النجاح الإخباري - قال تقرير لمركز حقوق الانسان الاسرائيلي "بيتسيلم": "إن الاحتلال الاسرائيلي يتصرف خارج اطار القانون وان الاونة الاخيرة شهدت انفلاتا  بلا رادع لافراد الامن وقوات الاحتلال الاسرائيلي في اعقاب مقتل حاخام اسرائيلي واطلاق الجيش حملة تفتيش ومداهمات بشمال الضفة والتي تخللها عمليات تنكيل همجية و وحشية استخدم فيها الاحتلال الكلاب البولسية التي ادى استخدامها لجرح ثلاثة فلسطينين بينهم امراة بالاضافة الى ادخال الرعب في قلوب الاطفال في المنازل التي تم اقتحامها".

وأضاف مركز بيتسيلم: "إن ممارسات الاحتلال شهدت عمليات ترهيب حيث تم هدم منزل وسكّانه داخله وتفتيش ثلاث نساء تفتيشًا عاريًا مهينًا وتحريض الكلاب على مهاجمة ثلاثة أشخاص".

وأوضح التقرير قيام  قوات الاحتلال بهدم اربع منازل في جنين أحدها هدمته فيما كان سكّانه لا يزالون داخله كما وثّقت بتسيلم اقتحام منزلين في قرى المنطقة جرى خلالهما تحريض كلاب على مهاجمة ثلاثة أشخاص كماوجرى تفتيش مهين على أجساد ثلاث نساء وهنّ عاريات خلال عمليات الاقتحام التي تمت فجرا.

وروى التقرير تفاصيل مرعبة عن استخدام الاحتلال لكلاب بوليسية يوم 3/2/2018 الساعة السادسة صباحا عندما دهم عشرات الجنود بلدة برقين الواقعة في منطقة جنين حيث طوّق الجنود منزل مبروك وإيناس جرّار (40 عامًا و37 عامًا) اللّذين استيقظا من نومهما على صوت انفجار قويّ – يبدو أنّه تفجير باب مدخل البناية وانفجارات قنابل الصوت. أسرع الاثنان إلى جلب ولديهما (3 سنوات و9 سنوات) إلى غرفة نومهما، وبعد دقائق فجّر الجنود باب منزلهم في الطابق الثاني.

بعد التفجير دخل كلب إلى غرفة نومهما عضّ بقوّة مبروك جرّار من كتفه الأيسر وأوقعه أرضًا. حاولت إيناس تخليص زوجها من أسنان الكلب ولكن دون جدوى. اختبأ الولدان خلف السرير وكانا يصرخان ويبكيان من شدّة الخوف. في إفادة أدلت بها أمام الباحث الميداني لبتسيلم عبد الكريم سعدي يوم 4.2.2018 وصفت إيناس ما حدث بعد ذلك:ركضت نحو الباب لأطلب المساعدة وعندها رأيت جنودًا يقفون على مطلع الدرج الموصل إلى منزلنا. أخذ الجنود يصرخون عليّ بالعربيّة أن أخرج كلّ من في المنزل؛ وطالبني أحدهم بإخراج أحمد جرّار (الشابّ المطلوب) من المنزل. توسّلت إليهم أن ينقذوا زوجي من الكلب لكنّهم ظلّوا واقفين ولم يفعلوا شيئًا […] من شدّة خوفهما بال ولداي في ملابسهما ولم يستطيعا الوقوف على أرجلهما.

في إفادته يوم 14.2.2018 أمام الباحث الميداني لبتسيلم عبد الكريم سعدي، وصف مبروك جرّار ما جرى له بعد أن أنزله الجنود على درجات المنزل:عند نهاية الدرج خلّصني أحد الجنود من بين أسنان الكلب بعد أن قصّ قميصي بالمقصّ ثمّ أبعد الكلب عنّي. بعد ذلك جاء جنديّ آخر ولكمني مرّتين على أنفي. أدخلني الجنود إلى إحدى الغرف في الطابق الأوّل من المنزل. طيلة هذا الوقت كانت الدماء تسيل من ذراعي اليسرى ومن أنفي. عندها جاء ضابط كبير وكان يبدو أنّه قد فوجئ بما فعله الكلب بي. صوّرني الضابط بواسطة هاتفه الخلوي وأمر الجنود بتحرير يديّ من القيود – التي كانوا قد وضعوها من قبل. كان الضابط يتحدّث مع الجنود بالعبرية وأنا أفهمها قليلاً.

فقط بعد مرور ساعتين ونصف نقل الجنود مبروك جرّار لتلقّي العلاج في مستشفى العفولة. وهناك كبّلوا رجليه بالسرير واوقفوا جنديّين عند باب الغرفة. بعد مضيّ أسبوع في 11.2.2018 فكّ الجنود القيود عن يديه وأبلغوه أنّه قد أخلي سبيله دون اتّخاذ إجراءات. في 13.2.2018 نُقل مبروك إلى مستشفى رفيديا لمتابعة العلاج.

في 8.2.2018 حين كان مبروك جرّار لا يزال يرقد في مستشفى العفولة جاء نحو عشرين جنديًّا إلى منزله قرابة الساعة 3:00 فجرًا. كانت إيناس جرّار في المنزل مع حماتها (حوريّة البالغة من العمر 75 عامًا) وشقيقة زوجها (دلال البالغة من العمر 50 عامًا وتعاني البكم ومتلازمة داون). كلاهما جاءتا لدعمها ومساعدتها في التعامل مع ما جرى. أمّا الولدان فقد مكثا منذ الحادثة في منزل زوجة أبيهما الأولى.

