النجاح الإخباري - افتتح المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، ووزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي، اليوم الاثنين، مكتب الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في بيروت، بحضور سفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وعضوي اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد وسمير الرفاعي، والمدير العام للصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري، وعدد من السفراء والمسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين.

وقال الوزير عساف، في كلمته خلال الافتتاح، "نلتقي اليوم في هذه المناسبة وهي افتتاح هذا المكتب الذي حرصنا على أن يكون مجهزا بأحدث التقنيات المطلوبة واللازمة، ليقوم بدوره وواجبه تجاه شعبنا وقضيتنا وأشقائنا في لبنان".

وتابع أن "هذا المكتب هو جسر إضافي ليكون رابطا بين لبنان وفلسطين، وعبارة عن إضافة جديدة لتقوية العلاقات بين الشعبين، وهذا ليس مكتب لهيئة الإذاعة والتلفزيون فقط بل يعتبر مكتبا لبنانيا جديدا يضاف إلى ما هو موجود في أي وقت تشاءون، وهذا ليس بالجديد وبالغريب على هذه العلاقة الفلسطينية اللبنانية".

وأضاف الوزير عساف: "ولماذا لبنان؟ لأنها محفورة في وجدان الشعب الفلسطيني لأنها قدمت الكثير لقضية وشعب فلسطين، ومن الطبيعي أن يكون لنا وجود إعلامي دائم في بيروت، حتى ننقل ما يجري في لبنان من أحداث ونغطي أخبارها ويعرف أبناء شعبنا ما يجري فيها، وليكون عاملا إضافيا إلى العلاقة".

وقال إن "الإعلام الفلسطيني له خصوصية ومستهدف ومهمته مضاعفة، في نقل صورة وصوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، وهذا ما لا تريده إسرائيل وهي تسعى لحجب الصورة، وإلى ارتكاب جرائمها بصمت دون أي إزعاج لها، وتسعى لاستهداف الإعلام الفلسطيني وإسكات الصوت الفلسطيني".

وأردف الوزير عساف: "منذ إعلان ترمب المشؤوم أكثر من ألف صحفي أصيبوا جراء عدوان الاحتلال على أبناء شعبنا، 200 منهم بالإعلام الرسمي الفلسطيني ومراسلنا بكر عبد الحق اعتقل على الحدود خلال عودته من لبنان بتهمة وجوده في بلد معاد حسب إسرائيل، وإذا اعتقلوا بكر حتى لا آتي إلى لبنان، فنحن نفتتح مكتبنا في بيروت لنكون بشكل دائم في هذا البلد العزيز على قلوبنا دائما".

وقال: "كان لنا خطة طموحة في الإعلام الفلسطيني وهي إيصال فلسطين إلى العالم وجلب العالم إلى فلسطين، وكان من الطبيعي أن تكون البدايات من لبنان وننطلق نحو العالم، وأصبح لدينا مكاتب في عواصم مهمة، ونتمنى قبل نهاية العام أن يكون لنا مكاتب في 50 دولة، ونتمنى أن يكون لنا خمسين مكتبا في العالم لنجلب العالم إلى فلسطين وفلسطين إلى العالم"، شاكرا كل القائمين على هذا العمل.

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد: "باسم فلسطين نرحب بكم في هذا الاحتفال البسيط في طبيعته وحجمه، الكبير بمعانيه واليوم يصادف استشهاد أحد عمالقة الثورة الفلسطينية الشهيد الخالد إلى الأبد خليل الوزير، أبو جهاد".

وأضاف: "نقول ليعلون وباراك، وقد بثت القناة الإسرائيلية بهذه المناسبة (اغتيال ابو جهاد) وكشفت تفاصيل الاغتيال، ونقول ونحن نحتفل موحدين لبنانيين وفلسطينيين وبرعاية لبنانية كبيرة بمعانيها، إن الثورة متواصلة ومستمرة وحركة التحرر الوطني لن تطفئها صفقة القرن ولا غيرها، مع كل رموز ثورتنا الشهداء والأحياء".

وتابع الأحمد: "نحن واثقون بالرعاية اللبنانية ونحن في هذا الاستوديو المتواضع مصممون أن يبث بشكل متواصل، فقد حاولت إسرائيل إخراس الصوت والصورة الفلسطينية عندما دمرت عدة مرات مقر التلفزيون، ونحن واثقون من أن هذا الصرح سيكون في رعايتكم".

وقال: "نحن مدينون للأبد إلى لبنان الشقيق ولولا احتضانهم لانطفأت شعلة ثورتنا، وكما كنا ملتحمين مع بعضنا سنبقى كذلك، وسيتحقق حلم شعبنا بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى، ونحن رأس الحربة في مجابهة الأطماع الصهيونية ونحن في مقدمة الدفاع عن أمتنا العربية وقبر المطامع الصهيونية في بلادنا العربية، ونحن اليوم هنا لنطلق الصورة والصوت من بيروت بلد المقاومة".

بدوره، قال وزير الإعلام اللبناني ملح الرياشي: "إنني متأثر جدا في هذه اللحظة، إذ أقف في حضرة شعب يشبه جدا الشعب اللبناني مع الفرق أنه شعب احترف الحزن وملح السفر، لكن كثيرين ينسون خاصة العرب قبل سواهم معنى فقدان ملح الأرض، فبدونه فلا شيء يملح، أنتم ونحن ملح الأرض لا يجب أن نفقد قضيتنا وإيماننا بالمستقبل، وإلا فلن يعود هناك خمير في هذا الشرق".

وأضاف: "التاريخ القادم سيكون لصالح الحق وإنصاف هذه القضية، من يخشى حكم التاريخ لا يعيش معه ولا يعرف أهمية أن التاريخ حاضر دائما بيننا، وأن الله يختار الوقت المناسب لصنع الانتصارات، لكن هذه الانتصارات لا يصنعها إلا الأبطال من أمثال أطفال الحجارة وأمثال شعب لبنان".

وتابع الوزير الرياشي: "نحن وإياكم نحو الحرية، أعدكم أني سأقف معكم دائما في أي مشكلة قد تواجهكم، وأمام أي محفل وأي دعوى قد يتعرض لها الإعلام سأكون مع الحرية ولو ضد القانون، لأن هذا الشعب عاشق للحرية، ولأن الحرية وحدها يعيش بها الإنسان ومن دونها لا قيمة لأي شيء آخر، شاء من شاء وأبى من أبى".

وكرم الوزير عساف وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي، ومحمد شعبان مستشار وزير الاتصالات اللبناني عماد الجراح، والمهندس بلال السيد الذي عمل على تجهيز الاستوديوهات، والسفير دبور الذي تابع وأشرف على مراحل إنشاء المكتب.