إعداد عاطف شقير - النجاح الإخباري -     أكد الرئيس محمود عباس في كلمة له للمهرجان الجماهيري الحاشد الذي يعقد في قطاع غزة بمناسبة مرور 13 عامًا على استشهاد الراحل ياسر عرفات "اننا نسير على خطى الشهيد الراحل ابو عمار مؤكدا ان التطبيق الدقيق لاتفاق المصالحة سيقود لتمكين الحكومة وسيقود في النهاية للتخفيف عن قطاع غزة موضحا ان  لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة مؤكدا على المضي قدما في مسيرة المصالحة وصولا لسلطة واحدة ولقانون واحد وسلاح شرعي واحد.
     واوضح الرئيس اننا نعمل مع حكومة ترامب والقوى الدولية المعنية من اجل التوصل لاتفاق سلام وفقا لقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية  موضحا على ان جهودنا مستمرة لنيل العضوية الكاملة في الامم المتحدة .            
                 
   واستهجن الرئيس موقف الحكومة البريطانية التي احتفلت بوعد بلفور الظالم موضحا أننا متمسكون بخيار السلام ومحاربة الإرهاب.


    وتابع الرئيس  لن نقبل بسياسة التمييز العنصري التي تمارسها اسرائيل وسنطالب بالحقوق المتساوية لسكان فلسطين التاريخية.
 وختم الرئيس كلمته قائلا للغزيين: الى لقاء قريب معكم .

نص كلمة السيد الرئيس

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".  

صدق الله العظيم  )البقرة، آية 177(

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،

أيتها الأخوات، أيها الإخوة،

السيدات والسادة،

ونحن نحيي ذكرى رحيلك الثالثة عشرة، أيها الأخ الشهيد الرمز، فإننا نبعث إليك من صميم قلوبنا، تحية إكبار وإجلال،فذكراك الطيبة في نفوسنا جميعا، خالدة فينا ما حيينا.

أقول لك يا أخي أبا عمار أمام الجماهير المحتشدة في الضفة وغزة اليوم بذكرى رحيلك، إن شعبنا الفلسطيني الذي لطالما أحبك قائدا عظيما، ما زال يكن لك ذلك الحب والاحترام والوفاء، وهو صامد صابر ومرابط، باق على أرضه، وراسخ رسوخ جبلك الذي لا تهزه الرياح.

 

وإن نضالكم وتضحياتكم وعطاءكم لشعبكم وقضيتكم العادلة، عبر نصف قرن ويزيد، قد سجل أروع معاني العزة والكرامة والكبرياء، وإن فلسطين التي أحببت، وناضلت، واستشهدت من أجلها ستبقى نابضة بالوفاء والإخلاص للقادة الكبار الذين ضحوا بأنفسهم من أجلها. وإننا من بعدك، وفي ذكراك هذه، نعيد التأكيد بأن نمضي قدما نحو تحقيق حلمك، وحلم أبناء شعبنا الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال على ترابنا الوطني الفلسطيني الطاهر.

نعم أخي أبا عمار، إن العهد والقسم والثوابت التي تعاهدنا عليها ستظل نبراسا يضيء طريق الاستقلال لدولتنا الأبية وعاصمتها القدس الشرقية.

إن فلسطين التي حاولوا أن يخرجوها من دائرة التاريخ والجغرافيا، منذ العام 1917 قد عادت بتضحيات أبناء شعبنا من الشهداء والجرحى والأسرى لتقول بأنها باقية، فكانت تسمى فلسطين وستظل تسمى فلسطين، وإن الشعب الذي نكبوه وشردوه واقتلعوه من أرضه ودياره، ما زال يتمسك بحقوقه، فالهوية الوطنية الفلسطينية راسخة وثابته.

 

 إن شعبنا الفلسطيني صاحب حضارة وتاريخ عريقين، وهو عصي على الذوبان والدمج، فكل طفل ولد في الوطن أو خارجه، ما زال يتمسك بثقافته وهويته انتماءً والتزاماً، ولا يرضى عن فلسطين وطناً آخرَ، ولا يقبل بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا وقضيتنا.

 

بعد أن حصلنا في العام 2012 على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، ورفعنا العلم الفلسطيني على مقراتها، وأصبحنا أعضاء كاملي العضوية في العديد من الوكالات والمعاهدات الدولية، فإن جهودنا ومساعينا ستستمر لنيل العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وزوال آثاره عن أرضنا، فإرادة الشعوب لا تقهر، وشعبنا التواق للحرية لن يتخلى عن تحقيق أهدافه الوطنية مهما كانت التضحيات.

