النجاح الإخباري - هناك عدة مقاربات تعتمد من قبل الشركات من أجل تحديد الأهداف والتقدم وتحقيق النجاحات. بعض الشركات تعتمد صيغة «جاهزة»، وتحاول أن تعدلها لتتناسب معها، وبعضها الآخر يخرج بمقاربة خاصة «فصلت» على مقاس الشركة.

ورغم أن المقاربة الأخيرة هي الأفضل، ولكن المقاربات الأخرى القائمة على اختيار القليل من هنا وهناك، ثم إدخال التعديلات الضرورية، قد تؤدي إلى النجاح أيضاً. من المقاربات الناجحة «الألم والتأمل»، والمعتمدة في شركة بريدج وتر للاستثمار، والتي لعل الغالبية سمعت بها وبمؤسسها «راي داليو».
 
أما للفئة التي لم تسمع بها، فإن الشركة هي واحدة من أكبر صناديق التحوط في العالم، ومؤسسها هو من أكبر الشخصيات نفوذاً في العالم وأثراهم وأكثرهم نجاحاً. الشركة معروفة بشفافيتها الراديكالية؛ أي القائمة ليس فقط على توفير المعلومات المهمة وجعلها في متناول الجميع، بل قائمة على وجوب الكشف عن جميع المستويات المخفية لصناعة القرار.

في الشركة هذه، هناك شعار يتم اعتماده والعيش وفقه؛ وهو أن «الألم  + التأمل = التطور والتقدم». الشعار هذا موجود عندما تبرز الخلافات، وخلال احتفال فرق العمل بنجاح ما، وعند تحقيق الأهداف، وبشكل خاص بعد جلسة «انتقاد ونقد» لعمل أحدهم، والتي هي عديدة. 
 
النظرية هذه هي حجر الأساس لفلسفة «راي داليو» في عمله وفي حياته.. حتى إنه ذكرها في كتابة «المبادئ» الذي حقق نسبة مبيعات قياسية، والذي يتضمن ٢١٠ من القواعد والتعاليم المتبعة في الشركة، والتي أدت إلى نجاحها.
 
كتب الكثير عن هذه التعاليم، وبشكل عام خلاصتها هي أن «تحقيق النجاح والنمو ممكن فقط من خلال السعي إلى الحقيقة مهما كان الثمن، وبأن يملك الشخص رؤية حقيقية حول نقاط قوته وضعفه، فهذه المقاربة تجعله «سريع التقييم»، وحينها فقط يمكنه رؤية شخصيته، عمله، وعلاقاته من وجهة نظر موضوعية. وحينها فقط يمكنه تقييم نفسه بشكل موضوعي، وحين يقوم بذلك يمكنه فصل نفسه عن «الأنا» (الغرور)، وحينها فقط يمكنه اتخاذ قرارات منطقية عقلانية. 
 
الفكرة الأساسية من فلسفته هي القدرة على «التأمل» فيما حصل، ثم التعلم من أكبر الأخطاء التي ارتكبت.