نابلس - النجاح الإخباري - وثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادات مواطنين حول جريمة اعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات فجر، أمس الاثنين، للشهيدين: أمير محمود دراج (20 عاما) من قرية خربثا المصباح، ويوسف رائد عنقاوي (20 عاما) من قرية بيت سيرا، واصابة هيثم باسم علقم (20 عاما) من قرية صفا غرب رام الله، وهم في طريقهم الى عملهم.

وكانت قوات الاحتلال، قد ادعت أنّ الشبّان الثلاثة نفذوا عملية دهس أسفرت عن إصابة اثنين من جنودها بجروح، فرد الجنود الآخرون بإطلاق النار عليهم، وقتلوا اثنين منهم، وأصابوا الثالث بجروح.

وخلال تحقيقاته، دحض المركز رواية الاحتلال عبر إفادات شهود عيان، اكدوا أنّ الشبّان الثلاثة كانوا متوجهين إلى عملهم، حيث يعملون في مخبز، وتقتضي طبيعة عمل المخابز أن يتوجهوا في تلك الساعة إلى مكان عملهم، وأثناء سيرهم على طريق منحدرة، ومتعددة الملتويات، وفي ظروف طقس سيئة، تفاجأوا بآليات الاحتلال، فاصطدمت سيارتهم بإحداها، وتظهر صورة السيارة التي كانوا يستقلونها تهشّم مقدمتها.

واستنادا لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 2:30 فجر اليوم المذكور أعلاه، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بثلاث آليات عسكرية، قرية كفر نعمة، غرب مدينة رام الله، ودهم أفرادها منزل عائلة المواطن يوسف محمود الديك، (42 عاما)، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته.

وقبل انسحابها من المنزل، اعتقلت تلك القوات المواطن المذكور، واقتادته إلى مكان تمركز آلياتها على مدخل القرية. وقبل انسحابها بالكامل، تعطّلت إحدى آلياتها. وفي حوالي الساعة 3:20 فجرا، كان ثلاثة شبّان فلسطينيون متوجهين إلى مكان عملهم في سيارة من نوع "متسوبيشي" خضراء اللون، تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية، تفاجأ سائق السيارة بالآليات العسكرية على مدخل القرية المذكورة، فلم يتمكن من السيطرة عليها، فاصطدمت بإحدى الآليات العسكرية.

وعلى الفور، أطلق جنود الاحتلال النار على الشبّان المتواجدين في داخلها، وقتلوا اثنين منهم في المكان، وأصابوا الثالث بجروح، وقاموا باعتقاله، واحتجاز جثتي الشابين.

ونقل المركز عن المواطن ماجد أبو رحمة، قوله: "كنت متوجها إلى عملي في شركة الاتحاد للعصائر، وهي متواجدة على مدخل قرية كفر نعمة. مررت من وسط القرية، ولم ألحظ أي تحركات غير طبيعية، وكانت الساعة حوالي 3:00 فجرا، وكان الجو ماطرا وضبابيا، وأثناء مروري من القرية كانت الرؤية واضحة حيث توجد إنارة على الطريق، لكن عندما خرجت منها باتجاه المعمل أصبحت الطريق ذات منحدرات حادة وملتوية، ولا توجد إنارة عليها.

واضاف ابو رحمة: "وصلت إلى مسافة 150 مترا من المعمل، وإذ بمجموعة من الجنود المشاة الإسرائيليين ينتشرون في الطريق، وقمت بتمييزهم من خلال قيام أحدهم بتوجيه إضاءة عالية بواسطة "ومضات لوكس" اتجاهي، فتوفقت فورا، حيث لم تكن سرعة سيارتي تزيد عن 30 كم، وأصبحت أبعد عنهم نحو 6 إلى 10 أمتار فقط".

وتابع: "أوقفني أحدهم، وقال لي بالعربية: ابتعد من هنا، لدينا مشكلة في إحدى الآليات، عدت إلى الوراء، وأصبحت على بعد 150 مترا، وكانت الساعة حوالي 3:20 فجرا، رأيت سيارة قادمة من القرية تسير بنفس الاتجاه، حيث كانت مسرعة، وأقدر سرعتها من 60 إلى 70 كم، ونظرا لانعدام الرؤية، انحرفت تجاه الجنود الذين قاموا بتوجيه ومضات اللوكسات عليها، وإذ بالسيارة تصطدم بالمركبة العسكرية التي كانت تغلق الطريق، وسمعت صوت الاصطدام. بعد دقائق معدودة سمعت إطلاق النار بشكل متتالٍ، وأقدِّر عدد الأعيرة النارية التي أطلق من 15 إلى 20 عيارا ناريا".