متابعة خاصة - بمشاركة لميس أبو صالح - النجاح الإخباري - أسدل الستار على مؤتمر المانحين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الذي عقد في روما بالاعلان عن جمع أقل من ربع المبلغ المطلوب من قبل الوكالة ما دفع المراقبين لوصف ذلك بـ"النتائج المتواضعة والمخيبة للآمال".

وقالت نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في الأونروا د. أمال البطش إن أزمة "الاونروا"  هي أزمة حقيقية وهي "سياسية بامتياز".

وقالت البطش لبرنامج "سيناريوهات" الذي يبث على فضائية "النجاح": إن المبالغ المالية التي تم الحصول عليها من المؤتمر مخيبة للآمال، وأن هذا المبلغ لن يسد العجز الذي تعاني منه الأونروا بعد تقليص الولايات المتحدة لمساعداتها التي تصل إلى نصف مليار تقريباً".

وأضافت :"كنا نتوقع من مؤتمر روما أن يسد العجز الذي تركته ادارة ترامب، والوضع الإنساني الكارثي الذي خلفته الازمة على اللاجئين الفلسطينيين."

وعبرت البطش عن شكوكها بشأن ايفاء الدول التي تعهدت بتقديم المبالغ المالية في المؤتمر.

داعيةً الدول المانحة الى إعادة النظر بالتزاماتها المالية تجاه "الأونروا" وعدم الإنجرار وراء السياسة الأمريكية.

"ميزانية الأونروا تمثل حوالي مليار واثنين من عشرة مليون دولار، وهذا عجز في الميزانية الأساسية، أما عن ميزانية الطوارئ نقص 90 مليون دولار، وهو ما تدفعه الولايات المتحدة من ميزانية الطوارئ، وهي امتنعت عن دفع هذه الجزئية".

منطلق سياسي

وفي هذا الصدد يؤكد المتحدث باسم مخيمات شمال الضفة الغربية حسني عودة أن تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" خدماتها نابع من منطلق سياسي بحت لتصفية الشاهد الوحيد على جرائم الاحتلال وخروجه من الملف الفلسطيني.

واتهم عودة إدارة الوكالة "بعدم الشفافية أو النزاهة".

وأكد عودة على ما تفعله الوكالة هو إخراج بعض المبالغ من الموازنة الأساسية إلى الطوارئ لتظهر العجز الحقيقي في الموازنة العام.

"هناك تواطؤ بين دولة الاحتلال مع إدارة الأونروا الموجودة حاليا لإظهار العجز". أضاف عودة.

وتفصيلا لما سبق أكد عودة أن هناك ثلاث موازنات "للأونروا" وهي: الميزانية العامة التي تتحدث عن البرامج الأساسية التي تخدم اللاجئين وتتمحور في التعليم، والصحة والاشغال، والإغاثة، والبنية التحتية، وميزانية الطوارئ التي تتمحور في النكبات والحروب والمشاريع الخاصة باللجوء الفلسطيني.

وأبدى عودة قلقه البالغ إزاء مخرجات مؤتمر روما.

"المؤتمر أبدى قصورا واضحا في تخفيض العجز المالي لميزانية الأونروا، الأمر الذي يتهدد استمرارها في تقديم الخدمات الإنسانية الضرورية لأكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني في الداخل والشتات" أضاف عودة.

وأكد عودة لبرنامج "سيناريوهات" أن ما تفعله الوكالة هو "إخراج بعض المبالغ من الموازنة الأساسية إلى الطوارئ لتظهر العجز الحقيقي في الموازنة العامة".

ويتخوف عودة من خطورة ردة فعل اللاجئ الفلسطيني من عدم توفير له الخدمات الأساسية ويجعل من حياته "بلا هدف ولا طموح" .

ويشدد علي هويدي الباحث في الشأن الفلسطيني ومدير عام الهيئة(302) للدفاع عن حقوق اللاجئين ان أزمة الأونروا لم يسبق لها مثيل.

وتحدث هويدي في اتصال هاتفي مع برنامج "سيناريوهات" من بيروت عن دور أمريكي في التأثير على مخرجات المؤتمر عبر الضغط على الدول المانحة.

"ونحن الآن أمام تحدي لجمع المبالغ المالية، ولا نعلم نتائج الحملة التي أطلقها المفوض العام للأمم المتحدة." أضاف هويدي.

ويرى هويدي أن نجاح مؤتمر روما يتمثل بمسألتين وهما: فضح مستوى التآمر الدولي على قضية اللاجئين الفلسيطنيين واستهداف وكالة الأونروا وحق العودة بالإضافة الى تشكل الوعي بالدور بوكالة "الاونروا" وأهميتها.