النجاح الإخباري - قال رئيس بلدية بيت لحم المحامي انطون سلمان، إن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس محاولة اسرائيلية اخرى لتحريف حقيقة الاحتلال الاسرائيلي، خاصة آثار السياسات الاسرائيلية على المجتمع المسيحي الفلسطيني منذ عام 1948.

وأضاف سلمان في تصريح صحفي له، اليوم الاثنين، "إذا كان نتنياهو مهتماً بوضع المسيحين الفلسطينيين خاصة في منطقة بيت لحم لكان أعاد الـ 22 ألف دونم من أراضي بيت لحم التي تم ضمها بشكل غير قانوني إلى اسرائيل بغرض توسيع المستوطنات، وفكك جدار الفصل الذي يفصل بيت لحم عن القدس، ولتوقف عن فرض قيود على حركة الفلسطينيين بما في ذلك آلاف الفلسطينيين المسيحين المقيمين في المنفى والذين تعتبر عودتهم مستحيلة بسبب التحكم الاسرائيلي بسجلات المواطنين الفلسطينيين ، على سبيل المثال في الاردن وحدها - بضعة كيلومترات عنا – يوجد على الاقل 20 ألف مسيحي فلسطيني من منطقة بيت لحم محرومين من جمع الشمل العائلي لا بل لا يستطيعون دخول المدينة ولو حتى للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، بسبب القيود العسكرية الاسرائيلية."

وأشار إلى أن نتنياهو هو الذي دعم بناء واحدة من أكثر المستوطنات المحيطة ببيت لحم ضرراً جبل أبو غنيم (هار حوما)، وأنه في عام 2015 صرح أنه بإقامته المستوطنة فإنه يمنع التواصل بين بيت لحم والقدس، كما أنه يوجد أكثر من 100 ألف مستوطن يحيطون ببيت لحم من كافة الجوانب، ويقللون من منطقة السيطرة الفلسطينية على بيت لحم إلى اقل من 13% من المحافظة ويجعلون من أمر التخطيط للمدينة مُستحيلاً، إضافة إلى ذلك صوت نتنياهو ضد إعلان كنيسة المهد ومسار الحجاج كموقع تراث عالمي وكانت سياساته بالمضايقة وراء قرار الكنائس إغلاق كنيسة القيامة لثلاثة ايام احتجاجاً على سياسة الضريبة الكنسية.

وشدد رئيس البلدية على أن تعليقات نتنياهو كانت مليئة بالمغالطات التاريخية، وقال: "إنه لمن المخجل بينما يُسمي نفسه "حامي المسيحية" فإنه يستغل المسيحين كأداة لنقاط حديثه حول "الاسلاموفوبيا"، وانخفاض نسبة المسيحين في بيت لحم وفي باقي فلسطين إنما كان بسبب نكبة الـ 1948 ومخططات اسرائيل وسياساتها الاستيطانية التي ابتدأت عام 1967، وهذه الحال كانت في القدس الغربية، وتم نفي جالية مسيحية فلسطينية كبيرة من عين كارم والطالبية والقطمون وأماكن أخرى من قبل اسرائيل، ويوجد اليوم في القدس حوالي 12 ألف مسيحي فقط من أصل 31 ألفا كانوا موجودين فيها عام 1948.

ودعا، نتنياهو إلى التوقف عن استخدام المسيحيين كأداة لتلميع الاحتلال، مشددا على أن أفضل شيء يُمكنه عمله لمستقبل سلام وتعايش حيث المجتمع المسيحي ممكن أن يزدهر مجدداً، هو احترام التزاماته بموجب القانون الدولي بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم (478) بشأن القدس، ورقم (2334) بشأن المستوطنات، وتفكيك المُستعمرات غير القانونية وجدار الفصل المُحيط ببيت لحم شاملاً واد كريميزان، وانهاء احتلال فلسطين كلياً والسماح بعودة شعبنا إلى مدينته، وقال: "إنها ليست الحكومة الفلسطينية التي تمنع عودتهم سيد نتنياهو: إنها حكومتكم".

واختتم سلمان: "أود استغلال هذه المناسبة لأناشد رؤساء الكنائس في القدس، والحبر الاعظم لرفع أصواتهم ضد استخدام الدين لأهداف سياسية، لا يمكن قبول بعد الآن أن يتم استخدام الانجيل بشكل خاطئ لتبرير جرائم ومخالفات ضد التعاليم والقيم المنشورة من سيدنا يسوع المسيح".