النجاح الإخباري - أكد غازي مرتجى مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، أن صحة الرئيس محمود عباس لا تشوبها شائبة، وأن ربط البعض عدم ظهور الرئيس في كلمته خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح بتدهور صحته هو ربط وتحليل في غير محله، لأن الرئيس بالفعل ألقى كلمة مطولة تخص الشأن الداخلي الفتحاوي وكان مقرراً عدم بثها عبر وسائل الإعلام.

وأوضح أن ما يمكن نشره عبر وسائل الإعلام تم نشره بشكل مقتضب، وباقي كلمة الرئيس كانت تناقش الشأن الداخلي الفتحاوي، وكان هناك توضيحاً بأن كلمة الرئيس لن تبث على وسائل الإعلام.

وأشار إلى أن التهويل في الأخبار حول صحة الرئيس من الإعلام العبري وغيره تظهر في أوقات هامة، كما حدث مؤخراً في كلمته بمجلس الأمن الدولي، ومن قبل في قمة اسطنبول في تركيا، وصاحبها استطلاعات رأي من مؤسسات تدعي أنها خبيرة في ذلك بأن كلمة الرئيس لا تحظى بقبول الغالبية من الشعب الفلسطيني.

وحول الحديث عن مرحلة ما بعد الرئيس، رأى مرتجى أن الأمر لا يحتاج ضجة كبيرة في هذا الوقت الحساس من تاريخ القضية الفلسطينية، لأنه في حال شغر منصب الرئيس فهناك قانون يتعامل مع هذه الحالة وبالتالي الأمر لا يحتاج إلى زوبعات هنا وهناك.

وأشار إلى أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هي من أسست السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي من ترشح من سيكون رئيساً للسلطة في حال شغر منصب الرئيس، لافتاً إلى أن اللجنة التنفيذية هي من انتخبت الرئيس أبو مازن رئيساً لدولة فلسطين عام 2009.

وعن اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح، أوضح مرتجى أن الثوري سيخرج الليلة بالبيان السياسي بقرارات هامة ستكون على قدر الوضع الحالي، لافتاً إلى أن الرئيس كشف خلال كلمته أمام الثوري عن عدة أمور من بينها أن بعض الدول العربية التي كانت متململة بدعم وتأييد الموقف الفلسطيني أصبحت الآن أكثر إصرارا بدعم الموقف الفلسطيني، بعد رؤيتها موقف القيادة الفلسطينية الرافض لصفقة ترامب.

هناك توحيد للموقف العربي بما يخص صفقة ترامب، وخلال الشهر الجاري هناك لقاءات بين الرؤساء العرب والرئيس الأمريكي وبين الدول المحورية التي تؤثر بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، وبالتالي شهر مارس سيكون مثقل بالملفات التي سيتم نقاشها سواء في الولايات المتحدة والقمة العربية.

تيارات تطرح نفسها بديلاً لحركة فتح

ورداً على إمكانية طرح تيار دحلان نفسه بديلاً عن حركة فتح، استذكر مرتجى ما واجهته حركة فتح منذ تأسيسها من عقبات، وعملية الانشقاق الكبرى في الثمانينات  عندما خرج أكثر من ثلثي قيادة الحركة والمجلس الثوري ولم تتأثر حركة فتح وبقيت مستمرة وازدادت قوة. واستبعد أن المجلس الثوري لحركة فتح ناقش ملف تيار دحلان أو وضعه على جدول أعماله أصلاً.

تحذير من وجود أطراف فلسطينية مستعدة لتعمل عرابة لـ "صفقة القرن"

وبشأن "صفقة القرن" المزمع إعلانها نهاية شهر مارس الجاري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، شدد مرتجى على أن الصفقة لن تمر في ظل الرفض الفلسطيني لها لأنهم هم المقررون الرئيسيون، محذراً في الوقت ذاته من وجود بعض الأطراف الفلسطينية مستعدة لأن تعمل عرابة للصفقة الأمريكية، لافتاً إلى أن ما يؤخر إعلان الصفقة من قبل واشنطن هو الرفض الفلسطيني التام لهذه الصفقة.

وتوقع مرتجى أن تسفر لقاءات الزعماء العرب مع الرئيس الأمريكي الشهر الجاري، عن عودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمفاوضات من جديد، برعاية دولية.

ورأى مدير مركز إعلام النجاح ، أن تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، بعد عودته من القاهرة، وإقراره بأن الرئيس يتعرض لضغوط كبيرة يمثل تقدماً في الموقف الفلسطيني الداخلي وهو إشارة إلى أن الأمور الداخلية بدأت تأخذ منحى إيجابي أكثر ومجابه للصفقة الأمريكية.

تمكين الحكومة في غزة سينعشها

وحول ملف المصالحة ، أوضح مرتجى أنه تفاهمات أكتوبر 2017 والتي توجت باتفاق بين حركتي فتح وحماس، وحلت حماس اللجنة الإدارية من القاهرة، أعلن رئيس الوزراء رامي الحمدالله أن الحكومة أعدت خطط كاملة لانتشار غزة من الوضع الكارثي بخطط تنموية شاملة ومستمرة وطويلة المدى.

ولفت إلى أن حديث رئيس الوزراء يتوافق مع موقف القيادة الفلسطينية فيما يتعلق بتمكين الحكومة في قطاع غزة، بحيث يعمل الوزير في غزة كما في رام الله، والجباية الداخلية هي جزء أساسي من تمكين الحكومة.

وكشف عن وجود تطور إيجابي حول موضوع الجباية، وأن الحكومة استوعبت نحو 20 ألف موظف ممن عينتهم حماس عقب احداث 2007، رغم العجز في الموازنة العامة الذي يفوق المليار دولار جراء استيعابهم.

وأكد أن الموظفين الذين أعلنت الحكومة عن استيعابهم سيتلقون رواتبهم فور الاعلان فعليا عن تمكين الحكومة، وعمل وزير الداخلية في غزة بحرية كاملة وتوحيد القضاء.

وأكد على أن الوضع الكارثي في غزة يتطلب تنازل الجميع من أجل إنقاذ غزة، متوقعاً أن تشهد المرحلة القادمة تطوراً إيجابياً رغم أنها تسير ببطئ.

وأوصى بضرورة إعادة صرف الخصومات للموظفين بأثر رجعي، رافضاً أن يدفع الموظف فاتورة الانقسام.

لمتابعة اللقاء كاملًا عبر الفيديو: