منال الزعبي - النجاح الإخباري -  

في ظلِّ موجة الحرِّ التي تشهدها فلسطين تتواصل الحرائق بشكل يومي سواءً في مدينة نابلس أوخارجها رغم التحذيرات التي أطلقتها الجهات المختصَّة مؤخَّرًا بشأن التعامل مع الحرائق وضرورة عدم إشعال النيران، إذ يوفِّر ارتفاع درجات الحرارة فرصة للاشتعال.

رامز الدلع رئيس إطفائيّة مدينة نابلس في حديث للنجاح الإخباري قال: "خلال يومي الخميس والجمعة الفائتين سجَّلت الإطفائية (240) حادثة حريق، مابين اشتعال أعشاب، وأشجار زيتون، ومنزل واحد".

وبيَّن الدلع أنَّ أغلب هذه الحرائق مفتعلة وناتجة عن سلوكيات مرفوضة للمواطنين والأطفال الذين يتسلون بإشعال السلكة ورميها لتحدث حريقًا يلحق الأضرار الفادة بالممتكات والمواطنين.

ونوَّه الدلع إلى أنَّ الحرائق في أغلبها نتاج سلوكيات خاطئة لبعض الأفراد يتخذونها لهوًا وسخريًا فيما بينهم أو على سبيل التحدي لإحضار الإطفائية.

وذكر أنَّ بعض المواطنين للأسف لا يتصرفون بما يليق ويتطاولون على رجال الإطفاء في بعض الأحيان.

وذكر حادثة رجل أشعل النفايات أمام منزله احتجاجًا على تراكمها ولما حضر رجال الإطفاء افتعل مشادَّة معهم أدت به لرفع السلاح على أحد العاملين، وقال الدلع إنَّه يتم التوجه لجهاز الشرطة ورفع شكوى ضد هؤلاء المواطنين إلا أنَّه لا يُتَّخذ إجراءات رادعة بحقهم.

وأضاف أنَّ (300) حريق مفتعل بدعوى المزاح بين المواطنين حدث خلال ثلاثة أيَّام استهلكت ما يقارب (300) كوب من المياه.

وتساءل باستغراب من لامسؤولية هؤلاء الأفراد العابثين، "على حساب من يتم استهلاك هذه الكميات من المياه؟"، فكله ضدّ مصلحة المواطن أولًا وأخيرًا.

وبيَّن الدلع أنَّه تمَّ تنبيه المواطنين في نابلس وخارجها إلى ضرورة تنظيف محيط أراضيهم وما حولها تفاديًا لوقوع الحرائق، إلا أنَّ المواطنين لا يتعاطون مع هذه التنبيهات والتوجيهات إلا بعد احتراق أشجارهم وهذا استهتار، على حدِّ قوله.

كما حذَّرت إطفائية نابلس في وقت سابق من إحراق المساحات لطرد الأفاعي وعن لجوء المواطنين لحرق الأعشاب حول منازلهم للقضاء على الأفاعي والحشرات السامَّة قال الدلع: "هذا التصرف علاوة على أنَّه يسبب كوارث في بعض الأحيان فإنَّ الأفاعي إن وجدت لا تموت بل تهرب لمناطق أخرى، وهو حلٌّ غير عملي إطلاقًا".

وأوضح أنَّ الإطفائية ناشدت الجميع في حال ملاحظة وجود الأفاعي الاتصال على الرقم المجاني (102) فهناك فرق مختصَّة للقضاء على الأفاعي بطرق صحيحة.

وعن ظاهرة إحراق الحاويات قال الدلع :"أصبحت ظاهرة يوميَّة تدل على لامسؤولية المواطن، وتتسبب في الخسائر والمشاحنات".

أما قضيَّة الكلاب الضالة المنتشرة في مدينة نابلس وما حولها أشار الدلع أنّها أيضًا ظاهرة باتت خطيرة على المواطنين وذكر أنَّ هناك مساعي للقضاء عليها نهائيًّا.

يُشار إلى أنَّ  إطفائية بلدية نابلس كانت في وقت سابق قد ناشدت المواطنين بعدم حرق 
الأعشاب والنفايات لغرض التنظيف والتخلُّص من الحشرات.
وشدَّدت على أنَّ هذه الطريقة خاطئة وقد تؤدي إلى انتشار الحرائق
وعدم السيطرة عليها مما يسبب خسائر في الممتلكات أو الأرواح.

وكما نوَّهت إلى أنَّ الإطفائية لديها فرق مختصّة لقتل الأفاعي والتخلص منها بشكل سليم وآمن وما على المواطنين سوا الإتصال على الرقم (102).

الانتماء للبيئة والمكان واجب إنساني ووطني بالدرجة الأولى، على المواطن حفظ الممتلكات العامَّة والكف عن التصرفات الهوجاء التي لا تعود على البلد إلا بالخسائر التي نحن في غنىً عنها.