نابلس-وكالات - النجاح الإخباري - أكد وكيل وزارة التربية والتعليم العالي بصري صالح، أن الوزارة تبذل قصارى جهدها لحماية قطاع التعليم في مدينة القدس، وأن ذلك على رأس أولوياتها، في ظل هجمة الاحتلال الشرسة ضد هذا القطاع، وسعيه لضرب المنظومة التربوية برمتها، في محاولةٍ لأسرلة التعليم.

وأضاف صالح، في بيان صحفي، أن الاحتلال يسعى لتغيير الحقائق ومحو الهوية الفلسطينية في القدس لتهويد المدينة، مؤكدا أن وزارة التربية ستبقى خط الدفاع الأول عن المدينة المقدسة.

وأشار إلى أن الاحتلال يشن حربا على وجود نظام التعليم في القدس؛ باستهدافه المدارس التي تطبق المنهاج الوطني أو التي تتبع النظام الفلسطيني، لافتا إلى العقوبات التي يفرضها الاحتلال على هذه المدارس، بما يشمل محاولات الإغلاق، والتضييق عليها ماليا.

وأضاف صالح: "نحن فيما يتعلق بالتعليم في القدس نقوم بكل ما يجب علينا من أجل تعزيز هذا القطاع، والوزارة صرفت مبالغ مالية لمدارس المدينة لتمكينها وتوفير الاحتياجات الأساسية لها لكي لا تبقى رهينة لأي استغلال من قبل بلدية الاحتلال.

وقال إن الوزارة تعمل أيضا من أجل التوسع في شبكة المدارس الفلسطينية في القدس والتي هي تحت مظلة الأوقاف الإسلامية وتعمل بشكل مباشر مع "التربية"، لافتا إلى أن 15% من منظومة التعليم في القدس تتبع للوزارة مباشرة.

وتطرق إلى برنامج حماية التعليم في القدس الذي تنفذه الوزارة؛ والذي يشمل مكونات عديدة تستهدف تعزيز المنظومة التربوية في المدينة، ومنها تعزيز صمود المدارس، ودعم الطلبة المقدسيين بتقديم المنح الدراسية لهم في الجامعات الفلسطينية، ودعم مؤسسات التعليم العالي المقدسية وتمكينها.

وفيما يتعلق بحرب الاحتلال على المنهاج الوطني خاصةً في القدس، أوضح صالح أن "إسرائيل" تسعى من خلال ذلك إلى تحقيق مخططاتها لأسرلة التعليم وتحويل تبعيته لها.

وأضاف ان الاحتلال يستهدف أيضا ضرب وتغيير منظومة القيم والمفاهيم لدى الطلبة الفلسطينيين، وفرض رواية الاحتلال عليهم، بما يشكل استهدافا مباشرا للرواية والهوية والشخصية الوطنية في القدس.

واستطرد وكيل التربية، في هذا الاتجاه نلاحظ أن الحرب على المناهج تأتي كونها تقدم رواية فلسطينية خالصة، وكل ما هو مهم للطلبة؛ خاصةً على صعيد بناء الشخصية الوطنية التي تعتز بهويتها.

وأضاف أن الوزارة لها صولات وجولات للوقوف أمام مخططات الاحتلال للنيل من المنهاج الوطني ووصمه بتهمة التحريض، مشيراً إلى التنسيق الدائم مع اتحاد مجالس أولياء الأمور والفعاليات الوطنية والدينية في القدس للدفاع قطاع التعليم برمته، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في هذا السياق.

وأشار صالح إلى أن تزوير وتحريف "إسرائيل" لكتب المنهاج الفلسطيني يعد خرقا فاضحا لحق الطلبة الفلسطينيين في تعلم القيم الوطنية والعلمية.

وأكد أن هذا التحريف هو سرقة للملكية الفكرية لمركز المناهج التابع لوزارة التربية، لافتا إلى المتابعة مع المؤسسات الدولية، والمجتمع المدني، ومجالس أولياء الأمور؛ للتأكد من وصول المنهاج الوطني إلى مدارس القدس.

وبخصوص رد الوزارة على تواصل انتهاكات الاحتلال بحق قطاع التعليم؛ شدد صالح على الالتزام بالحفاظ على حق الأطفال في التعليم، مشيرا إلى أن هذا الحق مكفول وفق الشرائع والاتفاقيات التي تعمل على حمايتها المؤسسات الدولية المختلفة.

وتابع: بالرغم من محاولات الاحتلال مصادرة حق طلبتنا في التعليم، وجرائمه على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وبما يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني والمعاهدات الدولية ذات الشأن؛ فإن الوزارة ملتزمة بمسؤولياتها لتوفير التعليم النوعي للطلبة.

وأكد مواصلة العمل لتعزيز نموذجي مدارس التحدي والإصرار، بما يؤكد التزام الوزارة بتوفير التعليم للجميع، مشيراً إلى أن مدارس التحدي من شأنها تثبيت الطلبة والأهالي على أرضهم في المناطق المستهدفة وتوفير الخدمات التعليمية النوعي لهم، في ظل توغل الاحتلال وحربه.

وعلى صعيد تعزيز مكانة فلسطين في المحافل الدولية، لفت صالح إلى أن الإنجازات العلمية والتربوية التي تحققها فلسطين على المستويين الإقليمي والدولي؛ هي انعكاس موضوعي ومباشر للنشاط والحراك في منظومة التعليم الفلسطيني، مؤكدا مواصلة تحقيق المزيد من هذه الإنجازات بالرغم الاحتلال.

وأشار إلى أن البرامج التي تتبناها "التربية" تحفز على المشاركة في المسابقات الدولية والإقليمية، إذ تُركّز الوزارة على تدريب المعلمين وتعزيز الريادة والإبداع لدى الطلبة، وتحديث أسس تقييمهم، والتركيز على ملف الإنجاز، والنشاطات التي تكشف عن مواهب الطلبة في المجالات المختلفة.

وفي سياق تركيز الوزارة على النهوض بالتعليم والتدريب المهني والتقني وتشجيع التوجه له؛ قال صالح: "الذي يدفعنا للحديث عن تطوير هذا القطاع وإعطائه الأولوية، هو ارتفاع معدل البطالة خاصةً بين صفوف الخريجين، فيجب ضبط حالة التدهور المرتبط بوجود أعداد هائلة من خريجي تخصصات لا تحتاجها سوق العمل".

وشدد على اهتمام الوزارة بتعزيز توجه الطلبة نحو التعليم والتدريب المهني والتقني؛ لما لهذا القطاع من دور بارز في دعم الاقتصاد الوطني والحد من معدلات البطالة والمساهمة في إحداث التنمية المستدامة، منوها إلى ضرورة المحافظة على حالة من التوازن فيما يتعلق بالتخصصات.

ولفت إلى تركيز "التربية" على تعزيز مهارات الخريجين ليتمكنوا من المنافسة على المستويين المحلي والدولي؛ مؤكدا ضرورة موازنة نوعية البرامج التي تطرحها الجامعات مع احتياجات التنمية المستدامة وسوق العمل المحلي والدولي.

وتابع: نعزز توجه الطلبة والخريجين لتبني نهج المبادرة والريادة والابتكار، والتفكير خارج الصندوق؛ ليتمكنوا من إنشاء شركاتهم ومشاريعهم الخاصة التي بدورها توفر فرص العمل لآخرين، مشيراً إلى مبادرة "التربية" وبالتعاون مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة؛ بتوفير المنح والمحفزات للخريجين للبدء بأعمالهم الخاصة.