نابلس - النجاح الإخباري - أكد الخبير الاقتصادي مازن ارشيد أن ما يقارب من (80-85%) من الانتاج العالمي متوقف في معظم انحاء العالم, مما سيؤثر على القدرة الشرائية حتى بعد انتهاء كورونا كما  وسيؤثر على قدرة الحكومات من تخفيف الضغوطات المالية على الشركات والمؤسسات والافراد، وهي تأثيرات نسبية حسب القدرات المالية لكل دولة.

وتابع في حديث لـ"النجاح": من السابق لأوانه تحديد عدد الشركات التي سوف تعلن افلاسها او تغلق مصانعها،  لكن الامور لن تكون سهلة حيث ان الاغلاقات شملت الجميع والخسائر بالمليارات حول العالم، ومن المهم التركيز على دعم الشركات والمؤسسات الصغيرة.

 وتابع ارشيد:"  هذا النوع من الشركات يشكل (90% )من الشركات المتواجدة في العالم ونسبة( 10%) فقط من الشركات تستطيع دعم نفسها ذاتيا،  وليس من الضروري دعمها ماليا بشكل مباشر بل من خلال تأجيل الدفعات الضريبية وسداد الديون وتخفيض نسب المشاركة في الضمان الاجتماعي".

وفي حديثه عن مؤتمر (اوبيك +) قال:" ان  لم يكن هناك اتفاق سيكون هناك تراجع كبير في اسعار النفط وهو شيء جيد للدول المستهلكة كفلسطين والاردن، ولكن سيكن له تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي خاصة على منطقة الخليج العربي التي تعتمد على اكثر من 90% من ايراداتها على النفط وخزينتها مرتبطة بإيرادات النفط".

وأضاف ارشيد:" هناك تراجع كبير في الطلب على النفط خاصة ان الصين هي المستورد الاكبر،  ما أدى الى تداعيات سلبية على اسعار النفط ,والعودة لطاولة المفوضات بين السعودية وروسيا وهذا سيؤدي الى ارتفاع الاسعار حيث انه خلال الاربع أيام الماضية ارتفاع سعر الدولار من  22 دولارا الى 34 دولارا فقط لمجرد الاعلان عن الاجتماع".

وعن تأثير الخلاف على الولايات المتحدة الامريكية أشار الى ان الولايات المتحدة كانت من اكثر الدول استيرادا للنفط ولكنها الان تحتل صدارة الدول في انتاج النفط،  لكن نوعية النفط الامريكي مصدرها الصخر الزيتي او الصخر النفطي، وانتاج هذا النفط يتطلب تقنية عالية،  وتكلفة انتاج البرميل الواحد تصل الى 60 دولاراً مقارنة مع اسعار الانتاج في السعودية بين 20 الى 30 دولار".

وأكد ارشيد انه كلما تراجعت أسعار النفط بشكل دراماتيكي كما حصل في الفترة الماضية سيؤدي ذلك الى إعلان الشركات الامريكية إفلاسها،  وبالتالي هي بحاجة الى إعادة رفع اسعار النفط،  وهو ما لاحظناه في محاولة الرئيس الامريكي التدخل لإعادة المفاوضات بين روسيا والسعودية من اجل اعادة استقرار أسعار النفط وإنعاش الشركات الامريكية.

وعن التوقعات بعد انتهاء أزمة الكورونا قال ارشيد:" العالم دخل في حالة كساد اقتصادي وننتظر انحسار هذا الفايروس حتى تعود عجلة الاقتصاد العالمي الى الدوران،  ولا أتوقع انفراجة كبيرة بعد انتهاء هذه الازمة حيث ان هناك توقعات بأن النمو الاقتصادي سينخفض الى 2% بعد ان كان 3% بداية العام، كما ان ديون العالم هي ثلاثة أضعاف الناتج القومي  حيث ان 255 ترليون هي ديون العالم مقارنة ب85 ترليون انتاج قومي وبالتالي سيؤدي ذلك  الى ضغوط كبيرة .

وفي حديثه عن احتمالية الوصول الى أزمة مشابهة لازمة 2008 أشار ارشيد الى ان أزمة 2008 كانت مشكلة مالية، والموجود حاليا ليس قيود مالية بحتة بل قيود على التحرك سواء جوا او بحرا او برا، وهناك مصانع تم اغلاقها، والوضع الاقتصادي ما بعد كورونا مشابهة لما  حدث بعد الحرب العالمية الثانية .