النجاح الإخباري - نظّمت كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح بالتعاون مع معهد الصحة العامّة السويسري في جامعة بازل، يوم الثلاثاء الموافق 9/10/2018، مؤتمراً بعنوان ""أولويات في أبحاث الصحة في فلسطين".

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون في المجالات البحثية والأكاديمية في مجال النظام الصحي والصحة العامّة في فلسطين وتسليط الضوء على آخر نتائج الأبحاث الصحية المشتركة بين سويسرا وفلسطين.

وحضر المؤتمر الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح، والسيد جوليان ثوني، الممثل السويسري في فلسطين، والبروفيسور مارسيل تينر، رئيس الأكاديمية العلمية السويسرية، والبروفيسورة نيكول هينش والبروفيسورة إليزابيث زيمب من معهد الصحة العامّة السويسري، والدكتور خليل عيسى، عميد كلية الطب وعلوم الصحة، ومدراء المستشفيات وممثلي وزارة الصحة الفلسطينية وعدد من المهتمين في القطاع الصحي في فلسطين بالإضافة إلى أعضاء من الهيئتين الإدارية والتدريسية لكلية الطب وحشد من طلبة الكلية بمختلف دوائرها.

وافتتح الأستاذ الدكتور النتشة المؤتمر بكلمة رحب فيها بالحضور، معرباً عن سعادته بتواجد الشركاء السويسرين في جامعة النجاح، مشدداً على علاقة التعاون التي تربط جامعة النجاح بسويسرا بشكل عام ومعهد الصحة العامّة السويسري بشكل خاص، مشيراً إلى انه ورغم كل المعيقات والصعوبات التي تواجه جامعة النجاح في ظل وجود الإحتلال إلا أنها استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات وهي تحتفل بمئويتها.

كما أشار الأستاذ الدكتور النتشة إلى أن كلية الطب وعلوم الصحة في الجامعة حققت تقدّماً كبيراً في السنوات الأخيرة كما أنها تتميز ببنية تحتية على مستوى دولي فضلاً عن احتوائها على مختبرات علمية مميزة كمختبر الحيوان ومختبر علم الأعصاب، مؤكداً على حرص الجامعة من خلال كلياتها وخصوصاً كلية الطب وعلوم الصحة على التعاون المستمر مع العديد من المؤسسات الدولية مما يساعد على تطوير العملية التعليمية والبحث العلمي، متمنياً أن يتم تجسيد ما يتم تحقيقه في البحث العلمي على أرض الواقع.

من جانبه أعرب السيد جوليان ثوني عن فخره للتواجد في جامعة النجاح لافتتاح مؤتمر مختص في هذا المجال، مهنئاً الجامعة بمناسبة احتفالها بمرور مائة عام على تأسيسها، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر هو ثمرة التعاون بين جامعة النجاح الوطنية ومعهد الصحّة العامة السويسري منذ سنوات، متمنياً ان يخرج هذا المؤتمر بنتائج تتجسد على أرض الواقع وتنفع المواطنين الفلسطينيين في مجال مهم هو المجال الصحي، مؤكداً على خصوصية المشاكل الصحية التي يمر بها الشعب الفلسطيني بسبب الإحتلال، مشدداً في الوقت ذاته على تقديم سويسرا كل الدعم الممكن للمؤسسات الفلسطينية خصوصاً في المجال الصحي انطلاقاً من القيم والأخلاق التي تبنتها سويسرا في مختلف اتفاقاتها الدولية.

وفي كلمته تحدّث البروفيسور مارسيل تينر عن علاقة التعاون التي تربط معهد الصحة العامّة السويسري بجامعة النجاح الوطنية، مشيراً إلى أنه ورغم حداثة العلاقة التي بدات منذ سنوات قليلة إلا أنها حققت العديد من النتائج والمشاريع على أرض الواقع، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تنبع من أهمية التطوير العلمي للجامعات الفلسطينية التي تعاني من صعوبات في ظل الإحتلال، ومن هذا المنطلق يحرص المعهد على تطوير التعاون مع العديد من المؤسسات الفلسطينية، مشيراً إلى الهدف من المشروع المعمول به هو دمج الأمراض ومفاهيمها بالنظام الصحي الفلسطنيي لمساعدة الناس، مشدداً في نهاية كلامه على أهمية الإنتقال من الإبداع إلى التطبيق للنهوض بالجامعات وتميّزها على الصعيد الدولي.

