النجاح الإخباري - عاد الوفد الأميركي يجر خيبات الفشل بعد جولة في عدد من دول عربية، في محاولة لتمرير ما تسمى بـ "صفقة القرن" التي تسعى من خلالها الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب، إلى تمرير غطرستها وهيمنتها في المنطقة عبر تصفية القضية الفلسطينية.

الوفد الأميركي الذي ضم جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، وجيسون غرينبلات، ممثل دونالد ترمب الخاص للمفاوضات الدولية، لبحث السلام في الشرق الأوسط زار مصر والسعودية والأردن والإمارات، في محاولة لتمرير "صفعة العصر" كما أطلق عليها سيادة الرئيس محمود عباس، اصطدم بالموقف العربي منها وأنه لا قبول إلا بما جاء وفق المبادرة العربية للسلام.

ويرى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم، أن الجولة الأميركية للمنطقة العربية حظوظها في النجاح مثل حظوظ "صفقة القرن" التي حكم عليها أن تولد ميتة بفعل الاجتماع الفلسطيني الرافض لها، وتناقضها تماماً مع الشرعية الدولية.

وأضاف في حديثه لــ"وفا"، أن الصفقة لا يمكن أن تكون مقبولة من القيادة الفلسطينية ومن شعبنا وهناك إجماع في ذلك، وأن محاولة تسويقها في الدول العربية والاقليمية هي محاولة لا يمكن أن يكتب لها النجاح، مشيراً إلى أن هناك تأكيدات بأن الدول العربية التي زارها الوفد الأميركي أبلغته بالتزامها بالعناصر الاساسية لمبادرة السلام العربية، المبنية على انهاء الاحتلال لأراضي عام 1967، وتمكين دولة فلسطين من ممارسة سيادتها وحل قضية اللاجئين.

وكشف أبو ليلي عن أن الزيارة الأميركية كان لها هدف محدد هو محاولة إقناع بعض الدولة المضيفة للاجئين الفلسطينيين بأن تحل حكوماتها محل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في عملية تقديم الخدمات للاجئين، الأمر الذي يعني توطينهم والتمهيد لحل وتصفية الوكالة، كذلك تصفية الالتزام الدولي بحق عودة اللاجئين، وهذه النقطة التي لم يحققها الوفد الأميركي أو أن يحقق نتائج ملموسة بخصوصها.

من ناحيته قال أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف، إن الإدارة الأميركية لا يمكنها تجاوز الفلسطينيين في فرض أي حل تسعى له من خلال اللجوء إلى الحل الاقليمي، وهذا ما كان واضحاً تماما أن زيارة كوشنير محاولة للترويج لصفقة القرن، والتي تعتبر تصفية للقضية الفلسطينية، لكنهم واجهوا جواباً عربياً واضحاً من الأردن ومصر والسعودية بأن الحل يرتكز على انهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس المتركزة على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

وأضاف، أن الولايات المتحدة الأميركية ضربت عرض الحائط في كل قرارات الشرعية الدولية، وأنها تحاول فرض شريعة الغاب في استهتار واضح بالقوانين الدولية، ومحاولة فرض غطرستها بالمنطقة، وإيجاد حل بعيداً عن الفلسطينيين.

وأشار أبو يوسف إلى أنه جرت العديد من المحاولات السابقة لتوطين اللاجئين في الخمسينات والستينات، لكن الشعب الفلسطيني افشلها، وحاولت كذلك في مؤتمر كامب ديفيد 2 بالضغط على الشهيد ياسر عرفات في التخلص من قضية اللاجئين لكنها فشلت ووضعت كل ثقلها في ذلك، والآن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس ابو مازن تقول لا للموقف الأميركي التي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية.

وأكد بأن الارتكاز الأساسي لنجاح أي قضية هو الموقف الفلسطيني، وهذا ما هو واضح بأن الموقف الفلسطيني يشكل رأس حربة في مواجهة المشروع الاستعمار الأميركي بالشراكة مع الاحتلال لإذابة الحقوق الفلسطينية.

من جانبه قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني، إن زيارة الوفد الأميركي إلى المنطقة هي محاولة لاستكشاف الموقف العربي ومدى استجابته للصفقة الأميركية، وللتسويق للمشروع الأميركي من خلف القيادة الفلسطينية، كذلك رؤية استعداد عربي لقبول صفقة القرن، تحت عنوان البدء بحل اقتصادي في قطاع غزة وتجاوز الشرعية الدولية.

وقال، إن المحاولة الأميركية فشلت فشلاً ذريعاً؛ لأن الموقف العربي لا يستطيع أن يذهب بعيداً بدون المشاركة الفلسطينية والقرار الفلسطيني، وأن الموقف العربي مبني بناءً على ما تم الاتفاق عليه في  القمم العربية.

وأشار مجدلاني إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تبقي على مناخات السلام في المنطقة لكن من دون سلام، فهي تريد عملية سلام بمفهومها، وبالاحتكار الأميركي والرعاية المنفردة والمنحازة لإسرائيل، كما تريد قطع الطريق أمام أي محاولة دولية أخرى للتدخل في العملية السياسية وابقاء الاحتكار الأميركي بصرف النظر أن تكون هناك عملية أم لا، وأيضاً من أجل توفير الغطاء الدبلوماسي لحكومة الاحتلال لمواصلة الأمر الواقع على الأرض.

ومن ناحيتها قالت الأمين العام لحزب فدا، زهيرة كمال، إن نتائج زيارة الوفد الأميركي للمنطقة كانت فاشلة، خاصة أنهم لم يتمكنوا من زيارة الفلسطينيين، حيث أن هناك موقفا واضحا بأنه لا يمكن القبول بأن يكون الأمريكان وسطاء في عملية السلام لأنهم أصبحوا شركاءً لإسرائيل وطرف في الصراع.

وأكدت بأن الموقف العربي واضح، بأنه لا يمكن القبول بـ"صفقة القرن" دون الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، فيما لاقى الوفد الأميركي ترحيبا لدى الحكومة الاسرائيلية، خاصة أن السفير الأميركي في تل أبيب ليس سفيراً لأميركا إنما سفيراً للمستوطنين.