النجاح الإخباري - بحث الرئيس محمود عباس، مع رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، آخر التطورات في المنطقة والأوضاع في الأرض الفلسطينية، والعملية السلمية، والجهود الاميركية في هذا المجال.

وأطلع سيادته، نظيره الصيني خلال لقائهما في الصالة الشرقية بقاعة الشعب الكبرى للقصر الرئاسي في العاصمة الصينية بكين، على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق شعبنا، خاصة في مدينة القدس، والمسجد الأقصى المبارك.

وحذر الرئيس من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، وما سينجم عن ذلك من تأثيرات مدمرة على المنطقة برمتها.

وجدد سيادته الموقف الفلسطيني الهادف إلى تحقيق سلام دائم وشامل قائم على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، مرحبا بأية جهود للصين في هذا المجال.

واكد حرصه على التشاور مع الصين حول العملية السياسية وجهود احيائها، لما لها من أهمية وثقل سياسي واقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي.

وشكر سيادته الرئيس الصيني، على حسن الاستقبال، وأكد حرص فلسطين على العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وتعزيزها في شتى المجالات، مشيرا إلى أن الصين كانت وما زالت نعم الصديق والسند لقضيتنا الوطنية، منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965.

وأشاد سيادته بالتقدم الاقتصادي والتكنلوجي في الصين، معربا عن أمله بأن تستفيد دولة فلسطين من هذا التقدم في مجالات عدة، خاصة موضوع الطاقة البديلة "الشمسية".

ودعا سيادته نظيره الصيني، إلى دعم إقامة المنطقة الصناعية في ترقوميا، وتخصيص جزء منها لإنتاج الطاقة البديلة. كما دعا إلى تشجيع زيارة الصينيين إلى فلسطين، مؤكدا استعداده لتوفير كل ما يلزم من اجل تسهيل هذه الزيارات.

وجدد الرئيس تقدير الشعب الفلسطيني، لمواقف الصين وشعبها الصديق الداعمة لشعبنا وتطلعاته لنيل الحرية والاستقلال.

بدوره، أكد الرئيس الصيني دعم بلاده للتسوية السياسية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بسيادة كاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الخاص بالاستيطان بشكل فعال، والتوقف عن بناء جميع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة على الفور.

وقدم الرئيس الصيني، خلال لقائه مع الرئيس، افكارا إضافية جديدة للمبادرة التي تقدمت بها بلاده عام 2013، تؤكد دعم الحل السياسي المبني على حل الدولتين، وضرورة الالتزام بالقرارات الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

وأكد الرئيس الصيني أن عدم حل القضية الفلسطينية هو سبب عدم الاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أهمية التمسك بمفهوم أمني مشترك وتعاون دائم، إضافة إلى أهمية مواصلة تنسيق جهود المجتمع الدولي وتعزيز الجهود السلمية المشتركة، واتخاذ خطوات شاملة لإحلال السلام عبر التنمية.

وشدد على أن الصين ستواصل دعمها للقضية الفلسطينية العادلة، وتقديم كل ما في وسعها من مساعدات للشعب الفلسطيني، في شتى المجالات.

وأكد دعم بلاده لإقامة المنطقة الصناعية في ترقوميا، واستعدادها لتقديم كل ما يلزم لإنجاز هذا المشروع، مشيرا إلى أن الصين تقدم 100 منحة دراسية للطلبة الفلسطينيين سنويا، مبديا استعداده لتشجيع الجامعات الصينية على التعاون مع نظيراتها الفلسطينية.

وأكد أن بلاده مستعدة للعمل مع فلسطين في بناء الحزام والطريق، وأنها ستدعم شركات قادرة ومؤهلة لتنفيذ التعاون في الاستثمارات في فلسطين من أجل المنفعة المتبادلة والربح للطرفين .

وأقترح الرئيس الصيني تأسيس آلية حوار ثلاثية الأطراف مع فلسطين وإسرائيل من أجل دعم مشروعات كبيرة لمساعدة الجانب الفلسطيني. وقال إن الصين تعتبر "فلسطين وإسرائيل شريكين مهمين في نطاق مبادرة الحزام والطريق".

ولفت إلى ان العام المقبل سيشهد مرور 30 عاما على اعتراف الصين بدولة فلسطين، وأن بلاده تخطط للاحتفال بشكل مشترك مع فلسطين بهذه المناسبة.

وحضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني: وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية، رئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى، وقاضي القضاة، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية محمود الهباش، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، والمشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف، وسفير دولة فلسطين لدى الصين فريز مهداوي. 

وعن الجانب الصيني: مستشار الدولة يانغ جي تاشيج، ووزير الخارجية وانغ ياو، ونائبه تانغ تاشنغ منخ. ورئيس لجنة التنمية والإصلاح الوزير خو لي فونغ، ومدير مكتب الرئيس الصيني الوزير دنغ شينغ، ونائب وزير التجارة الوزير فو تشي انغ، وسفير الصين لدى فلسطين تشنغ تشونغ.