من الواقع التاريخي والديني لمدينة أبي الأنبياء الخليل وللمسجد الإبراهيمي، وهو يمارس عنصريته واحتلاله على الأرض، ولن يغير ذلك شيئا من تاريخنا".

وحذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من التداعيات الخطيرة في مدينة الخليل المحتلة عقب نصب مستوطنين إسرائيليين الخيام الكبيرة في منطقة تل ارميدة استعداداً لاستقبال نتنياهو بحجة المشاركة في طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين لأحداث ثورة البراق. وقالت إن زيارة نتنياهو وما يجري الآن في مدينة الخليل المحتلة يذكرنا تماماً بزيارة ارئيل شارون لمدينة القدس المحتلة عام 2000 التي أشعلت انتفاضة الأقصى.

مؤكدة أن الزيارة تصعيد خطير ومساس بمشاعر المسلمين، وجر المنطقة لحرب دينية ستكون لها عواقب كبيرة.

 

وتجري الزيارة، وهي الأولى من نوعها، وسط إجراءات أمنية مشددة، واحتجاجات واستعدادات فلسطينية للتصدي لهذه الاجراءات.

ويعمل المستوطنون في الخليل ومنذ سنوات طويلة من أجل السيطرة سوق الجملة في البلدة القديمة. وقبل تسعة شهور، تم التمهيد للجانب القضائي عندما صادق أبيحاي مندلبليت المستشار القضائي لحكومة الاحتلال على سحب سيطرة بلدية الخليل عن السوق والاعداد لاقامة حي استيطاني كبير فيه، والأمر الذي تبقى لتنفيذ هذا القرار هو مصادقة رئيس الحكومة الاسرائيلية، حيث يتوقع من نتنياهو الاعلان عن هذا القرار في خطابه اليوم.