وبدورها أشارت البروفيسورة نيكول هينش، إلى أن الهدف من التعاون مع الجامعات الفلسطينية هو تطوير النظام الصحي الفلسطيني، مشيرةً إلى أن التعاون تناول في العديد من مشاريعه موضوع في غاية الأهمية وهو العلاقة بين الصحة النفسية وأمراض القلب في فلسطين، منوهةً إلى أن الضغط النفسي قد لايقتل صاحبه مباشرة إلى أنه يتسبب بأمراض عديدة على المستوى البعيد كأمراض القلب، متطرقةً إلى خصوصية الوضع النفسي في فلسطين في ظل وجود الإحتلال.

وفي كلمة عمادة كلية الطب وعلوم الصحة، تحدّث الدكتور خليل عيسى عن كلية الطب وعلوم الصحة في الجامعة مشيراً إلى أنها تقدّم 11 برنامجاً في البكالوريوس و8 برامج ماجستير بالتعاون مع كلية الدراسات العليا في الجامعة، مشيراً إلى أنه ورغم الظروف التي تمر بها الجامعات الفلسطينية من معيقات يضعها الإحتلال إلا أن كلية الطب وعلوم الصحة تخرج طلبة استطاعوا ترك بصمتهم على الصعيد المحلي والخارجي، كما أن طلبتها الحاليين يتدربون ويمارسون في مختلف المستشفيات، مؤكداً على أهمية البحث العلمي، حيث تضعه الجامعة كأحد أهم محاور استراتيجيتها، موضحاً أن طلبة كلية الطب وعلوم الصحة يقومون بمشاريع تخرج للحصول على شهادتهم وغالباً ما تكون هذه المشاريع عبارة عن أبحاث علمية، مشدداً في حديثه على أهمية تكوين شراكة مع المؤسسات الدولية كمعهد الصحة العامّة السويسري لتطوير التعليم وجودة الخريجين.

واختتمت الكلمات بكلمة للبروفيسور سليم الحاج يحيى، المدير التنفيذي لمستشفى النجاح الوطني الجامعي، الذي أبدى حماسته للمشاريع المطبقة في علاقة التعاون، مشيراً إلى أن الهدف من التعاون هو نقل العلم إلى مستوى التطبيق، شاكراً دعم سويسرا الدائم للمؤسسات الفلسطينية وخصوصاً وكالة الغوث الدولية (الأنروا)، مؤكداً أهمية هذا الدعم من الناحية الإنسانية بحيث يمثل مقاومة دولية ودعم للاجئين الذين بحاجة إلى هذا الدعم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذا التعاون والدعم يستهدف جانب مهم ايضاً وهو جانب البحث العلمي في المجال الصحي، واصفاً العملية التعليمية لطلبة كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح بالفريدة كونها تجمع بين مستشفى النجاح الوطني الجامعي وكلية الطب وعلوم الصحة، كما أن العملية التعليمية للطلبة تحرص على غرس القيم الإنسانية والوطنية داخلهم حتى يكونوا قادرين على إعادة تشكيل المجتمع.

وتخلل المؤتمر أخذ الضيوف في جولة لأهم مرافق الحرم الجامعي الجديد، بالإضافة إلى عقد طاولة مستديرة للنقاش.

واستُكمل المؤتمر بالجلسة الثانية التي قدّمت مجموعة من الأوراق البحثية والعروض التقديمية التي كانت على النحو التالي: نظام البحث الصحي في فلسطين: مبادئ وتطبيقات وتعميق المفاهيم للدكتور محمد الخالدي، وأمراض الكوليسترول العائلية للبروفيسورة نيكول هينش، النوع الإجتماعي وعلاقته بأمراض القلب للبروفيسورة إليزابيث زيمب، والعلاقة بين الصحة النفسية ومرض القلب للدكتورة هلا اللبدي، التحكم في مرض السكري عند مرضى القلب للدكتور عبد السلام الخياط..