النجاح الإخباري - وقع اتفاق "واي ريفر" أو "واي بلانتيشن"، بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مساء يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 1998، في البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأميركية.

وسبق توقيع هذا الاتفاق المفصلي بنحو عامين، اغتيال دولة الاحتلال ليحيى عياش القائد في الذراع المسلحة لحركة حماس، يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996، ورد الحركة على ذلك بتفجير عدد من الاستشهاديين أنفسهم داخل المدن الإسرائيلية.

وعقد بعد اغتيال عياش، وما أعقب ذلك من رد نفذته حركة حماس، مؤتمر صانعي السلام في شرم الشيخ لمحاربة ما وصفوه بـ"الإرهاب"، بتاريخ 13 مارس/آذار 1996.

وبعد تولي بنيامين نتنياهو المتطرف، لرئاسة الحكومة الإسرائيلية في الأول من يونيو/حزيران 1996 تجمدت عملية السلام لمدة سبعة عشر شهرا، ثم استؤنفت باتفاق بروتوكول حول إعادة الانتشار في الخليل يوم 17 يناير/كانون الثاني 1997.

وفي نهاية العام التالي لتوقيع بروتكول إعادة الانتشار في الخليل، جاء توقيع اتفاق "واي ريفر 1" بالولايات المتحدة، الذي نص على إعادة انتشار إسرائيلي في بعض المناطق الفلسطينية، وعلى قيام السلطة بترتيبات أمنية تقوم بها السلطة ومنها إخراج المنظمات "الإرهابية"، وتشكيل لجنتين الأولى ثنائية فلسطينية إسرائيلية للتنسيق الأمني، والأخرى ثلاثية فيها الولايات المتحدة إضافة إلى الطرفين السابقين لمنع التحريض المحتمل على الإرهاب وتضم ثلاثة خبراء من كل طرف إعلامي وقانوني وتربوي. كما نص على تشكيل لجنة أخرى ثلاثية أيضا بهدف مراجعة وتنسيق الأمن ومحاربة الإرهاب، وعلى أن تستأنف مفاوضات الوضع النهائي والتوصل إلى اتفاق قبل الرابع من يونيو/حزيران 1999.

ولكن هذا الاتفاق لم يلتزم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرف ليخسر الانتخابات البرلمانية في مايو/أيار 1999، ويتسلم الحكم حزب العمل بزعامة إيهود باراك ليتم استئناف عملية السلام عبر مفاوضات شرم الشيخ، التي انطلقت يوم 4 سبتمبر/ أيلول وسمي الاتفاق الذي نتج عن هذه المفاوضات باسم  "واي ريفر 2".

وكان الاتفاق الجديد بمثابة توضيح لبعض النقاط في الاتفاق الذي سبقه، وتنفيذ لهذه النقاط، خاصة فيما يتعلق بعملية إعادة الانتشار، وافتتاح الممر الآن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنشاء ميناء بحري للقطاع، إضافة للترتيبات الأمنية.

وعقب اتفاق "واي ريفر 2"، تعددت التفاهمات وتوجت بمحاولة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون التوصل إلى اتفاق الحل النهائي في مفاوضات "كامب ديفد" 11 يوليو/تموز 2000، ولكن هذه المفاوضات فشلت للاختلافات العميقة بين الطرفين خاصة حول مدينة القدس ومقدساتها وعودة اللاجئين وسواها من المسائل العالقة.