النجاح الإخباري - يحيي الفلسطينيون اليوم في أماكن تواجدهم كافة، الذكرى الـ(50) للنكسة التي احتلت فيها (إسرائيل) عام (1967) ما تبقى من الأراضي الفلســـطينية بما فيها القدس وهضبة الجولان وشــــبه جزيرة ســــــيناء.

في صباح الخامس من حزيران (1967) قامت إسرائيل بالهجوم على القوات العربية المصرية والسورية والأردنية، واحتلال أجزاء من أراضيها، فيما عرف بعد ذلك بـ"عدوان الخامس من حزيران"، تحقيقا لرغبتها في ضم الأراضي المجردة من السلاح في شمال فلسطين، وتحويل روافد نهر الأردن.

فبعد إنشاء الدول العربية هيئة خاصة لاستثمار موارد هذه الروافد، أمعنت اسرائيل في تنفيذ ضم الأراضي وتحويل الروافد بقوة السلاح.

وصعدت استفزازاتها بضرب المعدات الخاصة بهيئة استثمار الروافد، وتحرشت بالمزارعين السوريين؛ ما أدى إلى زيادة حدَّة الاشتباكات حتى وصلت إلى الاشتباك الجوي يوم (7/4/1967)، ونقلًا عن المركز الوطني للمعلومات، فقد تواترت الأخبار عن التجهيزات الإسرائيلية للحرب؛ فأعلنت مصر حالة التعبئة القصوى؛ لالتزامها باتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا والموقعة في (4/11/1966).

وطلبت مصر من قائد قوات الطوارئ الدولية سحب قواته يوم (16/5) من سيناء، وتم ذلك يوم (19/5)، وأعلن جمال عبد الناصر إغلاق مضائق تيران يوم (23/5) في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهذا ما اعتبرته إسرائيل بمثابة إعلان حرب.

وشرعت القوات المصرية والسورية تتوجهان نحو جبهات القتال، ووصلت فصائل من القوات الكويتية والسودانية والجزائرية إلى الجبهة المصرية، وتوجه الملك حسين إلى مصر يوم (30/5) وعقد معها اتفاقية دفاع مشترك، ووضعت القوات الأردنية تحت تصرف القيادة المشتركة.

واتضح من التعديلات الوزارية الإسرائيلية والتدابير الاستثنائية نية "إسرائيل بالعدوان".

وفي ليلة (4-5/6) طلب السفيران الأمريكي والسوفييتي من عبد الناصر عدم البدء بالهجوم؛ ولم تمض ساعات قليلة حتى بدأت إسرائيل الحرب.

وأخرجت الطائرات الإسرائيلية الطيران المصري من المعركة من الضربة الأولى؛ إذ تم ضرب الطائرات في مهابطها قبل أن تقلع، وهاجمت الطائرات الإسرائيلية جميع المطارات العسكرية تقريبًا من الصعيد إلى القاهرة، وحمل مخطط إسرائيل اسم "حركة الحمامة".

وقامت البحرية الإسرائيلية بغارات على الموانئ المصرية في إطار العدوان الشامل، وقدرت الخسائر المصرية بعشرة آلاف شهيد ومفقود وخسارة (80%) من عتاد الجيش.

وعلى الجبهة الأردنية وجهت إسرائيل ضربة للسلاح الجوي الملكي فدمرت (32) طائرة في مطاري عمان والمفرق، وقد حدثت معارك دامية في القدس، والضفة الغربية عمومًا. ورغم صمود الجيش الأردني؛ إلا أنَّه اضطر للانسحاب تحت الضغط الهائل للقوة الإسرائيلية يوم (6/6)مساءً، وقد قدرت خسائر الأردنيين بـ(6094) شهيدًا وخسارة (150) دبابة.

وعلى الجبهة السورية، لم يبدأ القتال حتى يوم (9/6)، عدا عن الهجوم السوري على مصافي النفط في حيفا يوم (5/6)، والذي ردَّت عليه إسرائيل بتدمير (60) طائرة سورية.

بدأ الهجوم البري الإسرائيلي على الجبهة السورية صباح (9/6) بقصف جوي مركز على المواقع الدفاعية، ودمرت (40) دبابة إسرائيلية، وتابعت إسرائيل هجومها يوم (10/6)، واستولت على قمم جبل الشيخ الجنوبية وشمال الجولان، وخسرت سوريا (1000) شهيد و(70) دبابة.

واستخدمت إسرائيل الحرب النفسية والإعلامية لتصوير هذه الحرب على أنَّها نكسة وهزيمة لشل القدرة العربية على القتال لكن مماطلة الإسرائيليين في تنفيذ قرار الأمم المتحدة أدى إلى تفكير العرب بالحرب مرة أخرى وكان ذلك في السادس من أكتوبر عام (1973).

وحقق الجيش المصري فيها انتصارًا عظيماً على جبهة سيناء رفع المعنويات العربية التي تدهورت بعد النكسة وجرى تحطيم القوة الإسرائيلية في ست ساعات.