النجاح الإخباري - اصدر مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية ورقة دراسية بعنوان: ” اداء مواقع اعلامية الكترونية في متابعة حالة الرئيس الصحية، اعدها الصحفي كايد ميعاري بإشراف الاستاذ صالح مشارقة.

وأظهرت الدراسة تفاوتا في المتابعة الإعلامية للمواقع الالكترونية للوضع الصحي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، من خلال تحليل 76 مادة نشرت في ستة مواقع الكترونية تمثل الاعلام الرسمي، والخاص، والمعارض.

فلم يوفق الاعلام الرسمي في توضيح ماهية الحالة الصحية للرئيس من منظور طبي والاكتفاء بسرد التطمينات. إضافة الى، تفضيل المصادر الرسمية الفلسطينية، وقادة رأي عام الحديث للإعلام العبري عوضا عن المحلي.

فقد نقلت صحيفة “يديعوت احرنوت” الإسرائيلية عن مصدر فلسطيني وصفته بالمطلع أن الرئيس مصاب بحمى والتهاب رئوي في 20/5/2018 أي قبل نشر هذه المعلومات عبر المواقع الالكترونية المحلية، او العربية.

وفي السياق ذاته، استندت بعض المواقع الالكترونية المحلية على المصادر الإسرائيلية بشكل مبالغ فيه عند متابعتها للوضع الصحي للرئيس. علما، ان المصادر الإسرائيلية كانت حاضرة بغالبية المواقع باستثناء وكالة وفا بصفتها الممثلة عن الاعلام الرسمي الفلسطيني، وموقع العربي الجديد.

وتعاملت المواقع الالكترونية القريبة من حركة حماس (موقع فضائية القدس) مع القضية على انها شان داخلي فتحاوي، ولم تمنح الوضع الصحي للرئيس سوى مساحة هامشية، وفي غالبها اعتمدت على مصادر إسرائيلية.

اما فيما يتعلق بالمواقع المقربة من القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان (موقع امد الإعلامي) فقد اهتم بالوضع الصحي للرئيس ضمن سياق البحث عن الخليفة، ووضع الازمة الصحية للرئيس هذا المرة ضمن سياق معلومات سابقة عن إصابة الرئيس بالسرطان.

وفي سياق اخر، تظهر القراءة محدودية لدى المواقع الالكترونية المستقلة في الوصول الى مصادر المعلومات سواء الرسمية او الخاصة مما دفعها في كثير من الأحيان للاعتماد على المصادر الإسرائيلية او وكالة (وفا)، او نشر مقالات راي.

اما فيما يتعلق بالإعلام العربي (موقع العربي الجديد) فقد حرص على متابعة الوضع الصحي للرئيس، وكان قادرا على ايراد مجموعة من المعلومات حول وضع الرئيس صحيا وماهية المضاعفات التي المت به. مع الإشارة، الى ان مضمون مواد العربي الجديد لم تخلو أيضا من بعض الدلالات المتعلقة باسم قيادات بقيت قرب الرئيس، إضافة الى اعتمادها بشكل كبير على مصادر غير معروفة.

وخلصت الورقة الدراسية على عدد من النتائج:
– فضل الإطار الرسمي الفلسطيني التصريح حول حالة الرئيس الصحية الى وسائل اعلام إسرائيلية.
– عدم توفير الاعلام الرسمي سواء من مصادر طبية او سياسية معلومات وافية وكاملة للإعلام فتح المجال امام الاجتهادات وبث الشائعات.
– تأخر المؤسسة الرسمية في الإعلان عن تفاصيل وماهية المضاعفات التي المت بالرئيس زادت من الغموض حول صحته.
– ارتكزت غالبية المواقع الالكترونية على المصادر الإسرائيلية في متابعتها لمرض الرئيس عباس خبريا وتحليليا.
– عكست الازمات الداخلية الفلسطينية نفسها على أداء المواقع الالكترونية، ففي حين منح موقع فضائية القدس المقربة من حركة حماس مساحة هامشية لمرض الرئيس، اهتم بها موقع امد اعلامي المقرب من محمد دحلان في سياق البحث عن خليفة.
– ندرة التحليلات الفلسطينية حول النظام السياسي الفلسطيني، ومستقبل تداول السلطة، زاد مخاوف الجمهور الفلسطيني من المستقبل وعزز حالة الارباك.
– ركز الاعلام الإسرائيلي على الوضع الصحي للرئيس من منظور تحليل سيناريوهات الخلافة، وعدم وضوح المستقبل.
– مواقف الدول الإقليمية انعكست كذلك على تغطية المواقع الالكترونية، بعضها ركز على الموقف المصري، واخر على التركي، فيما منحها الاعلام الرسمي مساحة واسعة للتدليل على الحضور السياسي للرئيس عباس ومركزيته.
– بإمكان وسائل الاعلام الفلسطينية تجنب الاعتماد على المصادر الإسرائيلية في كثير من القضايا الإخبارية والتحليلية من خلال انتاج تقارير تحليلية خاصة او اخذ تعقيبات على ما ورد في التحليلات الإسرائيلية من مصادر فلسطينية، او الاعتماد على وكالات دولية أخرى، وهذا ما نجح موقع العربي الجديد به.

واوصت الورقة الدراسية ب:
– العمل مع صانعي القرار لمنح الصحافة الفلسطينية والعربية أولوية على الاعلام الإسرائيلي في مثل هذه القضايا.
– تقليص الشائعات، وتضارب المعلومات الذي يخلق ارباكا في الراي العام من خلال نشر الاعلام الرسمي معلومات شاملة طبيا وتحديثها بشكل دوري.
– العمل على تقليص اعتماد الاعلام الفلسطيني على المصادر الإسرائيلية وتوضيح ماهية المواد التي يمكن نشرها عبر المواقع الالكترونية الفلسطينية ذات المصدر الإسرائيلي، وفي أي حالات.
– تطوير سياسات تحريرية مكتوبة، ودليل مصطلحات خاص بكل موقع الكتروني يسهل عمل المحرر ويجعله أكثر دقة.
– العمل على مراجعة موقف وسائل الاعلام وسياساتها تجاه دور الدول إقليميا، وتوضيح ماهية العوامل التي من شانها التأثير على نشر او حجب نشر موقف دول دون غيرها.
– تعزيز قدرة وسائل الاعلام الخاصة في الوصول لمصادر المعلومات من خلال تدريب طواقمها، وتحسين شبكة تواصلها مع صانعي القرار وقادرة راي عام.
– تعزيز قدرة وسائل الاعلام الفلسطينية على انتاج قراءات تحليلية موضوعية، تسهم في توضيح أسس النظام السياسي الفلسطيني، والافاق المتوافرة في حال وقوع أي ازمة، ورفع مستوى الوعي لدى القارئ.