ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - "القنبلة الموقوتة"،"الشبح"،"رجل الظل"، "المطلوب رقم واحد"، تسمياتٌ أطلقها الناشطون الفلسطينيون، على الشهيد أحمد نصر جرار والذي لاحقته قوات الاحتلال منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

التصريحات الإسرائيلية التي تريد تسجيل نصر وهمي عقب ارتقاء الشهيد جرار تعكس بحسب مراقبين عمق الأزمة الأمنية والإخفاق الذي لم يعد يقدرالاحتلال على ضبط إيقاعه خلال الاسابيع الماضية من جهة، واحتفاء الفلسطينيين بنموذجٍ للمقاوم المتميز الذي ينجو من طوق الحصار مرة تلو مرة من جهة أخرى.

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي أشرف على عملية مطاردة جرار خلال الأسابيع الأخيرة  يحاول التخفيف من إخفاق أجهزته بـ"الثناء" على جنوده القتلة متناسيا أن الشهيد جرار  تحوّل إلى نموذج ملهم للشبان الفلسطينيين.

من جهته غرد وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان بقوله : أغلقنا الحساب مع "أحمد جرار" وسرعان ما سنصل إلى قاتل "بن غال".

وكانت قوات الاحتلال قد نفذت  خلال الأسابيع عمليات الاقتحام الإسرائيلية مناطق مختلفة منها: وادْ بِرقين، قرية الكفير، حي الهدف، بمشاركة وحداتٍ خاصة، ووحدة النخبة "جفعاتي"، إضافة إلى قوة من "حرس الحدود"، وبتغطيةٍ شبه دائمة من الطائرات المُسيّرة بلا طيار، وسط مواجهاتٍ عنيفة مع الشبان الفلسطينيين أدت إلى استشهاد الشاب أحمد عبيد والشهيد أحمد سمير أبو عبيد (19 عاما).

وتخلل عمليات المطاردة استعمال الكلاب البوليسية، واعتقال عددٍ من الشبان وإصابة عدد آخر، بعضهم من أقارب الشهيد جرار، وآخرون أسرى محررون أو أشخاص مقربون من حركة "حماس"،

في المقابل، وجّهت صحيفة "إسرائيل اليوم" سهامها إلى المسؤولين عن الملف الاستخباري، وقالت: "لسوء الطالع، وتحت ستار الذكاء المعيب، وغارات عديمة الفائدة من القوات الخاصة الإسرائيلية، استطاع جرار أن يجعل من نفسه بطلاً بين الجمهور الفلسطيني"، داعية إلى ألّا يفاجأ أحد إذا سار شبان فلسطينيون على خطاه لمحاولة تقليده. وأضافت: "جرار سيلقى عليه القبض حياً أو ميتاً، ولكن للأسف هذه المعركة خسرناها".

ويرى متابعون أن مقدار الاهتمام الإسرائيلي بملاحقة جرار، وحجم القوات التي حشدها الاحتلال حتى فجر اليوم لاقتحام المناطق والتضييق على أقاربه ومعارفه جزء من "عقيدة الردع" التي تقوم على رفع ثمن المقاومة حتى لا يفكر الناس في سلوك هذه الطريق.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك يبدو واضحا أن الشهيد جرار  تحول إلى نموذج ملهم للشباب في الضفة، وهو ما أشار إليه الصحافي الإسرائيلي جال بيرغر بقوله: "رويداً رويداً يتحول أحمد جرّار إلى أسطورة".