النجاح الإخباري - في  مسرح "السّرايا" في مدينة يافا "فوروم الزّيتونة –  التقى أدباء وفنّانون ومثقّفون  من الطرفين اليهودي  والعربي من أجل السّلام"، بناءً على مبادرة ودعوة من الأديبين جبرئيل موكيد ومحمّد علي طه.

" لا علاقة لنا بحزب ما أو جمعية ما "
إفتتح اللقاء وأداره الكاتب محمّد علي طه مرحّبًا بالحضور ومؤكّدًا على "أنّ حضور هذا العدد من الكتّاب والفنّانين (ثلاثون مبدعًا ومبدعة) من مدن وقرى بعيدة إلى مدينة يافا في هذا اليوم العاصف يؤكّد على أنّ الدّنيا مازال فيها خير وهذا أمر مشجّع لأنّنا نعيش في ظروف صعبة وقاتمة، فقد اختفت كلمتا احتلال وسلام من القاموس الاسرائيليّ".
وأضاف: "هذه المبادرة لا علاقة لها بحزب ما أو بجمعيّة ما بل هي ثمرة مقالين لجبرئيل موكيد ولي في صحيفة هآرتس، ولقد التقيت مع البروفيسور موكيد ستّ مرّات في مدينة حيفا ومرّة واحدة في مدينة يافا وتوصّلنا إلى هذه النّقاط المشتركة في الوثيقة التي بين أيديكم كي تكون رؤية ورؤيا وميثاقًا لنا، وقد اطّلعتم عليها قبل حضوركم إلى هنا.وأضاف: لا شك أنّ هناك لا مبالاة في الشّارع الاسرائيليّ لما يحدث يوميًّا في المناطق الفلسطينيّة المحتلّة، ولو نظرنا إلى إعتقال الفتاة القاصر عهد التّميميّ التي قاومت الاحتلال براحتيها لوجدنا أناسًا يسألون لماذا صفعت الجنديّ؟ ولا يسألون: ماذا كان يفعل الجنديّ في قريتها وبيتها؟ ولو أخذنا أيضًا مصرع الشّابّ مبتور السّاقين أبو ثريا الذي كان يتظاهر ضدّ الاحتلال لوجدنا أنّ مقتله لم يحرّك ضميرًا في المجتمع الاسرائيليّ. كيف يمرّ هذان الحدثان بدون أن يهتزّ الرّأي العام الاسرائيليّ؟ ماذا تقول الأمّ اليهوديّة لأبنائها؟ أين صوت الأدباء والفنّانين والمفكّرين واللبراليين؟ وأضاف طه أيضًا: يقول معظم الاسرائيليّين إنّ حركة حماس لا تعترف بإسرائيل وتسعى لتدميرها ويتجاهلون أنّ أحزاب الليكود والبيت اليهوديّ ويسرائيل بيتينو وكولانو وشاس وقوى في حزب المعسكر الصّهيونيّ لا تعترف بالشّعب الفلسطينيّ وتعارض إقامة دولة فلسطينيّة وتسعى لضمّ الضّفة الغربيّة إلى اسرائيل. وتساءل طه: ماذا تريدون من الإنسان الفلسطينيّ الذي ولد وشبّ وتزوّج وأنجب الأطفال تحت نير الاحتلال القاسي ويسمع يوميًّا قادة إسرائيل يصرّحون بأنّ "أرض إسرائيل" من النّهر إلى البحر للشّعب اليهوديّ فقط وينكرون وجود شعب فلسطينيّ؟ وماذا تتوقّعون من الفلسطينيّ الذي يعاني من ذلّ الحواجز والمعابر وإقتحام الجّيش إلى بيته ومن الاعتقال ومن السجن؟ وأضاف: من الطّريف أنّ نتنياهو يؤيّد المظاهرات في إيران من أجل الحريّة ويقمع بالرّصاص مظاهرات تبعد عشر دقائق عن بيته تطالب بالحريّة والاستقلال وإنهاء الاحتلال" .
وإختتم كلامه قائلًا: "نجتمع اليوم لنعطي أملًا لأبنائنا وأحفادنا بحياة كريمة في هذا الوطن الصّغير ونرفع صوتنا بأنّه لا أمن ولا سلام لأحد في هذا الوطن بدون إنهاء الاحتلال وإقامة الدّولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس الشّرقيّة وحلّ عادل لقضيّة اللاجئين" . 



" هذه وثيقة مهمّة "
وقال بروفيسور جبرئيل موكيد: "انا سعيد بهذا اللقاء الهامّ مثلما أنا مسرور بالاتّفاق على هذه النّقاط التي اتّفقنا عليها أنا ومحمّد علي طه لأنّ هناك أهميّة لهذا العمل الذي يسعى لسلام دائم بين الشّعبين بحيث يعترف الشّعبان ببعضهما البعض وبحقّ تقرير المصير لكلّ واحد منهما من اجل إرسال سلام دائم في هذا الوطن، وأضاف: لا سلام بدون دولة فلسطينيّة عاصمتها القدس الشّرقيّة وحلّ عادل لقضيّة اللاجئين وعندئذ سيكون لهذه الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في دولة إسرائيل دور كبير في ترسيخ السّلام بين الشّعبين وفي المنطقة كلّها. وأكّد موكيد أنّه تأثّر في بداية مسيرته الفكريّة ككاتب ومدرّس للفلسفة في الجامعة بمبدعين كبيرين هما الكاتب إميل حبيبي والشّاعر إلكسندر بن وبقيا معلّمين له حتّى اليوم" .