 

يا أبناء شعبنا العظيم،

أيتها الأخوات، أيها الإخوة،

إن ما يثير الاستغراب والاستهجان هو أن الحكومة البريطانية احتفلت قبل بضعة أيام بمرور مائة عام على وعد بلفور الظالم والمشؤوم، الذي تسبب في مأساة ونكبة أكثر من اثني عشر مليون فلسطيني وحرمانهم من حقوقهم السياسية والقانونية والإنسانية.

 

هذا في الوقت الذي كان فيه مجلس العموم البريطاني، في العام 2014، قد أوصى حكومة بلاده بالاعتراف بدولة فلسطين، غير أن ذلك لم يتم حتى الآن من قبل الحكومة البريطانية، وفي كلمتي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، جددت الدعوة للحكومة البريطانية، لتصحيح ذلك الخطأ التاريخي عبر الاعتذار لشعبنا، والتعويض عن الأضرار التي ألحقت به، والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.

 

يا أبناء شعبنا العظيم في كل مكان،

يا جماهير شعبنا في قطاع غزة،

إننا ماضون قدماً في مسيرة المصالحة الفلسطينية، وقد رحبنا بجهود مصر الشقيقة للوصول لاتفاق القاهرة، ونحن مستمرون كذلك في تنفيذه، وصولاً لسلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد. وإلى أهلنا في قطاع غزة الحبيب أقول إن التنفيذ الدقيق للاتفاق والتمكين الكامل للحكومة سيقود حتماً إلى تخفيف المعاناة وبعث الأمل لمستقبل أفضل لنا جميعاً.

 

وأجدد القول بأنه لا يوجد من هو أحرص منا على شعبنا في قطاع غزة، فنحن شعب واحد، مصيرنا واحد ولا يقبل القسمة والتجزئة، وأقول إنه لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة.

 

يا أبناء شعبنا العظيم،

إننا نؤكد لكم، ولكل أشقائنا وأصدقائنا في العالم، وبالرغم من كل المعوقات، التي يفرضها علينا الاحتلال الإسرائيلي، ونشاطاته الاستيطانية الاستعمارية القائمة على سياسة الأبرتهايد فإننا متمسكون بثقافة السلام، ومحاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم، ومصممون على البقاء على أرضنا، والتمسك بحقوقنا التي كفلتها الشرعية الدولية، ونواصل جهودنا لبناء مؤسسات دولتنا على أساس سيادة القانون، وتمكين المرأة والشباب، والنهوض باقتصادنا الوطني، والمضي قدما في سعينا لترسيخ مكانة دولة فلسطين في النظام الدولي.

من ناحية أخرى فإننا نعمل مع حكومة الرئيس ترامب، والقوى الدولية المعنية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، على أن يكون وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، على أساس حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

وفي هذا المقام، فإننا نجدد الدعوة للدول التي تؤمن بحل الدولتين أن تعترف بالدولتين، وليس بدولة واحدة، وذلك لأن حل الدولتين أصبح في خطر داهم، وأجدد التأكيد بأننا لن نقبل باستمرار سياسة الأبرتهايد التي نعيشها في ظل الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، وسنطالب بالحقوق المتساوية لسكان فلسطين التاريخية إذا لم يتم تطبيق حل الدولتين.

وفي ختام كلمتي، في ذكرى رحيلك، أيها الأخ القائد الرمز الشهيد أبو عمار، أسال الله لك الرحمة والمغفرة، ولشهداء شعبنا المجد والخلود في الفردوس الأعلى، ولجرحانا الأعزاء الشفاء العاجل، ولأسرانا البواسل، الحرية والعودة إلى أسرهم وذويهم، ولن يهدأ لنا بال حتى يعودوا إلى أهلهم سالمين بخير وعافية.

وأقول لجماهير شعبنا المحتشدة في قطاع غزة إلى لقاء قريب معكم ومع أهلنا وأحبتنا في القطاع الحبيب، وإلى أهلنا الصامدين في مخيمات الشتات وفي القدس أقول إننا معكم ونحيي صمودكم، ونحن على موعد مع الحرية والاستقلال.

 

عاشت فلسطين

عاشت القدس الشريف عاصمة دولتنا المستقلة

عاش شعبنا الفلسطيني

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،