إعداد: عاطف شقير - النجاح الإخباري -  تلوح في الأفق بوادر أميركية للمضي بعملية السلام في المنطقة، وفي هذا الإطار، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وفلسطينيون: إنَّ الإدارة الأميركية تدرس بلورة وثيقة مبادئ لحل القضايا الجوهرية تكون أساسًا للمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول الحل الدائم لإنهاء الصراع.

وجاء أنَّ البيت الأبيض لم يقرر بعد بشأن المسار الذي ستحاول بموجبه الإدارة الأميركية دفع  "عملية السلام"، ولا تزال إمكانية بلورة وثيقة مبادئ قيد النقاش بين الجهات ذات الصلة في الإدارة الأميركية.

يذكر أنَّه بعد يومين من مغادرة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، المنطقة، زار المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، "جيسون غرينبلات"، إسرائيل ورام الله، واجتمع مع رئيس حكومة الإحتلال "بنيامين نتنياهو"، ومع رئيس دولة فلسطين "محمود عباس".

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي مطَّلع على تفاصيل المحادثات قوله: إنَّ المبعوث الأميركي ناقش معهما الأفكار التي تدرسها الولايات المتحدة بشأن مسار تجديد المفاوضات.

وبحسب المصدر نفسه فإنَّ "غرينبلات" طلب معرفة أي المسارات هي المفضلة، وكيف ستجري العملية، وكيف يجب أن تكون النتيجة.

وبعد اللقاء المذكور مع غرينبلات، ألمح نتنياهو، في جلسة لكتلة الليكود، للإمكانيات التي يدرسها البيت الأبيض، ومن ضمنها بلورة وثيقة مبادئ.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ نتنياهو وكبار مستشاريه يستعدون لإمكانية أن تعمل إدارة ترامب على بلورة وثيقة مبادئ بالتعاون مع الطرفين كمرحلة أولى من المفاوضات، أو أن تعرض على الطرفين وثيقة مبادئ كاقتراح أميركي يشكل أساسًا للبدء بالاتصالات للوصول إلى الحل الدائم.

وقال مسؤول إسرائيلي: إنَّ التقديرات تشير إلى أنَّ الأميركيين ينوون عرض خطة لم يتضح بعد مضامينها.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني كبير، وصف بأنَّه مطلع على الاتصالات مع الإدارة الأميركية، تأكيده أنَّه خلال المحادثات التي أجراها مع ممثلي الإدارة الأميركية أشاروا إلى أنَّهم يدرسون بلورة وثيقة مبادئ لحل القضايا الجوهرية، تجري المفاوضات بين الطرفين بموجبها.

كما نقل عن المسؤول نفسه قوله: إنَّ الكرة الآن في الملعب الأميركي، ولم نلتزم الصمت عبثًا، فقد طلب من الأميركيين الانتظار، ونحن نفعل ذلك، إننا نسعى إلى الدخول في مفاوضات جدية بشأن كل القضايا".

يذكر في هذا السياق أنَّ مسؤولًا كبيرًا في البيت الأبيض كان قد صرح للمراسلين في الطائرة الرئاسية في الطريق من إسرائيل إلى روما، ردا على سؤال حول ما هي المرحلة التالية في محاولة تجديد "العملية السياسية" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فأجاب: "إننا معنيون بعرض سلسلة من المبادئ المتفق عليها، والتي يرغب الطرفان بالعمل بموجبها".

ولم تتخذ الإدارة الأميركية قرارًا نهائيًّا بهذا الشأن، بيد أن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط "ستيوارت جونز" صرَّح الثلاثاء، في واشنطن أنَّه لم يتم بعد تشكيل جهاز رسمي لتحريك محادثات السلام أو إدارتها.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: إن قضية وثيقة المبادئ لا تزال موضع تردد وقيد النقاش في الإدارة الاميركية، وأضافوا أنَّ الأميركيين بشأن خيارين، الأول بلورة وثيقة مبادئ بعد إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينين وبمشاركة أميركية فعَّالة، أو إجراء مشاورات منفصلة مع الطرفين توضع وثيقة المبادئ في نهايتها كاقتراح أميركي تتجدد المفاوضات استنادا إليه.

يذكر في هذا السياق أنَّ وزير الخارجية الأميركية السابق، جون كيري، بلور في مطلع العام (2014) وثيقة مبادئ لحل القضايا الجوهرية، من خلال إجراء مشاورات منفردة مع الطرفين. وفي حينه عبَّر نتنياهو عن موافقة مبدئية على الوثيقة مع بعض التحفظات، في حين لم يعقب عليها عباس.