النجاح الإخباري - العيش في الشارع من أقسى التجارب التي قد يمر بها الإنسان، خصوصاً إذا كان مجهول الهوية ومن دون مأوى، فيصبح الرصيف موطنه، وجدران المتاجر ملجأه ليسد جوعه.


لم يكن «مشرد وسط البلد»، كما أُطلق عليه في وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، يعلم أن نهايته ستكون بسبب زجاجة مياه غازية، في جريمة قتل أحدثت ضجة كبيرة.


وقع الحادث يوم الخميس الماضي، حين قام رجل مشرد بلا مأوى بفتح ثلاجة خاصة بأحد المحال التجارية في وسط القاهرة، وأخد زجاجة مياه غازية ليروي ظمأه في نهار شديد الحرارة، وفقاً لما قاله أحد شهود العيان، فما كان من صاحب المحل إلا أن ركض خلفه ودخل في مشادة كلامية معه، ثم اقتاده إلى داخل المحل بصحبة رجلين آخرين، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، ليتوفى بعد دقائق من إلقائه خارج المحل على الرصيف.
وظن رواد الشارع أن المشرد فقد الوعي، ومع مرور الوقت اكتشف أحد المارة أنه توفي، فأبلغ الشرطة.


وأثار الخبر بعد مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، غضب رواد المواقع، وشبّه البعض الحادث بـ«حكم الغابة» لا بد من التصدّي له، لتطبيق القانون ومعايير الرحمة والتكافل ودعم الإنسانية بكل الصور. ونادى البعض بأهمية دعم مؤسسات رعاية المشردين، تلك التي تنقذهم من حياة الشارع وتوفر لهم مسكناً آمناً وفرصة عيش إنسانية.


وألقت الشرطة المصرية القبض على ثلاثة متهمين اعترفوا أمام النيابة العامة بارتكابهم الواقعة، مؤكدين أنهم كانوا يرغبون في تأديب المجني عليه فقط حتى لا يعاود السرقة، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية.


ويقول أحد الشهود إن الضحية مجهول الهوية لكنه معروف لأصحاب المحال في الشارع لأنه دائم الوجود فيه.
وتشير إحصائيات وزارة التضامن الاجتماعي المصرية إلى وجود ما يقرب من ميلوني شخص بلا مأوى في مصر.