نغم إسماعيل - النجاح الإخباري - لا يمكن للمرء اثناء طريقه الى بيت لحم ان يربط المدينة بشيء اخر سوى كنيسة المهد، لكن ليس الجميع منا على معرفة تامة بتفاصيلها الداخلية الروحانية والتاريخية، لذلك كانت جولة باص النجاح في مركز الاعلام هذه المرة الى مهد المسيح التي تتزين في الايام الحالية بشجرة الميلاد وابتسامات السياح.

وما أن تصل ساحة الكنيسة حتى تشعر بالنسمات الهوائية الباردة المعطرة بعبق الذاكرة والمحملة بأمنيات المارة بتحقيق احلامهم، طاغيًا على النفس نشوة الفخر بالعراقة والاصالة واحقية امتلاك الفلسطيني المسلم والمسيحي للارض وما عليها.

اما داخل الكنيسة فحكاية اخرى! تنطق بها الاخشاب والتحف، اللوحات الفنية وكل ما حظي بتزيين اسقفها وزواياها، حيث ان معجزة ولادة السيدة مريم العذراء لسيدنا عيسى عليه السلام وكلامه في المهد، تستوجب تخليدها بطريقة اسطورية توصف لكل الاجيال في كل زمان.

واللافت للنظر ذلك المسجد-عمر بن الخطاب- الذي يشمخ قبالة الكنيسة، في تناغم وتآلف ديني وروحي، يضيف للمكان قيمة وعراقة ورقي، في الحين الذي تروي فيه الكنيسة الذكريات المريرة لإنتفاضة الأقصى عام  2002.

ويذكر أن كنيسة المهد التي بناها الامبراطور قسطنطين عام 335 وتقام بها الطقوس الدينية بانتظام منذ مطلع القرن السادس الميلادي حتى الان، هي اول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتوجد بها مجموعة من الاديرة والكنائس الاخرى التي تمثل الطوائف المسيحية المختلفة، الارثذوكسية، الأرمنية واللاتينية.