النجاح الإخباري - وحدها صورة الأطفال السبعة بقيت تتصدر صفحات السوريين وحساباتهم الشخصية على موقع “فيسبوك”، التهمت النيران ضحكاتهم قبل أن تنهش أجسادهم الطرية. أكبرهم في ربيعه الثالث عشر أما أصغرهم فلم يتجاوز الثلاث سنوات.

لم تمنح النار سبعة إخوة أشقاء فرصةً حتى لوداع بعضهم فافترستهم جميهاً قبل أن تشبع من أثاث منزل بالكاد يقاوم شتاءً بارداً لا يرحم. والأجساد النحيلة الصغيرة لم تمت باردة متجمدة، بل ماتت مشوية على نار لا تُطفئها إلا الأجساد الضعيفة العاجزة. وهكذا استدرج شتاء دمشق سبعة من أطفالها وظل يغريهم ثم ناولهم الموتَ إلى يوم الدين. وأية ميتة تلك؟ أن يهرب العصفور من برد يجمد الدماء إلى دفء يُريق الدماء ويُذيب الأحشاء.

سبعة أطفال أخوة، أشقاء من أب واحد وأم واحدة من عائلة عرنوس الدمشقية المقيمة بحي المناخلية وسط عاصمة البرد، سبعة لم يشاهد أحد في هذا الكون كيف تألموا وكم تألموا سوى النار التي داهمتهم وهم نيام