نابلس - النجاح الإخباري - أكد الدكتور حمدي الزبدي أخصائي علم الاوبئة أن منحنى الاصابات بفيروس كورونا  سيستمر بالارتفاع فترة من الزمن  حيث انه منذ التاسع من ابريل بدأ منحى الاصابات ينخفض بشكل حاد في فلسطين، وكان متوقعاً ان يستمر الانخفاض  أسبوع آخر وهي فترة معدل حضانة المرض،  ولكن كان هناك ارتفاع حاد في منتصف ابريل .

وتابع في حديث لفضائية النجاح خلال تغطية مباشرة والتي يقدمها الزميل جهاد القاسم :" ما  يحدد ارتفاع او انخفاض منحنى الاصابات،  هو أن يكون هناك نقاط ضعيفة يتم من خلالها كسر موضوع الحجر المنزلي لدى المواطنين او انتقال لهذا الفيروس من خلال بعض المراكز الصحية كما حدث في مستشفى المطلع،  والحالات المصابة والتي لا تظهر عليها الاعراض ومن الممكن ان تظهر في الايام القادمة".

وعن اكتساب المناعة لمن شفي من المرض،  أشار الى أن الابحاث مازالت مستمرة ولكن حتى الان ما نلاحظه ان 14% من الناس الذين يشفون يعود اليهم المرض .

اقرأ ايضا-أخصائي مناعة :الحديث عن انحسار كورونا في فلسطين ما زال مبكراً

وعن سبب تعقيد هذا فيروس كورونا،  قال الزبدي:"  الاوبئة التي مرت بآخر 20 سنه على الاقل مثل  فيروس "سارس" لم يكن المريض ينقل المرض الا بعد ظهور الاعراض عليه وقدرة هذا الفيروس على الانتقال ضعيفة، وفيروس "ايبولا" كان لا ينتقل الا عن طريق الاتصال المباشر عن طريق السوائل،  وفيروس كورونا معقد لأنه يجمع بين عدة صفات حيث أنه  ينتقل عن طريق الرذاذ والاسطح، وهناك نسبة لا تقل عن 80% من المصابين الاعراض لديهم خفيفة جداً , ومنهم 25% لا تظهر عليهم اعراض، وفترة الحضانة كبيرة تصل الى 14 يوما،  وحقيقة أن المصاب لا تظهر عليه أعراض و يتجول بشكل طبيعي بين الناس مما يزيد فرص انتشار الوباء".

وعن أسباب ظهور الاعراض من عدمها،  أشار الى أن هناك عوامل كثيرة منها  المناعة التي تلعب دوراً كبيراً،  و العمر أيضاً،  حيث أن نسبة التأثر لدى كبار السن أعلى منها لدى الاصغر سناً، والامراض  المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطانات والسكري والامراض التنفسية،  وهل الشخص مدخن.

وعن سبل انتهاء كورونا واحتمالية أن تكون مناعة القطيع حلاً، أوضح  الزبدي أن هناك عدة طرق ، إما ان يتم انتاج لقاح او دواء فعال لهذا الفيروس،  او تكون عند الناس مناعة وهي مناعة القطيع ، مضيفاً:" ولكن  هذا يتطلب اصابة( 60 او 70 %)  من المواطنين  بهذا الفيروس لتطبيق مناعة القطيع، وهي نسبة غير قليلة،  ولها تبعات كثيره صحية وأخلاقية،  والطريقة الاخرى أن يحدث هناك طفرات داخل الفيروس إما طفرات تزيد من حدة هذا الفيروس أو أن يكون هناك طفرات تقلل من حدة المرض ويصاب نسبة كبيرة من الناس فيعود الفيروس كفيروس موسمي مثل الانفلونزا،  والعامل الرابع هو موضوع العزل الصحي والحجر المنزلي ويثبت فعاليته في حال الالتزام التام به".

وعن اختلاف الفيروس بين الدول ،  أكد الزبدي أنه حتى الان لم يثبت بشكل علمي ان هناك سلالات من الفيروس، ولكن ما نلاحظه بين بعض الدول العربية و اوروبا وامريكا ان ارتفاع الاصابات هناك جاء بسبب التأخر بشكل كبير في موضوع الحجر المنزلي،  وبالتالي كان المرض منتشراً، وايطاليا من اكبر معدلات الاعمار في العالم بينما في الدول العربية اقل من 60 سنة .

وعن انتهاء بعض الاوبئة واستمرار بعضها،  أوضح الزبدي أن هناك بعض الاوبئة تم استئصالها  من خلال انتاج لقاح فعال جدا ولكن بشكل عام اذا كان الوباء مصدره فيروس فإنه  من الصعوبة ان يختفي نهائيا، ويمكن انتاج لقاح وبالتالي حماية المجتمع بصوره كبيرة جدا واذا عاد فإنه يصيب حالات قليلة جداً.

وعن سبل الوقاية أكد أن الفيروس ينتشر عن طريق الرذاذ والاتصال المباشر ويبقى على الاسطح من ساعات الى ايام،  وربما هناك طرق اخرى لم تكتشف،  ويجب اتباع الاجراءات التي اتخذتها الحكومات بالإضافة عدم الاستهتار بهذا الفيروس، وعند الخروج من البيت اضافة الى ارتداء الكمامة والقفازات والتعقيم المستمر.