" إنتظرت بفارغ الصّبر هذا اللقاء "
وشارك في اللقاء النّاقد بروفيسور نسيم كلديرون الذي عبّر عن سروره بإقامة هذا الفوروم وقال "أنّه انتظر هذا اللقاء بفارغ الصّبر منذ سنوات ويذكّره بتنظيم المبدعين اليهود والعرب الذي أقامه الكاتب إميل حبيبي والشّاعر نتان زاخ، وأعلن كلديرون عن تأييده المطلق للوثيقة التي أعدّها موكيد وطه" .
وطالب بروفيسور مصطفى كبها ألا يستعمل أي طرف في خطابه أسلوب الإستعلاء والإستقواء على الطّرف الآخر وعلى كلّ طرف منّا أن يدرك حساسيّات الطّرف الآخر.

مشاركة من كتّاب وفنّانين معروفين
كما شارك في النّقاش الأدباء والفنّانون مايا بجرانو وحسين مهنّا ويوسي سوكاري ورشدي الماضي وعوديد كرميلي وهشام سليمان وعاموس إدليط ويوسف أبو وردة وران يجيل وحسين ياسين. وحضر اللقاء أيضًا الأدباء والفنّانون د.نبيه القاسم وأريك ازنبرغ ود رياض كامل ويهودا عيتاي وغازي أبو ريّا وأريخ سيجف وقاسم شعبان وأريس شيني ونايف سليم ويهودا بربي وإبراهيم أبو عمّار وشادي شويري.
واتّصل الأدباء والفنّانون التّالية أسماؤهم مؤيّدين ما جاء في الوثيقة والاجتماع ومعتذرين عن الحضور لأسباب صحيّة واجتماعيّة وهم: د أفراهام عوز وعودة بشارات ويهوشع سوبول ومحمّد نفّاع وروني سوميك وميرا عوض ونداء خوري ود نزيه قسّيس وأمين خير الدّين وخولة الدّبسي وروضة سليمان.
هيئة إدارية لفوروم الزّيتونة
وانتخب الحاضرون بالإضافة إلى رئيسي الفوروم جبرئيل موكيد ومحمّد علي طه كلًّا من النّاقد بروفيسور نسيم كلديرون والمؤرّخ بروفيسور مصطفى كبها والقاصّ ران ياجيل والكاتب عودة بشارات إدارة لهذا الفوروم وأقرّ الحاضرون نشاطات عديدة للفترة القادمة مثل عقد لقاء قريب في مدينة النّاصرة ومقابلة السّيّد روفين ريفلين رئيس دولة إسرائيل والسّيد محمود عبّاس رئيس دولة فلسطين والسّيد بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل وإطلاعهم على هذه الوثيقة ومطالبتهم بما جاء فيها. كما قرّروا نشر الوثيقة مع أسماء الحاضرين في الصّحافة العبريّة والعربيّة.

وفيما يلي نصّ الوثيقة:
"الزّيتونة
أدباء وفنّانون ومثقّفون عربًا ويهودًا من أجل السلام
1- في وطننا، بين نهر الأردن وبين البحر، يعيش شعبان: الشّعب اليهوديّ الاسرائيليّ والشّعب العربيّ الفلسطينيّ.
2- لكلا الشّعبين الحقّ في تقرير المصير واقامة دولته المستقلّة.
3-  إنّ الاعتراف المتبادل بين الشّعبين وبحقّ كلّ منهما في اقامة دولته هو شرط للسّلام وللتّعاون فيما بينهما.
4- الحدود بين الدّولتين على أساس خطوط الرّابع من حزيران 1967.
5- تتعاون الدّولتان فيما بينهما في شؤون الأمن والتّطوير والسّياحة والثّقافة وغيرها.
6- مدينة القدس:
 أ. مدينة القدس مفتوحة لكلّ مواطنيها
ب. تقوم فيها العاصمتان: القدس الغربيّة عاصمة اسرائيل والقدس الشّرقيّة عاصمة فلسطين.
ج. المحافظة على حريّة العبادة فيها وتأكيد قدسيّتها للأديان الثّلاثة: اليهوديّة والاسلام والمسيحيّة.
7-  يتمّ حلّ قضيّة اللاجئين بالاتفاق بين الطّرفين اعتمادًا على المبادرة العربيّة التي أُقرّتها القمّة العربيّة في بيروت 2002.
8- تؤكّد الدّولتان على الكنوز الثّقافيّة والرّوحيّة في المنطقة: اليهوديّة والاسلاميّة والمسيحيّة، ومساهمتها في الحضارة العالميّة.
كانون الثّاني 2018" .