النجاح الإخباري - تضمنت خطّة "صفقة القرن" التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بنداً  في الصفحة (13) يشير إلى إمكانية ضم منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية حسب صفقته المشؤومة.

وجاء في نصّ الخطّة أنّ "سكان المثلثّ، المكوّن من كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم وقلنسوة والطيبة وكفر قاسم والطيرة وكفر برا وجلجوليّة، تعرّف نفسها إلى حدّ كبير على أنها فلسطينيّة، وكانت مخصّصة لتقع تحت السيطرة الأردنيّة خلال مفاوضات خط وقف إطلاق النار العام 1949، إلا أن إسرائيل استعادتها لاعتبارات أمنيّة، خفّت وطأتها منذ ذلك الحين،  رؤيتنا تأمل في إمكانيّة أن يتوافق الأطراف على إعادة ترسيم حدود إسرائيل بما يؤدي لأن تكون هذه المجتمعات جزءاً من الدولة الفلسطينيّة، ووفقاً للخطّة فإن الحقوق المدنيّة لسكان هذه المناطق ستخضع للقوانين والأحكام المعمول بها أمام السلطات ذات الصلة".

فهل كان هذا المقترح ضمن "صفقة القرن" جديداً؟ وماذا حدث للتصورات الماضية التي طرحت حول هذا الموضوع؟

وكان هذا الموضوع رفعه حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان في حملاته الانتخابية المختلفة، مركزا على شعار "أم الفحم أولا".

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن القيادة الفلسطينية ترفض صفقة القرن بكل بنودها، وهو موقف ينسجم مع موقف القيادة والمجتمع الفلسطينيين داخل إسرائيل..

وكان ليبرمان قد طرحه في أيلول 2010، عندما شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الاحتلال، في خطاب له في الأمم المتحدة، وهو أول سياسي إسرائيلي يقوم بطرح الموضوع أمام هيئة دولية.

ويدور الحديث في الأساس حول تبادل سكاني/جغرافي لمنطقة المثلث (قسم يحصره في وادي عارة، وقسم آخر يحصره في مدينة أم الفحم)، وضمه إلى السلطة الفلسطينية وذلك ضمن تسوية الحل النهائي بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

وطرحت الفكرة بشكل جدي خلال جولة المفاوضات الأخيرة التي قادها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري خلال الفترة 2013-2014. وكان ذلك يعني من زاوية أخرى أن موضوع ضم المثلث طرح في البداية لحل إشكالية المستوطنات ضمن حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي العام.

 

وبدأ الدافع الديمغرافي يظهر في مشاريع التبادل الجغرافي/السكاني بشكل كبير في أعقاب انتفاضة القدس والأقصى العام 2000، حيث استغل سياسيون وأكاديميون إسرائيليون الجو العدائي ضد المجتمع الفلسطيني في الشارع الإسرائيلي لنشر تخوفاتهم الديمغرافية من العرب.

ويعتبر الباحث الإسرائيلي في الجغرافيا السياسية أرنون سوفير من رواد هذا التيار الذي لا يني يؤكد أن العرب يشكلون خطرا ديمغرافيا على الدولة اليهودية، وقد اقترح الانفصال عن الأراضي الفلسطينية بما فيها الأحياء العربية في القدس، وكذلك الانفصال عن منطقة المثلث التي يشكل سكانها حوالي 25% من المجتمع العربي في الداخل؛ حيث أن فكرة الفصل هي فكرة تبغي رسم الحدود بناء على الاعتبار الديمغرافي، وتبناها إيهود باراك وأريئيل شارون (جدار الفصل)، وكلاهما من المدرسة الصهيونية المبائية.