اقتحم الجنود باب الطابق الأوّل وصعدوا مباشرة إلى الطابق الثاني. حين فتحت لهم إيناس جرّار الباب، دخلوا إلى الصالون وسألوا هل يوجد رجُل في المنزل. كذلك سألوا إيناس هل في حوزتها أموال لأنّه إذا كان الجواب نعم فهذه أموال من حماس وعليهم بالتالي مصادرتها. قالت لهم إيناس أنّه لا توجد أموال وعندها شرع الجنود في تفتيش المنزل. حين لم يجدوا شيئًا أمر الجنود إيناس بالدخول إلى غرفة النوم لكي تجري جندية تفتيشًا على جسدها. في غرفة النوم طلبت الجندية من إيناس أن تخلع ملابسها تمامًا وتقف عارية ثمّ فتّشت بالطريقة نفسها المرأتين الأخريين اللّتين كانتا في المنزل. في إفادة أدلت بها يوم 8.2.2018 أمام الباحث الميداني لبتسيلم عبد الكريم سعدي، قالت إيناس:

طلبت منّي الجندية أن أخلع جميع ملابسي ففعلت ما طلبته. كنت أظنّها ستفتّش عن طريق تمرير ماسح ضوئي لكنّني فوجئت بها تصرّ أن أخلع أيضًا ملابسي الداخلية. بعد أن خلعت ملابسي أخذت الجندية تفتّش الملابس التي خلعتها ثمّ أمرتني بأن أدير لها ظهري وأنا عارية. شعرت بالانكسار والمهانة. تمنّيت الموت لنفسي لكيلا أشهد مثل هذه اللحظات ثانية. أمرتني الجنديّة بأن أركع وبقيت كذلك مدّة دقيقتين أو ثلاث – أطول دقائق مرّت عليّ في حياتي. فقط بعد ذلك قالت لي أنّه يمكنني ارتداء ملابسي. في اعتقادي هذه الجندية لا تملك ذرّة من الأخلاق أو الإنسانية.

في إفادتها لبتسيلم في 13.2.2018 وصفت حورية جرّار ما حدث لكنّتها بعد خروجها من الغرفة برفقة الجنديّة:دخلت إيناس والجندية إلى الغرفة التي كنّا فيها. قالت لي الجندية أنّها تريد تفتيش أجسادنا. أخذت أبكي وقلت لها: “ماذا تريدين منّي! أنا امرأة مسنّة وأتحرّك بصعوبة اخجلوا على أنفسكم!”. ساعدتني كلّ من إيناس والجنديّة على خلع ملابسي وأنا جالسة على السرير. شعرت بعجز وبحزن عميق إزاء ما فعلته بي الجندية وكنت أبكي طيلة الوقت. كيف يُعقل أن تُجبر جنديّة شابة امرأة مسنّة مثلي على خلع ملابسها هكذا وأن تكشف عورتها أمامها بهذه الطريقة؟! بعد التفتيش أمرت الجندية إيناس أن تساعدها في تعرية ابنتي دلال أيضًا. ساعدتها إيناس في ذلك وفتّشت الجندية جسد دلال. وأنا لم أتوقّف عن البكاء.

في 3.2.2018 نحو الساعة 4:00 فجرًا اقتحمت قوّات الأمن منزل نور الدين وسماهر عوّاد (48 عامًا و42 عامًا) ولديهما أربعة أولاد. اقتحم الجنود باب المنزل وحين استيقظت سماهر بفعل ما أحدثوه من ضجيج رأت كلبًا يقف في غرفة نومها. أخذت تصرخ فاستيقظ زوجها نور الدين وقفز فورًا من فراشه نحو الكلب لكي يخرجه من الغرفة. عندها عضّه الكلب بيده اليمنى والجنود الذين كانوا يقفون عند باب غرفة النوم لم يحرّكوا ساكنًا.

أمر الجنود أفراد الأسرة بعدم مغادرة المنزل ثمّ غادروا بأنفسهم بعد بضعة دقائق. مرّت بضع دقائق أخرى وعندها سمع أفراد الأسرة طرقات على الباب الخلفيّ لمنزلهم. في إفادتها يوم 4.2.2018 أمام الباحث الميداني لبتسيلم عبد الكريم سعدي، وصفت سماهر عوّاد ما جرى بعد ذلك كما يلي:كنت أحمل طفلي كرم (عمره سنتان) وكان هو يبكي ويلتصق بصدري. فتحت الباب الذي طرقه الجنود وإذ بكلب يهجم عليّ قافزًا إلى صدري فوقع ابني كرم على الأرض. عضّني الكلب بصدري ثمّ نجحت في إبعاده عنّي لكنّه أمسك بفخذي الأيسر. جمعت كلّ قوّتي وتمكّنت من دفعه بعيدًا عنّي. كلّ ذلك والجنود واقفون وينظرون دون أن يفعلوا شيئًا. طيلة هذا الوقت كان زوجي يتوسّل إلى الجنود أن يأخذوا الكلب.

وتقول سماهر :”تكلّم أحد الجنود مع الكلب باللغة العبرية وعندها هجم الكلب وأمسكني من يدي اليسرى وظلّ ممسكًا بها لعدة دقائق إلى أن جاء جنديّ آخر. سال منّي دم كثير. طلب زوجي منهم أن يعالجوا يدي لكنّهم لم يكترثوا لكلامه.