النجاح الإخباري - قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان عددا من الجنرالات الاسرائيليين الذين خدموا في مناصب رفيعة في الجيش الاسرائيلي، من بينها مناصب في القيادة العامة للجيش وفي المنطقة الوسطى، اعترفوا بأن المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية لا تخدم المصالح الأمنية الاسرائيلية.

مبررين ذلك بأن وجود مدنيين اسرائيليين في المناطق يثقل على الأمن القومي، لأن الجيش سيضطر الى تكريس قوات كبيرة لحمايتهم، حتى في الأيام الاعتيادية نسبيا على حد قولهم.

وتم نشر هذا الموقف في اطار وثيقة جديدة ينشرها معهد الابحاث "مولاد" بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب الايام الستة.

ويقتبس الباحث في دراسته استطلاعات للرأي العام تفيد بأن اكثر من نصف الجمهور يعتقد بأن المستوطنات تدعم امن الدولة.

ولكن، حسب اقواله، فانه "حتى اذا كانت فكرة ان المستوطنات تدعم الامن القومي، قد صمدت في الماضي، الا ان هذه الفكرة لم تعد سارية اليوم.

فالوجود المدني الاسرائيلي المنتشر في الضفة لا يسهم في الدفاع وانما يثقل على قوات الامن، ويمتص قسما كبيرا من موارد الجهاز الامني، ويضيف الكثير جدا من نقاط الاحتكاك، ويطيل خطوط الدفاع حسب الدراسة.

ويصل حجم القوات التي يطالب الجيش بإرسالها الى الضفة، الى اكثر من نصف، واحيانا الى ثلثي القوات النظامية في الجيش.

وحوالي 80% من القوات المرابطة في الضفة تعمل في الدفاع المباشر عن المستوطنات، والبقية فقط منتشرة حول أراضي 1948.

ويشير الباحث الى ان الجدار الفاصل ساعد على منع وصول "الارهاب" كما يزعم الى داخل أراضي 1948، لكن بناء الجدار لم يستكمل بسبب معارضة قيادة المستوطنين لإخراج قسم من المستوطنات الى ما وراء الجدار.

ويأتي الانشغال الكبير في نشاطات الامن الجاري والى جانبه اعمال الدوريات في صفوف الجمهور المدني الفلسطيني، على حساب توجيه القوات للتدريبات والاستعداد للحرب.

وحسب اقواله فان "كل نقطة استيطان مدني اسرائيلي الى الشرق من أراضي عام 1948 تتحول الى نقطة ضعف، والمستوطنات لا تساعد الجيش على محاربة الارهاب، بل العكس هو الصحيح: مساهمتها في الجهد العسكري سلبي بشكل واضح".