هاني حبيب - النجاح الإخباري - بعدما سادت عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار على مشهد العمليات الفدائية في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، فإن عملية مستوطنة دوليف التي نفذتها خلية فدائية قامت بالتخطيط والاستطلاع والتقصي ثم زرع المتفجرات والسيطرة عليها من خلال التحكّم بها عن بعد هذه العملية تؤشر إلى نسقٍ جديد قد يقود إلى توسّع منهجي مدروس ومنظّم ومخطّطٌ له بعناية في عملية المواجهة مع العدو الإسرائيلي وشكل من أشكال استعادة جوهر ومفهوم حرب العصابات "أضرب وأهرب".

وما كان يجب أن تُشكّل هذه العملية أي مفاجئة لنتنياهو وحكومته إلاّ لكونه منشغل في حساباته الحزبية في سياق العملية الانتخابية، فقد سبق وأن حذرت بعض الأوساط الإسرائيلية وبشكلٍ متكرر أنّ انعدام الأفق السياسي والتوتر المتصاعد في القدس المحتلة خاصة على ضوء الهدم المنهجي لحي وادي الحمّص وإخطارات الهدم في بيت حنينا والاقتحامات اليومية لبلدة العيسوية وسياسة القتل والاعتقالات والانتهاكات اليومية والاعتداء على الأسرى والعقاب الجماعي والسماح للمستوطنين بتدنيس المسجد الأقصى في يوم عيد الأضحى وتجوالهم في أروقته وباحاته في وقت تراوغ حكومة نتنياهو وتناور حول التزاماتها إزاء ما يسمى في التفاهمات والتهدئة في قطاع غزة، في ظل هذه الأوضاع لم تكن هذه العملية لتشكل مفاجئة باعتبار أن الرد الفلسطيني قد يتأخر لكنه آتٍ بالتأكيد.