النجاح الإخباري - اكتشف العلماء وجود أدلة جفاف شديد تحت قاع البحر الميت والتي بدأت قبل عشرة آلاف عام، وفقاً لتقرير جديد. 

وبحسب التقرير يعتقد العلماء أنَّ النتائج التي توصلوا إليها هي تحذير لما يمكن أن يحدث في المنطقة إذا تحققت توقعات تغير المناخ.

ويستند التقرير الذي نشر الأسبوع الماضي في مجلة علوم الأرض والكواكب إلى أبحاث أجراها علماء في ستة بلدان، بما فيها إسرائيل. وشمل استخراج نوى رسوبية من عمق 450 متر تحت البحر الميت، كما تم استخراج نوى الملح الطويلة.

وقال البروفيسور مردخاي شتاين الذي يعمل في المسح الجيولوجي في إسرائيل والجامعة العبرية في القدس "لقد تم إرسال النوى إلى ألمانيا لإجراء الاختبارات، وباستخدام الأجهزة المناسبة تمكنا من تحديد فترة كل قسم من أجزاء النواة". وأضاف شتاين إن الباحثين اكتشفوا أن أجزاء كبيرة من النواة متكونة من الملح، والتي تكونت على فترات من انخفاض مستوى البحر ، الأمر الذي يعكس فترات الجفاف التي حدثت في حوض البحر الميت.

وأشار: "التحليل الكيميائي يسمح لنا بمعرفة التغيرات التي حدثت في البحر".

وأظهر تحليل النوى أنه في بعض العصور "التي تراوحت بين 115 ألف و130 ألف سنة مضت، خلال الفترة المعروفة باسم "الفترة الجليدية الأخيرة"، انخفض مستوى البحر الميت، وهذا يشهد على حالات الجفاف الشديد وغير الدائمة التي لم تكن موثقة في السابق. ويشير التحليل إلى أنه خلال تلك الفترات، ارتفعت درجات الحرارة أكثر من 4 درجات فوق المتوسط في القرن العشرين، وهو الارتفاع المماثل لما هو متوقع بسبب تغيرات المناخ حتى نهاية هذا القرن.

وارتفاع مستوى البحر الميت مرة أخرى عندما بدأت فترة أكثر برودة ورطوبة، وانخفض مرة أخرى بعد جفاف آخر قبل 10 الاف سنة. وبتحليل ملوحة البحر، تمكن الباحثون أيضاً من تقدير كمية المياه التي وصلت إلى البحر أثناء الجفاف.

ويعتقد أن المياه التي كانت تتدفق إلى البحر كانت تتراوح بين 70 و80 في المئة من مياه البحر، قبل أن تبدأ إسرايئل والأردن باستغلال مصادر المياه.

واستمر الانخفاض في بعض الأحيان لعقود أو اكثر. في بعض الفترات، انخفض مستوى البحر إلى ما يقرب من 500 متير تحت مستوى سطح البحر. وفي السنوات الأخيرة، انخفض إلى 430 متراً تحت مستوى سطح البحر. وكان هطول الأمطار خلال فترات الجفاف أقل بنسبة 40% على الأقل مما هو عليه الآن.

يقول الدكتور يائير كيرو الباحث الاسرائيلي في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة والجامعة العربية أنَّ "الملاحظات على هذه المنطقة تُظهر أنها من أكثر المناطق تأثرا بتغيرات المناخ اليوم".

وبما أن ما حدث في الماضي يمكن أن يحدث مرة أخرى، فإن النتائج الجديدة يمكن أن تترتب عليها آثار كبيرة بالنسبة لمستقبل الموارد المائية والكثافة السكانية في الشرق الأوسط.

يذكر أن مستوى البحر الميت قد انخفض في السنوات الأخيرة نتيجة النشاط البشري، ولكن من المتوقع أن ينخفض بشكل أكثر حدة بسبب تغيرات المناخ، وتعمل إسرائيل والأردن على مشروع إخراج بقايا المياه المحلاة من خليج إيلات إلى البحر الميت، ولكن دور المشروع يبقى في إطار التقليل من النقص الذي يحدث لمياه البحر.